Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

سياحة الكهوف: الكنز العربي المهدور

سياحة الكهوف: الكنز العربي المهدور


عمان: د. مأمون حسين علان


كلية الأثار والسياحة – الجامعة الأردنية

 

"المسلة" …. إذ تعتبر الكهوف والمغارات من ابرز عوامل الجذب الخاصة بالسياحة الجيولوجية. و تعتبر من عوامل الجذب السياحية المهمة في العديد من الدول. ففي كوريا الجنوبية تم اكتشاف 300 كهف وتم بالفعل تهيئة عدد منها لغايات السياحة وأصبحت مفتوحة للزوار. في أوروبا أيضا تعتبر العديد من الكهوف مصادر جذب سياحي رئيسية في العديد من المناطق وقد تضاعفت أعداد سياح الكهوف في أخر خمسين سنة في مختلف أنحاء أوروبا.  
 

الكهوف بشكل عام هي عبارة عن "مساحات تحت الأرض أنشأتها العمليات  الجيولوجية الطبيعية و الجيومورفولوجية، بحيث تكون  كبيرة بما يكفي لفحصها  نوعا ما من قبل البشر". وتحتوي مختلف الكهوف على خصائص جيولوجية وبيولوجية وأثرية ومناظر طبيعية وأخرى خاصة بالمتحجرات يمكن استخدامها لأغراض سياحية وترفيهية.  ويقوم معظم الزوار بالسفر إلى الكهوف لأسباب جمالية وترفيهية وعاطفية وتعليمية واحيانا علاجية.  

 

بالرغم من توفر العديد من الكهوف ذات الخصائص المتميزة في مختلف الأقطار العربية، ألا أن واقع سياحة الكهوف في هذا الدول ما زال واعدا وفي بداياته. فمصر تحتوي على العديد من الكهوف الصحراوية المميزة ومن ابرزها كهف الجارة الذي يقع في الصحراء الغربية المصرية. والمغرب أيضا يتميز بالعديد من المغارات والكهوف، وتعتبر مغارة هرقل بالقرب من طنجة واحدة من اضخم المغارات في قارة أفريقيا بشكل عام. وفي المشرق العربي هناك أيضا تشكيلة هائلة ومميزة من الكهوف بشتى أنواعها.  فالأردن يحتوي على عدد من الكهوف والأنفاق البركانية الغريبة. ويبقى كهف أهل الكهف قرب مدينة عمان واحد من اهم الكهوف ذات السياق الديني والتاريخي في الشرق الأوسط. ولا بد من ذكر كهف الهوتا وكهف الجن في سلطنة عمان إضافة إلى الكهوف الصحراوية العديدة في السعودية والتي يمكن أن تمثل منتجات سياحية مهمة في الخليج العربي.

أن تطوير سياحة الكهوف في الدول العربية يمكن أن يساهم في أثراء وتنويع منتجات السياحة في المنطقة واستقطاب أعداد وأنماط سياح جدد. وتبدأ المهمة بأعداد هذه الكهوف وتجهيزها لغايات السياحة. ولا بد من عمل توازن ما بين نشاطات السياحة في الكهوف وسبل المحافظة عليها. إذ أن الكهوف لها طاقات استيعابية محددة لا يجب تجاوزها من قبل الزوار. لذا على إدارة سياحة الكهوف العمل بكل السبل الممكنة لاستدامة هذه الكهوف والمحافظة على خصائصها الطبيعية. إذ أن المبادئ الأساسية لأنشاء كهف سياحي هي حماية البيئة وسلامة الزوار و تحقيق الربحية.  ومن ثم يجب على الإدارات السياحية تسويق وترويج سياحة الكهوف من خلال إعداد حزم تسويق سياحي مناسبة للسياح المحليين والدوليين. واستغلال الوسائل الإلكترونية والشبكات الاجتماعية للوصول إلى الأسواق العالمية.

 

 

أن سياحة الكهوف هي فرصة مهمة للإدارات السياحية في الدول العربية لتطوير المنتج السياحي العربي الكلي وإطالة أمد إقامة السائح في الدول العربية. كما أنها وسيلة مهمة لزيادة الوعي بأهمية الإرث الجيولوجي والمحافظة عليه واستدامته. الكهوف قادرة على توفير تجربة سياحية فريدة من نوعها مغلفة بالاستمتاع والتعلم والغرابة ، فالكهوف هي حاضنة أسرار التطور الإنساني و ومنها خرج الأنسان لاكتشاف المجهول والوصول إلى الحقائق.

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله