انطلاق فعاليات مهرجان حليف القران الثقافي الثالث على أروقة مزار زيد بن علي (ع) في بابل بمشاركة عربية
بابل -المسلة – خاص
أنطلق في مزار زيد الشهيد (ع) في بابل، اليوم، مهرجان حليف القران الثقافي الثالث الذي تقيمه الأمانة الخاصة لمزار زيد الشهيد (عليه السلام) وبرعاية الأمانة العامة للمزارات الشيعية الشريفة في العراق وبالتعاون مع العتبة الحسينية والعباسية المقدسة وللفترة من 14- 15/11 / 2014 وبمشاركة العديد المؤسسات الثقافية من داخل وخارج العراق وبحضور شخصيات وممثلين للعتبات المقدسة في العراق وأساتذة الحوزة العلمية في النجف وباحثين وأكاديميين من عدد الجامعات العراقية.
وقال الأمين الخاص لمزار زيد الشهيد (عليه السلام) الشيخ قاسم الحسناوي في كلمة له خلال حفل الافتتاح "نحن وإياكم في رحاب عالم من علماء آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم هذا العالم الذي اتحف المسلمين من نمير علمه الغزير في الكثير من اقسام العلوم وقد قال في حقة الامام الصادق عليه السلام لما سمع بخبر استشهاده مؤبنا ((رحم الله عمي زيد اما انه كان مؤمنا وكان عارفا وكان صدوق اما انه لو ضفر لوفى اما انه لو ضفر لعرف كيف يضعها)) ".
واضاف بكلمته "في رحاب هذا الحليف، حليف القران كما هو معروف عنه حيث انه قد لازم القران ملازمة منقطعة النظير. حتى ارتبط اسمه بالقران الكريم فكان القارئ وكان المفسر، وقد تصدى في كثير من المواقف لرد الشبهات التي وردت على كتاب الله العزيز، في رحاب المجدد الذي جدد ثورة جده الحسين (ع) فكما صدح الامام الحسين (ع) في كربلاء صدح زيد في سماء الكوفة آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر سالكا طريق جده الحسين (ع) في الطريقة والمنهج لمقارعة الظالمين الذين اسرفوا في ظلم العباد والبلاد "
في رحاب زيد الثائر. الذي آبى أن يخضع للظلم والحيف الذي كان قد وقع على المسلمين عامة وعلى إتباع أهل البيت (ع) خاصة في تلك الفترة السوداء من تاريخ المسلمين "
في رحاب صليب ال محمد. حيث تجلى الحقد الأموي بأسوء صورة قد يتخيلها الإنسان، حيث انه لم يكتفوا بقتله ولم يكتفوا بصلبه. طوال تلك السنين فدفعهم حقدهم اللا محدود للتمثيل بالجسد الطاهر فاقدمو على حرقه ودق عظاما بالهواويين وذروه في الماء والهواء تشفيا منهم به، وهذه الحادثة سابقه خطيرة مرت على المسلمين في تلك الحقبة المظلمة.
في رحاب هذا المقام الذي صار مهوا لقلوب الملايين من المسلمين من جميع بقاع الأرض، ولا زال سببا في قضاء حوائجهم واستجابة دعواتهم وشفاء مرضاهم بما له من منزلة عند الله، حيث إن كثرة الكرامات التي يتحدث عنها زواره اعيتنا عن إحصائها وتوثيقها.
في رحاب مهرجان حليف القران الثقافي السنوي الثالث، هذا المهرجان الذي صار منبرا للتعريف بشخصية زيد الشهيد (ع) وقد تم اختيار اسم المهرجان كونه من أشهر الألقاب لهذا العالم الثائر.
