حضارة العراق البابلية تُحتضن أكبر عيد ميلاد للمسيحيين متحدين سيوف "داعش"
بغداد ….. يُحضر البابليون من أرض حضارة العراق، لأكبر حفل وئام موسيقي ممزوج بغناء العصافير، للمسيحيين المُهجرين قسراً من العواصم الآشورية على حد سيوف "داعش"، في ليلة رأس السنة الميلادية.
ويُجهز العراقيون من جماعة كوثا للتطوير الحضاري، في وسط العراق، أول شجرة ميلاد في مهد الإمبراطورية البابلية، في رسالة تحدٍ بوجه الإرهاب الذي خيرَ المسيحيين بين الذبح أو الجزية وترك المدن العائدة إلى ما قبل الإسلام.
وقال سرمد بليبل، رئيس اللجنة التنظيمية للحفل في بابل، لوكالة "سبوتنيك" الروسية "إننا نحاول من خلال المناسبات والأعياد، تقديم صورة مفرحة تعبر عن مدى تكاتف أبناء الشعب العراقي الواحد، ونبرهن للعالم أجمع، أن السلم الاجتماعي قائم بوجه الموت والإرهاب والدمار".
وتعهدت روان سالم (14 سنة )، أصغر عازفة أورغن عراقية، وهي أحد أعضاء النادي الموسيقي، مع عدد من الأطفال زُملائها، بتقديم مجموعة من أغاني أعياد الميلاد الشهيرة، ومنها أغنية "ليلة عيد" للفنانة اللبنانية فيروز.
وعبرت روان من فرقة عصافير بابل، لـ"سبوتنيك"، قائلة ً"إن مُشاركتنا في احتفال أعياد رأس السنة الميلادية مع المسيحيين في بابل، تأتي من أجل أن يعم السلام كل أرجاء العراق".
ويقام الاحتفال وسط مدينة الحلة، قرب جسر الفنون ما يُسمى حديثاً بجسر العشاق عن أقفال الحب التي يعلقها العاشقون على جانبيه، بعدد من الفعاليات الفنية التي ستقدم عبر النادي الموسيقي، مع عروض مرح وفرح ينشرها بابا نؤيل بين الأطفال المسيحيين.
وسيغني أطفال "عصافير بابل"، في حفل المسيحيين، أغانٍ باللغات العربية، الكردية، والتركمانية، بما يُلاحم مكونات الشعب العراقي، إضافة إلى الأغاني التركية القريبة من اللون الغنائي الكردي.
واتفق المُنظمون للحفل، على مراسم عيد تمتد من التاسعة مساءً حتى بعد مُنتصف الليل بتغير عقارب الساعة المُعلنة لنهاية 2014 التي مضت بسوء عارم على كل مكونات الشعب العراقي لما حملت من عنف وسقوط للمدن بيد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الذي نفذ إبادة وحشية بحق المواطنين من كافة الأديان والطوائف.
وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، تُقدم جماعة كوثا، في بابل الأثرية، فعاليات أدبية وفنية، تسعى من خلال رسالة مُوحدة لإعضائها إلى إعادة الحياة لعالم السينما عبر العروض التي يُنفذونها في شوارع وأزقة الحلة "مركز المحافظة"، تضاف إلى محاولات إحياء خشبة المسرح وتطوير العزف مع الفنون الأخرى التي انحسرت بتفاقم العنف في العراق.
ونزح الآلاف من المسيحيين العراقيين نحو الوسط والجنوب العراقي، وإلى خارج البلاد، على يد تنظيم "داعش" بعد سيطرته على العواصم الآشورية الأربع في شمال العراق، منذ منتصف العام الجاري.