قلعة السفالة.. شاهد على إبداع الأيدي العمانية وبراعة الهندسة المعمارية
يُعَدُّ التراثُ العماني جزءا لا يتجزأ من الهوية العمانية الأصيلة، فهو إرث الآباء والأجداد، ويظل شاهدا على إبداع الأيدي العمانية وبراعة الهندسة المعمارية وأصالة الماضي التليد، فالأبراج والقلاع والحصون والأسوار والمساجد والبيوت الأثرية في مختلف محافظات السلطنة، شُيدت منذ آلاف السنين وتظل شاهدة على عراقة الماضي، لذا من المهم المحافظة على هذا الإرث العظيم والعمل بيد واحدة على إحيائه ونقل الخبرات المكتسبة للأجيال القادمة.وتزخر السلطنة بأروع الآثار، التي أصبحت أحد المقومات السياحية والاقتصادية في السلطنة، حيث تبذل الحكومة جهودا كبيرة في المحافظة عليها وإبقائها شامخة على مر الزمان، ومنها ما تقوم به وزارة التراث والثقافة في ربوع السلطنة؛ للعمل على إحياء التراث العماني الضارب في القِدم وإبقائه محافظا على الهوية العمانية الأصيلة.
وتُعد (قلعة السفالة) بولاية وادي المعاول بمحافظة جنوب الباطنة إحدى القلاع التاريخية بالولاية، وشملتها الرعاية والعناية من حكومة السلطنة في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – حيث قامت وزارة التراث والثقافة بجهود كبيرة للمحافظة عليها وترميمها وإعادة تأهيلها، وقد بدأ مشروع ترميم القلعة في شهر نوفمبر من عام 2007م وانتهى في عام 2009م.
ويرى المختصون في وزارة التراث والثقافة أن القلعة شيدت منذ عام 950م حسب عمر المواد المستخدمة في البناء، وتظهر القلعة محاطة بستة أبراج ومنازل أثرية وبرج داخلي ومسجد أثري للصلاة ومدرسة للقرآن، ونظرا لأهمية القلعة وقيمتها التاريخية والاجتماعية فقد اتخذتها الولاية شعارا لها.
وقال الشيخ صالح بن سعود المعولي عن الحارة الأثرية والمنازل القديمة بقلعة السفالة: إن الحارة الأثرية والمنازل القديمة توجد داخل سور القلعة فوق تلة بوسط مزارع النخيل بقرية (أفي) بالولاية على بعد كيلومترين من الشارع العام المؤدي إلى داخل الولاية، وهي تتمثل في معلم على شكل مستطيل منحرف تحيط به الأسوار بطول (470) مترا وبها (6) أبراج خارجية مستديرة الشكل وهي: برج الصباح وبرج المطمرة وبرج الشوعة وبرج الزاوية وبرج المدرسة وبرج البومة.
من جانبه أوضح المكرم الشيخ حمد بن خالد المعولي عضو مجلس الدولة عن أجزاء قلعة (السفالة) الداخلية بقوله : إن مدخل القلعة يؤدي لفضاء الحارة الأثرية وعلى يمين المدخل يوجد الدرج المؤدي إلى المسجد الأثري الموجود داخل القلعة ، وعلى يسار المدخل توجد مدرسة القرآن القديمة، حيث أعيد بناء المدخل والمدرسة بالأسمنت، ويأخذ المسجد الأثري جزءا من القسم الشمالي الملاحق والمرتفع عن المدخل وهو يمتد على مساحة (350) مترا مربعا تقريبا وبطول (24.5) متر وبعرض (14.5) متر.
وأضاف : إن تخطيط المسجد كان على طراز المساجد العمانية القديمة ، حيث يحوي فضاء داخليا للتهوية وأعمدة إسطوانية عددها (20) عمودا تحمل العديد من الكتابات التي يشير أغلبها إلى بعض الوفيات وأسماء من كلفوا بإمامة المسجد، كما توجد بالقرب من المسجد بئر عميقة في فضاء يحاذي البرج السابع الدائري الشكل الذي يحتوي على مئذنة للمسجد.
وقال سعادة الشيخ خليفة بن هلال العلوي والي ولاية وادي المعاول عن أجزاء القلعة وسورها الأثري: إن الحارة كانت تعاني من انهيار معظم أجزاء السور المحيط بها من ثلاث جهات عدا الجهة الأمامية المبنية من الحصى والصاروج، وكذلك هي الحال بالنسبة لمعظم الأبراج وهي مبنية من الطين.
وأضاف سعادته: إن طول السور الأثري من الجهة الجنوبية يبلغ نحو (72) مترا ومن الجهة الشمالية نحو (75) مترا ومن الجهة الشرقية نحو (134) مترا ومن الجهة الغربية نحو (125) مترا، أما أقطار الأبراج فتتراوح بين (6) أمتار و(8) أمتار أما المسجد الأثري فيبلغ طوله (22) مترا وعرضه (14) مترا، وطول مدرسة تعليم القرآن (6.15) متر وعرضها (5) أمتار.
جدير بالذكر أن ولاية وادي المعاول بمحافظة جنوب الباطنة تزخر بكثير من الآثار الموغلة في القِدم منها حجرة الشيخ وحارة المطلع القديمة بقرية (أفي) وفي قرية مسلمات يوجد بيت الخندق والحارة القديمة وبها جامع كبير للصلاة، بُني على النظام القديم للمساجد الأثرية كما توجد بها أيضا العديد من الأبراج والحصون والمساجد الأثرية القديمة التي لا يزال البعض منها يرتاده المصلون في ربوع قرى الولاية كقرى اللاجال وحبرا والمريغة والواسط والطوية والغبرة وغيرها.
العمانية