Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

إيران تفتح أبوابها أمام السيّاح

إيران تفتح أبوابها أمام السيّاح

طهران …. من يعيش في إيران، لا يلاحظ توافداً مهماً للسياح إليها، باستثناء هؤلاء الذين يزورون المدن التاريخيّة الشهيرة كأصفهان وشيراز وتبريز وحتى مشهد.

والسياح الذين يقصدون إيران، هم إما أوروبيّون يحضرهم عشق التاريخ والحضارة إلى بلاد فارس، أو هم أشخاص يقصدون المراقد المقدّسة في سياحة دينيّة ومعظمهم من العراق أو لبنان.

 

وتحاول طهران منذ تولي الرئيس حسن روحاني رئاسة البلاد في أغسطس/آب 2013، فتح أبوابها أمام السياح بشكل أكبر، وذلك بعيداً عن السياحة الدينيّة التي تُعدّ متقدّمة في الأساس. فعمدت مؤسسة الميراث الثقافي المعنيّة بهذا القطاع، إلى إجراءات من شأنها جلب أعداد أكبر من السياح. وبالفعل، ازداد عددهم بمقدار ضعفَين تقريباً في خلال هذه المدّة، بحسب ما يصرّح المسؤولون.

 

وفي تقرير أعدّته مؤسسة السياحة العالميّة لعام 2013، تبيّن أن إيران احتلت المرتبة 48 (من بين 50 بلداً) خلال العام الماضي لجهة عدد السياح الذين قصدوها. ويعتبر الأمر تطوراً. فمنذ الثورة الإسلاميّة قبل أكثر من ثلاثة عقود، هذه المرّة الأولى التي تحتل فيها إيران مرتبة في هذا التقرير. وقد دخل البلاد خلال هذه المدّة نحو أربعة ملايين و700 ألف سائح.

وقد بيّنت مؤسسة الميراث الثقافي أنه منذ شهر مارس/آذار الماضي، دخل إيران مليونا سائح وما زال هذا العدد في ازدياد. ففي الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام فقط، أصدرت عشرة آلاف فيزا لسياح من ألمانيا و15 ألفاً لآخرين من الصين.

 

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نظّمت إيران رحلات سياحيّة جديدة من نوعها. فاستقبلت أول قطار حمل على متنه 150 سائحاً أوروبياً معظمهم من ألمانيا وأستراليا والسويد، وسمحت لهم بالتجوّل بهذا القطار في كل أنحاء البلاد. وهي تستعدّ لاستقبال تسعة قطارات مماثلة، حتى آخر العام الجاري.

 

إلى ذلك، أعلن رئيس دائرة الاستثمار في المؤسسة سعيد شيركوند أن بلاده تنوي بناء ألف و200 فندق جديد، ما يعني تضاعف عدد الفنادق مرّتين في كل أنحاء البلاد.

ففي إيران، المشكلة الأولى التي تقف في وجه تقدّم السياحة هي عدم توفّر فنادق فخمة ومناسبة تؤمّن خدمات تضاهي خدمات الفنادق العالميّة. والفنادق هي جزء أساسي من البنية التحتيّة التي تساعد على جذب السياح، وهذا ما بات المعنيّون يدركون أهميّته. لكن تبقى مشكلات أخرى تستحقّ الاهتمام بشكل أكبر.

 

ومن تلك المشكلات على سبيل المثال، عدم توفّر مجموعات كافية في البلاد تتقن اللغات الأجنبيّة للتعامل مع السياح وإرشادهم. ويشير رئيس مجموعات الإرشاد السياحي عباس بيرمراديان إلى أن سبعة آلاف شخص يحملون بطاقات الإرشاد السياحي في إيران، لكنّ ألفاً منهم فقط يعمل في هذه المهنة فيما البقيّة تعمل في وظائف أخرى.

 

بالتالي، فإن ازدياد عدد السياح سيترافق من دون شك مع بروز مشكلة اللغة الأجنبيّة – التي لا يتقنها عدد كبير من الإيرانيّين – أكثر فأكثر، في حال لم يتمّ تدارك ذلك.

إلى ذلك، يتحدّث عدد كبير من السياح الذين يزورون إيران عن التخوّف من زيارة البلاد على خلفيّة الصورة التي يتخيلها كثر عن الجمهوريّة الإسلاميّة. وتحاول طهران عكس هذه الصورة، على الرغم من أن مشكلة الأمن هي التي تقلق كثرا في الأساس وتمنعهم من زيارة إيران. وهذه البلاد وإن كانت لا تعاني مشكلات أمنيّة خاصة، إلا أنها محاطة ببلدان تتعرّض لهزات أمنيّة عنيفة في مقدّمتها العراق. وهو ما يجعل العديد من السياح يتخوّفون من زيارتها.

 

إلى ذلك، تغذّي المشكلات السياسيّة فيها تخوّف الأجانب من السياحة، على الرغم من أن إيران بلد يجمع بين الطبيعة والتاريخ الطويل. وبالتالي، هذه مشكلة أخرى تتعلق بالتسويق بحسب المعنيّين.

 

لا شكّ في أن الإيرانيّين يرغبون بفتح بلادهم أمام الآخرين، إلا أن كثيرين منهم ما زالوا يخشون التعامل مع الأجانب بسبب تاريخ العداوة الطويل مع بعض البلدان الغربيّة، وخصوصا بريطانيا والولايات المتحدة الأميركيّة. ومع هذا يحظى السائح الأجنبي بحفاوة، خصوصاً وأن الإيرانيّين يتميّزون كما بقيّة شعوب الشرق بكرم الضيافة.

 

والسياحة تساهم في أي بلد كان، بتطوير سوق الاستثمار والاقتصاد. وازدياد عدد السياح مع مرور الوقت لن يغيّر صورة إيران أمام العالم فحسب – وهو ما تنشده حكومة الانفتاح الحاليّة -، بل سيساعد أيضاً على تخليص البلاد من أعباء اقتصاديّة ثقيلة.
 

نقلا عن العربى الجديد

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله