كثافة الرحلات الجوية بين مصر والكويت دلالة واضحة على متانة العلاقات الثنائية
الكويت "المسلة" … ترتبط دولة الكويت وجمهورية مصر العربية بعلاقة فريدة من نوعها على شتى المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية ولاسيما السياحية باتت نموذجا يحتذى للعلاقات بين الدول.
ويتكلل تميز العلاقة الكويتية المصرية غدا بزيارة رسمية يقوم بها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تستغرق يومين الى الكويت تهدف الى توثيق وتعميق الروابط بين البلدين الشقيقين في شتى المجالات.
ومن المؤشرات الدالة على تميز العلاقة الكويتية المصرية ما تعكسه حركة السفر الجوية بين البلدين والنشاط في رحلات الطائرات التي تسيرها مختلف الشركات الجوية العربية ذهابا وايابا بين مطار الكويت ومطارات مختلف المدن المصرية.
ومن خلال مسح أولي أجرته وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم تبين أن عدد الرحلات لايقل عن 35 رحلة أسبوعيا عبر شركات الخطوط الجوية الكويتية ومصر للطيران وطيران الجزيرة وطيران النيل وأير كايرو اضافة الى كثير من شركات الطيران العربية.
وتسير تلك الشركات رحلات مكثفة بين مطار الكويت ومطارات المدن المصرية وهي القاهرة والاسكندرية وأسيوط وشرم الشيخ والأقصر وسوهاج لكثرة الطلب عليها من قبل المقيمين في البلدين لاسيما بعد عودة الاستقرار السياسي الى مصر وانتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيسا للجمهورية.
وفي هذا الشأن قال أحد مسؤولي الحجوزات لدى شركة سياحة وسفر محلية حسن عبداللطيف ل(كونا) إن الحجوزات الى مصر بدأت تنتعش فعليا بعد الاستقرار الذي تشهده في مختلف المستويات لافتا الى أن اقبال الكويتيين على السفر اليها ازداد عموما وفي المواسم السياحية خصوصا ولم تتوقف رحلات الطلبة طيلة العام.
وذكر عبداللطيف أن تخصيص شركات الطيران المحلية والعربية رحلات الى مختلف المدن المصرية لاسيما السياحية منها مثل شرم الشيخ والاسكندرية دليل على مكانة مصر وتميز مقوماتها على المستويين السياحي والترفيهي.
وبين انه لا يمكن اغفال بقية دواعي السفر من قبل أبناء الجالية المصرية في الكويت البالغ عددهم أكثر من 500 ألف فضلا عن الطلبة الكويتيين المقدرة أعدادهم بالآلاف مشيرا الى ان هناك زيادة مطردة في حجوزات وجهات مصر المختلفة منذ شهر نوفمبر الماضي وحتى نهاية يناير الجاري.
وعن أكثر الوجهات اقبالا بعد عودة الاستقرار السياسي الى مصر لفت الى أن وجهة شرم الشيخ ازداد الاقبال عليها جدا من قبل مختلف فئات المجتمع الكويتي لتميز هذه المدينة بشواطئها الخلابة المطلة على البحر الاحمر ومنتجعاتها الراقية والتي تتوفر فيها جميع مستلزمات الترفيه العائلية والشبابية.
وفي احصائية نشرتها شركة طيران الجزيرة عن أدائها التشغيلي خلال شهر سبتمبر الماضي ذكرت أن عدد المسافرين على متن خطوطها ورحلاتها المتجهة الى مختلف المدن المصرية زادت بنسبة 18 في المئة مقارنة بشهر سبتمبر عام 2013 كما ارتفعت حصتها التشغيلية بنسبة 9 في المئة على خط الكويت – القاهرة مقارنة بحصتها في سبتمبر 2014.
من جانبه قال المواطن الكويتي الدكتور يوسف سعادة ل(كونا) ويمتلك وحدة سكنية منذ السبعينيات في مصر إنه اعتاد قضاء اجازته في العاصمة القاهرة سنويا دون انقطاع معتبرا مصر بلده الثاني لما يجد فيها من راحة نفسية ولما يلقاه من ابناء المجتمع المصري من حفاوة وود وكرم بعد انخراطه معهم طيلة تلك السنين.
من ناحيته قال الطالب محمد التميمي الذي يدرس الهندسة في احدى الجامعات المصرية ل(كونا) انه متى ما أتيحت الفرصة له يعمل على قضاء اجازته الخاصة برفقة أهله في أحد سواحل الشمال المصري نظرا الى اعتدال مناخ تلك المنطقة المطلة على البحر الأبيض المتوسط وكثرة الأنشطة الشاطئية فيها.
بدوره رأى الشاب الكويتي أحمد السرحان ان امتلاك أسرته شقة بمنطقة (الدقي) وسط القاهرة يجعل من مسكنه نقطة الانطلاق لمختلف المدن المصرية ومنها شرم الشيخ والغردقة البحريتين وذلك خلال العطلة الصيفية.
ووصف السرحان مدينة القاهرة بأنها "العاصمة التي لا تنام" مع كثرة الاماكن الترفيهية وتميز الحياة الليلية فيها لتنوع الانشطة والفعاليات والاجواء المناسبة لمجمل ذلك.
وتتميز مصر بالسياحة التاريخية نظرا الى امتلاكها الآثار والمدن القديمة التي تعود الى عصر الفراعنة على وجه الخصوص كما احتضنت أقدم الحضارات على وجه الأرض منذ نحو 10 الاف سنة عندما استقر الانسان المصري على ضفاف النيل ليبدأ زراعة الأرض وتربية الماشية.
وتعد مصر (أرض الأنبياء) حيث شهدت موطن وقدوم العديد من الانبياء بحسب المعتقدات السماوية منهم ابراهيم الخليل ويعقوب ويوسف وموسى عليهم السلام كما تواكبت عليها العديد من العصور والحقب التاريخية مرورا بالفرس والرومان الى ان جاءها الفتح الاسلامي.
وتشتهر مصر بالعديد من الآثار وفيها ثلث آثار العالم مثل أهرامات الجيزة وتمثال (أبوالهول) ومعبد الكرنك والدير البحري ووادي الملوك فيما يتم عرض أجزاء من هذه الآثار في المتاحف الكبرى في جميع أنحاء العالم ما دعا الجامعات العالمية الى ايجاد علم خاص بدراسة آثار مصر سمي ب(علم المصريات).
كما تتميز مصر بالآثار الرومانية والاغريقية والقبطية والاسلامية بمختلف عصورها اضافة الى مقتنيات أسرة محمد علي الشهيرة التي حكمت مصر خلال الفترة بين عامي 1867 و 1914 تحت سلطة الدولة العثمانية قبل أن تصبح مصر تحت الحماية البريطانية.