خلال حفل توقيع ومناقشة كتاب"مدينة التاريخ السويس بالأعلى للثقافة
القاهرة "المسلة" ….. أقيم بالمجلس الأعلى للثقافة بأمانة د. أمل الصبان ,حفل توقيع ومناقشة كتاب"مدينة التاريخ السويس" بقاعة المجلس تأليف د.راضى محمد جودة، ضمن سلسلة كاتب وكتاب,شارك فيها د. خلف الميرى- استاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس ورئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان الأسبق, د. أيمن فؤاد – رئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية, قدمها د.أحمد الشربينى.
أكد الميرى أن السويس مدينة تاريخية ضاربة بجذورها فى أعماق التاريخ , ولعبت دوراً مهماً منذ التاريخ الفرعونى مروراً بالعصر الإسلامى والتاريخ الحديت والمعاصر, وتعتبر بمكوناتها التاريخية والأثرية حامله لأثار الديانة منذ سيدنا موسى وخروج بنى اسرائيل والعصر المسيحى والإسلامى لدرجة أن اسمها نفسه من ضمن مسمياتها العديدة تحمل سمات تلك العصور المختلفة وحتى التركيبة السكانية ذاتها بها من الجذور والأصول العربية المختلطة بهجرات من الدلتا ومن صعيد مصرولأنها تعتبر مدينة وميناء بحرى على مدى العصور, فقد مثلت مدينة حَدية أى تواجه على الحدود البحرية كل ما يحمله البحر سِلماً أو حرباً, سواء فى التجارة أو الملاحة أو الحروب العسكرية, ولذلك حتى النواحى العمرانية لمبانيها الأثرية تحمل هذه السمات, فتجدون الطوابق الأرضية على هيئة الدكاكين والخانات , والأدوار العليا هى السُكنى ومن هم ذوى الأصول المغربية أو الأفريقية أو العربية من مقامات الشيوخ والأضرحة مثل الشيخ الغريب , لأنها دائماً وأبداً كانت النافذه الأهم لمصر على البحر الأحمر, وخاصة قبل وجود قناة السويس وهى فترة الكتاب , لأن الكتاب يتناول مدينة السويس خلال حكم محمد على, فلم تكن وُجدت محافظتى الإسماعيلية أو بورسعيد, ولذا أصبحت السويس الميناء المتفرد لمصر على البحر الأحمر ومنه يخرج المحمل أو محمل الحاج البحرى الى الأماكن الإسلامية المقدسة فى مكه والمدينة أوأنها كانت تُشرف على الوجود المصرى فى البحر الأحمر.
فلم تكن وُجدت محافظة البحر الحمر من بعد , هذا التفرد للسويس فى البحر الأحمر عكس وجود موانئ مصرية لمصر فى البحر المتوسط , وكان من أهمها دمياط والاسكندرية ورشيد, وفى إطار تعليق د. خلف وإضافته فقد أشار الى وجود مخطوطه مهمة لابد من الرجوع اليها فى الطبعات التالية وهى من تأليف محمد على السنوسى بعنوان الرحلة الحجازية ثلاثة أجزاء طُبعت ونُشرت فى تونس الشقيق وبها معلومات قيمة عن السويس فى القرن الـ 19, وقد أشار الميرى على مؤلف الكناب بضرورة التوسع فى الحياة الاجتماعية لأنها قليلة التناول وتستحق فصل كامل فى الطبعات التالية مثلما أكد الميرى على أن السويس كان بها ترسنة لبناء السفن تفردت حتى قبل وجود ترسنة الاسكندرية , وكانت هذه الترسانة هى التى بُنيت بها السفن المصرية العاملة فى البحر الأحمر سواء للأغراض التجارية أو الحربية وخاصة فى حروب محمد على, وتستحق ترسنة السويس دراسة مطولة كذلك اهمية السويس فى المد العمرانى بعد ما وصلتها السكك الحديدية , واختتم الميرى كلمته بتحية المؤلف كباحث ولسائر الباحثين المصريين, كما وجه التحية لأهل السويس لأنهم ذو سمات متميزة تبعاً للتركيبة الحضارية وخبرات الزمن المختزلة فى الجينات البشرية وتجلى ذلك فى صمود أهل السويس ودورهم الباسل أثناء المعارك المصرية , وقد شهدنا أمثلة لذلك خلال حرب 73 ودورهم البطولى فى القضاء على الثغرة من خلال المقاومة الشعبية جنباً الى جنب مع الجيش المصرى, كما شهدنا إندلاع شرارة ثورة يناير 2011 بسقوط أول الشهداء فى السويس.
وقد تناول د. أيمن فؤاد دراسة المدن بصفة عامة تتزاوج فيها الجغرافيا والتاريخ والتبادل العمرانى والسكانى ككل فى منظومة متكاملة, بينما ركز الكتاب على الجوانب التاريخية والإشارة الى خلفيه جغرافية فى بدايته, وهذا الجهد المبذول لا يُقلل من اهمية ما تم تقديمه وإن كان بحاجة الى أكثر من ذلك على غرار ما قامت به جامعة الاسكندرية , وهناك إشارة للجبرتى حول السويس وعديد من الوثائق كان يمكن الإستفادة منها .
واستعرض الشربينى تاريخ مدينة السويس منذ عهد سنوسرت وحتى العصر الحديث مروراً بالعصر العثمانى ومحمد على ومشروعه حول خط السكة الحديد .