أثرياء يتبرعون بعقاراتهم بحثاً عن السعادة
ليس سهلاً أن يتنازل الإنسان عن البيت لأنه أغلى مقتنياته فكيف يتنازل عن عقاراته دفعة واحدة؟ قد يبدو العنوان مبالغاً فيه أو مثيراً لكن ثلاثة أثرياء خلّدهم التاريخ بعدما تنازلوا بسهولة جداً ليس عن مساكنهم وحسب وعن العقارات التي يمتلكونها جميعاً بل عن كل أموالهم .
وكان لكل واحد منهم أسبابه فمنهم من اعتبر ثورته العقارية سبب حزنه وآخر وجد أنها الوسيلة الوحيدة للسعاد ولاسعاد الآخرين وآخر رأى أن تلك العقارات وسيلة لتأسيس صرح علمي. لكل واحد منهم أسبابه فمثلاً رجل الأعمال النمساوي كارل رابيدير باع منزله بمليون ونصف المليون يورو وتبرع بالمبلغ لجمعية خيرية لمساعدة الفقراء.
شعور بالسعادة
روى ذلك الثري لـ«ديلي تيليغراف» كيف كان يعتقد أنه كلما زادت ثروته زاد شعوره بالسعادة، ولكنه اكتشف أنه كان مخطئاً إذ وجد أن ثروته الفاحشة هي السبب الأكبر في افتقاده السعادة وأنه كان يعيش حياة زائفة. لحظة التحول في حياة رابيدير حين قضى مع زوجته عطلة في جزر هاواي مدة 3 أسابيع وعنها يقول: «كانت أكبر صدمة في حياتي حين أدركت كم أن حياة الخمس نجوم رهيبة وخالية من الحياة.
لقد صرفنا في تلك الأسابيع كل الأموال التي يمكن تخيلها ولكن مع ذلك تولد لدينا إحساس بأننا لم نلتق بإنسان حقيقي وأننا كلنا كنا ممثلين فكان الموظفون يؤدون دور الأشخاص الودودين والضيوف يؤدون أدوار الأشخاص المهمين ولكن لم يكن أحد منا حقيقياً» وكانت لديه المشاعر نفسها خلال رحلات طيران قام بها فوق جنوب أميركا وإفريقيا إذ يقول: «أصبحت أشعر بأن هناك علاقة بين ثرائنا وفقرهم».
أما الثري الأسترالي زيل كرفنسكي (59 عاماً) الذي وصفته صحيفة الديلي إكسبرس البريطانية بـ«أكرم رجل في العالم» فقد تبرع بنصف عقاراته على الفقراء واحتفظ بمنزل آيل للسقوط وراح يعتاش من عمله في مستشفى محلي وهناك تبرّع بكليته سراً دون أن يخبر عائلته إلى امرأة كانت بأمسّ الحاجة إلى عملية عاجلة لزراعة الكلية.
تاسيس جامعة
أما جون هارفارد الذي ولد في لندن 1607 وتوفى في 1638 فقد تبرع بأمواله وعقاراته من أجل تأسيس جامعة في الولايات المتحدة التي هاجر إليها وتمكن من تحقيق ذلك الحلم قبل عامين وأصبحت الجامعة من أقدم وأعرق الجامعات الأميركية وأقدم وأكبر وأفضل جامعات العالم وتقع في كامبردج بولاية ماساتشوستس الأميركية. وعندما باع هارفرد عقاراته ليؤسس جامعة تناظر جامعتي كامبريدج وأوكسفورد في بريطانيا التي هاجر منها لم يعش طويلاً قبل أن يقرر القائمون على الجامعة تغيير اسمها وفاء لمؤسسها باسم «جامعة هارفارد» بحسب البيان.