مدير السياحة بعسير: سننافس شرق أوسطيا لو اكتملت بنيتنا التحتية
لا يختلف اثنان على أن السياحة في عسير، باتت تتطور يوما بعد يوم، لكن ما زالت قوافل المتنزهين تفضل السفر للخارج عن البقاء في حيز السياحة الداخلية والتي تقف عسير بإرثها وطقسها كواحدة من أبرز المناطق السياحية خلال الصيف.
وتبرز ظاهرة غلاء الأسعار وتدني مستوى الخدمة، والكثير من العيوب أمام سياحة ناضجة، طرحنا على مدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة عسير المهندس محمد العمرة، الكثير من التساؤلات بحثا عن الحلول، والمأمول والحلول، فأعلن تفاؤله لأن المنطقة يزورها حاليا مليونا سائح، متوقعا المنافسة خليجيا وفي منطقة الشرق الأوسط.
* بصراحة ما هي المعوقات التي تحول دون وجود سياحة حقيقية في عسير؟
– السياحة في مفهومها، نشاط السفر بهدف الترفيه وتوفير الخدمات المتعلقة لهذا النشاط، والسائح هو ذلك الشخص الذي يقوم بالانتقال لغرض السياحة لمسافة ثمانين كيلومترا على الأقل من منزله حسب تعريف منظمة السياحة العالمية، وبالتالي المفهوم موجود لدينا في المنطقة، بدليل زيارة ما يزيد على مليوني سائح ومصطاف في الصيف فقط، لكننا نطمح في مجلس التنمية السياحة بقيادة ودعم مباشر من أمير المنطقة الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز من خلال مبادرة «عسير.. وجهة سياحية رئيسية على مدار العام»، إلى إيجاد خدمات وبنى تحتية، بالتعاون مع جميع الشركاء في القطاعين: الخاص، والعام، إذ أن جميع قطاعات الدولة أو القطاعات الخاصة تتقاطع في تنمية وتطوير السياحة، فمثلا لو حتى لو كان مستشفى لم يكن بالجودة المقبولة فهو سيعكر مزاج السائح حتى لو كانت رحلته أو تجربته في المنطقة ناجحة وسعيدة، أو أي خدمة بسيطة أخرى، فالسياحة منظومة كاملة من الخدمات والبرامج والأنشطة التي يشارك بها كل الجهات وليست هيئة السياحة أو مجلس التنمية.
وللعلم هناك مشاريع كبيرة تقوم بها العديد من الجهات، وفي مقدمتها أمانة المنطقة، لتأسيس بنى تحتية تخدم السياحة، ولدي يقين أنه لو اكتملت البنى التحتية، فإننا سنصبح منافسين، وطموحنا بلا شك أن تكون منطقتنا وجهة سياحية على مستوى الخليج أولا، ومن ثم على مستوى الشرق الأوسط ثانيا.
* ألا يمكنكم الاستفادة من تجارب بعض الدول العربية التي نجحت في جذب الاستثمارات السياحية؟
– الهيئة العامة للسياحة والآثار فضلت التعاقد مع أحد المكاتب الاستشارية الاقتصادية العالمية المتخصصة لمسح فرص الاستثمار السياحي بمنطقة عسير، بناء على تعليمات رئيس الهيئة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، وتعزيزا لمبادرة «عسير.. وجهة سياحية رئيسية على مدار العام».
والمكتب الاستشاري العالمي، له خبرة على مستوى عالمي، إذ توجد له فروع على مستوى العالم، وكان آخر ما نفذه من دراسات في المملكة مشروع العقير، وزار المكتب المنطقة بغرض تعريف الاستثمارات القائمة حاليا، وحاجة المستثمرين الموجودة، وتنفيذ ودراسة الجدوى، إذ شملت الزيارات: الإمارة ومجلس الاستثمار بها، الأمانة، فرع وزارة الزراعة، بعض الفنادق، 9 متنزهات، مركز الزوار، بعض المتاحف، بعض المواقع التراثية، الواجهة البحرية، والمكتب سيجهز 10 فرص استثمارية بالمنطقة و5 دراسات جدوى مفصلة للاستفادة منها وطرحها على المستثمرين للمساهمة في تشجيعهم على الاستثمار وتنمية السياحة بالمنطقة.
وفي ذات الصدد، ستقام ورشة عمل الأسبوع المقبل بالرياض، لمناقشة ما وصل إليه المكتب من أعمال، بحضور كبار مسؤولي الهيئة.
