جابر عصفور يشهد حفل ختام يوم المترجم بالمسرح الصغير بالأوبرا
القاهرة "المسلة"…. شهد د . جابر عصفور وزير الثقافة حفل ختام يوم المترجم الذي أقامه المركز القومي للترجمة برئاسة د . أنور مغيث وبحضور العديد من كبار وشباب المترجمين وذلك مساء أمس الاثنين 15 ديسمبر بالمسرح الصغير بدار الأوبرا
وقال د . جابر عصفور في كلمته أنه ممن يحبون الترجمة وممن كانوا يتمنون أن يتاح له الوقت للترجمة ولكنها أمنية تظل عالقة في القلب ، مضيفا أنه حارب طويلا لكي يؤسس المركز القومي للترجمة ومرت سنوات عديدة وأجيالا من المديرين قد تتابعت عليه ، وأضاف عصفور مذكرا بالمثل الايطالي الشهير " ايها المترجم أيها الخائن " ولكن بعض المحبين للترجمه عدلوا من المثل الايطالي فتحدثوا عن الخيانة الخلاقة ، فكل ترجمه هي خيانة خلاقة للنص الأصلي لأن كل مترجم يضفي من روحة وثقافته الخاصة القومية للنص الأصلي ، ولذلك يحدث في بعض الحالات النادرة أن تصبح الترجمة جزء من الأدب القومي ، واستطرد عصفور أنه قرأ ترجمة البستاني وهو في سن الثانية عشرة للالياذة والتي طبعت في عام 1904 .
وقال أن مقدمه هذه الترجمة تعتبر من أهم المقدمات التي تعتبر وثيقة في النقد الادبي وكانت ترجمة البستاني شعرا عربيا جاهليا ، واستطر أنه بعد إقامة المركز القومي للترجمة تم تشكيل لجنة برئاسة المحروم أحمد عتمان والذي قام بجهد عظيم مع المتخصصين في اللغة اليونانية وأصدرنا الإلياذة في طبعة فاخرة وأقمنا لهذه الترجمة حفلا دعونا فيه المهتمين بالترجمة ، كما أعدنا طبع الترجمة القديمة لتكون ذخرا للمترجمين ، ودعا عصفور الي المقارنة بين الترجمتين من خلال اللغة وبين التراكيب ، والثقافة هنا بمعناها الفردي أو الجمعي تجعل النص المترجم مغايرا ، وليس من المصادفة أن تدرس الترجمة ضمن علوم التفسير في النقد الأدبي وتتعدد مدارس المترجمين .
وذكر عصفور طرائق العرب القدماء في الترجمة والمدارس المختلفة في الترجمة وعلم المقارنة في الترجمات ، واستطرد عصفور أن العدو الحقيقي للترجمة أمران حكم استبدادي وجماعات أصولية ، فاذا غابت الحرية في المجتمع فانه سوف يرصد الترجمة ، وذكر عصفور احد المواقف التي مرت بالمركز القومي للترجمة عندما هوجم كتاب " الجندر في الاسلام " والذي شنت عليه حملة شرسة.
كما ذكر عصفور جهوده في حقوق الملكية الفكرية للمترجم مساواه بالمؤلف في حالة طبع الكتاب للمرة الثانية ، وقال عصفور أن المترجم الحقيقي هو من يترجم النص بشكل مفهوم وقد يقضي ليلة كاملة لترجمة اربعة أسطر ، مضيفا أن ترجمات محمد عناني رائعة لأن انجليزيته فصيحة مثل عربيته ، وأضاف عصفور أن الأهداف الأساسية للمركز القضاءعلي المركزية الأوروبية في الترجمة وتم الترجمة من أكثر من 35 لغة ، وأضاف أنه سيتم انشاء جائزة خاصة للثقافة العلمية ، وكذلك منح تفرغ خاصة للشباب للترجمة العلمية ، كما قرر الوزير مضاعفة مكافاءات المترجمين بالمركز القومي للترجمة ، وفي نهاية كلمته طلب عصفور الوقوف دقيقة حداد علي ارواح المترجمين الذين فقدناهم خلال الفترة الماضية.
