فنادق الأقصر خاوية..والبعض ينفق الملايين على الباخرة «برزيورا»
وكأنهم يعيشون فى كوكب أخر ودولة غير مصر..تجدهم بيننا ولكنهم لا يشعرون بمعاناتنا..لا يدركون آلام ملايين المصريين الذين أضيروا فى «لقمة» عيشهم جراء انحسار الحركة السياحية..
ضربت على قلوبهم غمامة فلا يشعرون بما تواجهه مصر من ضغوط داخلية وخارجية..لا يدركون أن هناك فنادق أغلقت أبوابها وشردت موظفيها ..لم يصل إلى مسامعهم أن رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى تبرع بنصف راتبه ونصف ما يملك لدعم مصر وتبعه آلاف المواطنين البسطاء ..لم يشاهدوا على شاشات الفضائيات دموع أصحاب «الحناطير» فى الأقصر وأسوان لعجزهم عن توفير طعام للخيول أو لأبنائهم..لم أصدق أن بيننا الآن من ينفق الملايين لمجرد الرفاهة وقضاء أسبوع فى عرض البحر المتوسط ليجوب شواطئ أوروبا تحت ستار عقد مؤتمر لأعضاء الروتارى تاركا مناطقنا السياحية الرائعة وفنادقنا الفخمة تتسول السائح الأوروبى.
هذا هو الشعور الذى إنتابنى عند قراءة رسالة الدكتور أحمد عز العرب عضو أندية الروتارى ونائب رئيس حزب الوفد والتى بعث بها «لصفحات سياحة وسفر» بعد أن أرسلها إلى الدكتور أحمد سعادة محافظ المنطقة الروتارية 2451 يذكر فيها بالمحنة التى تمر بها مصر ويطالبه بعقد المؤتمر السنوى بأحد فنادق مصر بدلا من الباخرة الفارهة برزيورا.
واليكم الرسالة كما هى ودون تدخل منا:
السيد الدكتور أحمد سعادة ـ محافظ المنطقة الروتارية 2451 أرسل إليك خالص تحياتى وأسفى ألا أستطيع تلبية دعوتك لى للاشتراك فى مؤتمر المنطقة المزمع عقده خلال الفترة من 25 إبريل الى 2 مايو 2015 على ظهر الباخرة برزيوزا، والتى ستقوم بجولة بين موانئ البحر الأبيض.
اسمح لى يا سيدى أن أذكرك بالظروف العسيرة التى يمر بها وطننا الحبيب مصر خاصة من الناحية الاقتصادية التى تحتاج أشد الحاجة لكل قرش يقدمه لها أبناؤها. كنت أفهم أن يعقد المؤتمر خارج مصر على باخرة أجنبية لو كان الحدث هو مؤتمر الروتارى الدولى أو حتى مؤتمرا إقليميا نشترك فى عضويته. أما والمؤتمر خاص بالمنطقة الروتارية 2451 التى تشمل مصر وحدها، فيؤلمنى أن أرى عدة ملايين من الجنيهات تنفق عليها خارج مصر فى الوقت الذى جرت عليه العادة أن يعقد المؤتمر فى أى بقعة فاخرة من بقاع مصر السياحية التى تضم المئات من هذه الأماكن الفاخرة، عزيز على النفس أن أرى عدة ملايين من الجنيهات تضيع خارج مصر فى الوقت الذى تضيع على السياحة المصرية مليارات الدولارات نتيجة الهجمة الإرهابية الشرسة التى تتعرض لها عقاباً على الاطاحة بالعصابة الإرهابية التى يحاكم قادتها بتهمة الخيانة العظمى وتسريب أسرار مصر لأعدائها تمهيداً للتفريط فى أرضها المقدسة.
أتمنى ألا يكون الوقت متأخراً لإلغاء ترتيبات عقد المؤتمر خارج مصر خاصة ومازالت أمامنا الكثير من الوقت نستطيع خلاله إلغاء الترتيبات الخارجية وترتيب عقد المؤتمر فى أى بقعة مناسبة فى مصر. وسيسعدنى جداً وقتها الاشتراك كما اشتركت فى كثير من المؤتمرات السابقة.
وختاماً تقبل منى أطيب تحية مع الدعاء لمصرنا الحبيبة أن يعينها أبناؤها فى شدتها.
أحمد عز العرب
نائب رئيس حزب الوفد
وعضو نادى روتارى جزيرة الروضة
واقع الحال يقول إن صناعة السياحة أصبحت مهددة أكثر من أى وقت مضى وإنها فى حاجة ماسة وملحة لدعم المصريين خاصة أولئك الذين يقضون إجازاتهم الصيفية فى تركيا وفرنسا وغيرهما من دول أوروبا..وعليهم أن يكتفوا خلال الأعوام القليلة المقبلة بقضاء إجازاتهم فى مقاصدنا السياحية المختلفة..كما أن الواجب الوطنى يفرض أيضا على المنتجين السينمائيين أن يقوموا بتصوير أفلامهم ومسلسلاتهم داخل مصر بدلا من إهدار الملايين من الدولارات على تصوير مشاهد فى الخارج من الممكن الأستغناء عنها بطرق عديدة.
وأدعوا كل أندية الروتارى بمناطقها وأرقامها..أن تقوم بزيارة سريعه غير «مجهدة» إلى مدينة الأقصر ليشاهدوا بأعينهم أكثر من 250 فندقا عائما ألقت مراسيها وأطفأت محركاتها منذ ما يزيد على ثلاث سنوات.. كما أدعوهم لمقابلة أصحاب الحناطير الذين افترشوا الأرصفة دون عمل ويصرفون من المحافظة وجبات يومية لإطعام الخيول..أدعوهم لزيارة البازارات السياحية حول معبد الكرنك وقد أغلقت أبوابها ومازالت فى إنتظار الفرج.
وأقول لهم أيضا أن مصر أم الدنيا..وحتبقى أد الدنيا..بسواعد وأموال أبنائها..وإن فنادقنا فى شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان أولى وأحق بالزيارة وعقد المؤتمرات من أى مكان آخر فى العالم.
الاهرام