* هل من خطط مبتكرة شتوية وصيفية لهذا العام؟
– وضعنا في مبادرة عسير فعاليات وأنشطة على مدار العام لاستثمار كل إجازة سواء في الصيف أو الشتاء، ففي الشتاء هناك فعاليات في المولات والأماكن المغلقة مراعاة للأجواء الباردة في السراة، وبرامج تشمل فعاليات وأنشطة عديدة على الساحل.
أما في الصيف، فقد نجحنا في العام الماضي، وفي كل سنة نتطور، ونكون أكثر نضجا.
* ما زالت أزمة أسعار الشقق والفنادق، تشكل هاجسا للزوار، هل هناك تقنين لها وإصدار عقوبات لمن يتجاوزها؟
– حددت الهيئة العامة للسياحة والآثار سياسة التسعير للفنادق، وتنص على وضع حد أعلى لأسعار الغرف العادية فقط، حسب درجة التصنيف والتقييم التي تحصل عليها كل منشأة فندقية، مع تحديد أسعار خاصة للمواسم، مع إلزام كافة الفنادق والشقق المفروشة بإعلان قائمة الأسعار المعتمدة من الهيئة في مكان بارز، وسيتمكن أي نزيل من معرفة الحدود العليا للأسعار التي يمكن لإدارة المنشأة الفندقية طلبها، وسيساعد ذلك على تأكيد الشفافية والوضوح بين الإدارة والنزيل، ويمكن الهيئة من مراقبة مدى الالتزام بهذه الأسعار واتخاذ الإجراءات الكفيلة بضمان حقوق المستهلكين.
كما أن أي تجاوز لأي تسعيرة ممنوحة يعرض المخالف لتطبيق العقوبة بحقه حسب لائحة العقوبات، وإذا تكررت للمرة الثانية، يتم تطبيق عقوبة الغلق المؤقت، وقد تم تطبيق هذا الإجراء مع إحدى المنشآت خلال موسم الصيف الماضي بمنطقة عسير.
علما بأن الهيئة منذ صدور قرار مجلس الوزراء رقم (78) وتاريخ 16/3/1429هـ، والقاضي بقيام الهيئة بالإشراف على مرافق قطاع الإيواء السياحي، بادرت الهيئة بتبني برنامج شامل لتطوير هذا القطاع، وتضمن هذا البرنامج عددا من العناصر شملت تحسين جودة الخدمات، وتحفيز الاستثمار، وتوطين الوظائف، وتوفير المعلومات عن هذا القطاع الاقتصادي الحيوي.
* هل لديكم جولات لبعض المتنزهات السياحية بعسير للتأكد من التزامها بالنظافة وشروط السلامة، وما هي العقوبات إن وجدت بعض الملاحظات؟
– نتعامل بشفافية ووضوح، وكنت وقفت على آراء السياح والمصطافين وأهالي المنطقة قبل أشهر بشأن الخدمات المقدمة لهم في العديد من المتنزهات والمواقع السياحية، واستمعت لمقترحاتهم ومطالباتهم لتطوير السياحة في عسير، إنفاذا لتوجيهات رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، ودونت جميع الآراء التي استمع لها والمقترحات والمطالبات، حللنا ما هو في اختصاص الهيئة العامة للسياحة والآثار ومجلس التنمية السياحية بالمنطقة، ورفعنا إلى الجهات ذات العلاقة من الشركاء في الأمور التي لا تقع في اختصاص الهيئة والمجلس.
ومما ظهر، انتقد الكثير استغلال موسم الصيف برفع الأسعار في بعض منشآت الإيواء أو التموينات وأكشاك البيع، تراجع مستوى النظافة وبعض دورات المياه في المتنزهات والمواقع السياحية، مطالبين بإيجاد وسائل ترفيهية حديثة وذات جودة عالية من ملاهٍ وغيرها، والمزيد من الملاعب الشبابية وتخصيص جلسات للشباب والعوائل.
كما شددوا على تراجع خدمات العربات المعلقة «التلفريك» وغلاء أسعار تذاكرها، وعدم وجود خدمات ومتسع مما يحتاجه السائح فيها، وأكد الشباب التذمر من منع تواجدهم أو تخييمهم في الكثير من المتنزهات.
في حين، رصدت بعض ما تلف في المتنزهات من مرافق، ووثقته بواسطة فريق مختص، لتزويد فرع وزارة الزراعة به.
كما أنني قمت بجولات عديدة في الأيام الأخيرة مع أمين المنطقة المهندس إبراهيم الخليل ومدير عام فرع وزارة الزراعة بالمنطقة المهندس فهد الفرطيش، وبعض الجهات ذات العلاقة لمعالجة وإيجاد الحلول للمشاكل التي ظهرت على السطح في الصيف.
نقلا عن عكاظ