ومن جانبة قال د . أنور مغيث مدير المركز القومي للترجمة أن الاحتفال مناسبة للنهوض بالترجمة وتكريم دور المترجم الذي يعد جسرا للتفاعل بين الثقافات ، مشيرا الي أن هذا التقليد بدأته د . كاميليا صبحي عندما كانت مديرة للمركز القومي للترجمة متمنيا الاستمرار فيه بصورة سنوية ، ويهدف الي التوعية والتذكير بدور المترجم في هذا العالم .
وأضاف أن المركز القومي للترجمة بلغ عدد ترجماته 2500 كتابا من 35 لغة مختلفة ليس إلا تراكما تم بفضل شرارة الانطلاق التي أطلقها مؤسسه د . جابر عصفور والذي تمكن من استنهاض همم المترجمين الكبار وجذب الشباب الي مجال الترجمة ورفع قيمة المترجم ماديا ومعنويا ، والتوجه للقارئ العربي من المحيط الي الخليج ، ومن هنا كانت مبادرة هذا اليوم والاحتفال بجهود المترجمين ونقدرها ونعتبرها رصيد لنا جميعا في مختلف البلاد العربية ، وبجودكم ودابكم سوف يكون يوم المترجم كشف حساب سنوي عما انجزناه في المركز القومي للترجمة وعما نتطلع لأن يكون .
وفي كلمته قال شوقي جلال أن الاحتفال بيوم المترجم هو الاحتفال بالانفتاح علي فكر أخر مختلف والتفاعل أخذا وعطاء بين المذاهب والمعتقدات في حرية وتكافؤ، والمترجم ليس ناقلا للمعرفة بل رسول للمعرفة والتعارف بين الشعوب ، في تفاهم جدلي ن ويتكرر في عبارة ثوابت ثقافية ، واستطرد شوقي جلال ان المترجم في عالمنا العربي يعيش في محنة السباحة عكس التيار السائد في ثقافة المجتمع الموروث التي تري تاريخيا أن العلم النافع هو العلم اللدني الذي يهيئنا لحياة أخري، فالمترجم حين يخلص لمعني الترجمه فهو مبدع متمرد ، وأضاف شوقي جلال أن ثقافة الموقف ارادة واختيار وعزم علي التغيير .
وفي كلمة جوروج الطرابيشي والتي ألقاها نيابة عنه د . أنور مغيث ، أن الظروف الصحية حالت بينه وبين الحضور وقدم شكرة للحضور ، وسعادته لأنه ترجم أكثر من 100 كتاب لسارتر وهيجل وماركس ووفرويد وهذا الأخير الذي نقل من كتبه للعربية أكثر من ثلاثين ، وترجمته من الفرنسية من الي العربية وليس الألمانية ، فترجمته له كانت خيانة مزدوجة ، وقال أنه وسائر جيله من المثقفين العرب كانوا اسري معطي جيوثقافي غير قادرين علي تغييره ، مضيفا ان الثقافة العربية لم تتاح لها التواصل الي من خلال وسيط ثقافي عبر قوتين امبرياليتين في العصر الحديث هما الفرنسية والانجليزية ، وان علاقة الثقافة العربية ظلت مرتبطة بالثقافة الانجلوفرنسي حتي في حالة التعاطي مع الثقافت التي تتعمل مع الألمانية أو اليونانية
وفي نهاية الحفل قام د .جابر عصفور وزير الثقافة ، د . أنور مغيث بمنح د . محمد عناني جائزة رفاعة الطهطاوي عن ترجمته لكتاب " دقة بدقة " .
جائزة رفاعة الطهطاوي لشباب المترجمين وحصل عليها امير زكي عن ترجمته كتاب " سنة الأحلام الخطيرة " .
كذلك تم تكريم المترجم مصطفي ابراهيم فهمي ، والمترجم جورج الطرابيشي كما تم تكريم المترجمة الجزائرية أنعام بيوط مديرة المعهد العربي للترجمة ، هيثم الناهي مدير المنظمة العربية ، د . منير الفنجري مدير بيت الحكمة في تونس ، شروق مظفر مديرة سلسلة عالم المعرفة بالكويت .