المحلية والعالمية بقلم :إبراهيم الذهلي

المحلية والعالمية

بقلم :إبراهيم الذهلي

لا تزال الدهشة تأخذني عندما أحضر مهرجانا أو حدثا مرتبطا بالتراث الوطني الإماراتي..! في كل مرة يفاجئني كم الحضور ومدى الاهتمام الجماهيري بمثل هذه الأحداث، خاصة إذا عرفنا أن نسبة كبيرة من هذا الحضور هي من الأجيال الجديدة..!

من المعروف أن الأجيال الجديدة عزفت عما كنا نهتم به، ولم تعد أجيال التواصل الاجتماعي الإلكتروني، والعلاقات الاجتماعية الافتراضية تهتم كثيراً بالتاريخ والتراث.

ولكن عند حضور المهرجانات التراثية والثقافية ربما أجد أن تحليلاتنا يشوبها نوع من الخطأ أو عدم الإدراك بكل الجوانب.

مع هذا النجاح باتت المهرجانات التراثية سمة من سمات صناعة السياحة في الإمارات، وهو أمر محمود ومطلوب أن نشجعه، حتى يتحول من مجرد حدث محلي إلى مهرجان سياحي دولي، يتم وضعه على قائمة المهرجانات السياحية الثقافية في العالم.

في المجتمعات الغربية والشرقية نجدهم يحولون وقائع وأحداثا بسيطة جداً إلى مهرجانات ثقافية، ويصنعون تاريخاً من لا شيء، ويبحثون في الكتب القديمة عن أفكار وحكايات وأساطير لكي يحولونها إلى مهرجانات تجتذب السياح من جميع أنحاء العالم.

بينما نحن نمتلك من التاريخ والتراث والثقافة الكثير من الأشياء الحقيقية التي يمكن أن نوثقها ونحولها إلى أحداث تربط الأجيال الجديدة بثقافتهم.

المهرجانات حتى تنجح تحتاج إلى الإقبال الجماهيري، وإلى الدعم الشعبي، وأثبتت التجربة على مر السنوات الماضية، أن المهرجانات التراثية المحلية تحظى بتأييد كبير، وأن لها في النفوس أثرا كبيرا.

سياحة المهرجانات جزء مهم من السياحة العالمية، ومن عوامل الجذب السياحي، والمهم أن نبدأ في النظر إلى مهرجاناتنا بنظرة مختلفة ضمن منظومة السياحة العالمية.

عندها فقط سنحصل على نجاح أكبر وانتشار أكثر واهتمام أوسع..

وكلما استغرقنا في المحلية، دخلنا بقوة إلى العالمية..

وحياكم الله..