في رحاب سليل الدوحة الهاشمية والشجرة المحمدية سليل العلم سليل الشرف سليل الشجاعة سليل الكرم بل هو سليل معدن الفضائل واصلها ومرجعها ومنتهاها هو ابن اشرف الأنساب هو ابن اطهر الأصلاب من الأعاجم والأعراب هو بن كربلاء هو بن عاشوراء هو بن سيدة النساء تلك هي فاطمة الزهراء (ع )
من خلال المهرجان المتضمن لمجموعة من الفعاليات الخاصة بشخصية صاحب هذا المقام الشريف، منها المؤتمر العلمي الذي يتضمن مناقشة البحوث من قبل مجموعة من الأساتذة والباحثين وكذلك معرض الكتاب الذي تشارك فيه العتبات المقدسة والمزارات الشريفة وكذلك معرض الصور الفوتوغرافية اضافة الى جلسات القران الكريم بمشاركة نخبه من القراء الدوليين ووسائل الإعلام. "
ثم ارتقى المنصة سماحة اية الله السيد محمد علي الشيرازي من مراجع مدينة مشهد المقدسة ليلقي كلمته التي جاء فيها "ان هذا الشهيد السعيد لديه مقام عند الله تعالى وعند اهل البيت عليه السلام وانا اقف اليوم اعبر عن شكري وتقديري للأمانة الخاصة لمزار زيد الشهيد عليه السلام وابارك لكم اهتمامكم بهذه المناسبة وقيامكم بهذا العمل فان موقعه اعظم واخطر من ان يؤدي المهرجان ويصل الى حقيقة زيد الشهيد كلكم على علم بان زيد الشهيد له مقام كبير وموقع عظيم اشار اليه الرسول الكريم واهل البيت عليهم السلام فزيد الشهيد اهميته وموقعه موقع الشهادة والثورة وقبل ان يكون شاهدا وثائرا هو عالما كبيرا صاحب المدرسة الفقهية وعالم من علماء اهل البيت عليهم السلام فقد قام ونهض بالثورة ثم استشهد وذلك الصنيع الذي لم يصنعه احد بهذا الشكل قتلوه ولم يكتفوا بقتله صلبوه ولم يكتفوا بصلبه وحرقوه ولم يكتفوا ان الاهتمام بامر زيد هو فرض علينا،
كما اقدم شكري وتقديري الى من قام بهذا المهرجان الرائع ونسال الله لكم القبول بهذا العمل "
ثم تلتها كلمة الأمين العام للمزارات الشيعية الشريفةالشيخ عباس الساعدي حيث قال "تسعى الامانة العامة للمزارات الشيعية الشريفة لعقد هذه المؤتمرات والمهرجانات لأصحاب هذه المزارات الشريفة ودعمها ومواكبتها في الوقت الذي تتعرض له المزارات الشيعية الشريف لهجمة شرسة من قبل التكفيريين والنواصب والذين يحاولون تهديم البناء المادي والروحي للمزارات الشريفة، ونحن نحاول ابراز العمق الروحي والحضاري والذي مثله اصحاب هذه المزارات، ونكون بذلك فوتنا الفرصة على اعتداء الإنسانية ودواعش العصر من استهداف هذه المزارات، ولما قدموه اصحاب هذه المزارات الى العالم والإنسانية والأمة الإسلامية بصورة خاصة.
واضاف "نحن اليوم في رحاب شخصية بارزة في التاريخ الاسلامي وهي شخصية زيد بن علي بن الحسين (ع) الشهيد الثائر، وهو رجل عالم ومجاهد فحمل في كفه العلم والشهادة وسار بهما الى الله تعالى، فنال بذلك شرف العلماء ومكانة الشهداء، فان زيد الشهيد (ع) هو مثال حي لمن يريد ان يسير بهذا الطريق الذي رسمه اهل البيت عليه السلام لأصحابهم ومن بعدهم لاتباعهم "
بعدها اقام عدد من الشعراء الشعبيين مؤسسة النخبة للثقافة والاعلام في ذي قار بانوراما شعرية تخص المناسبة تغنت الابيات الشعرية بحب الحسين واهل البيت عليهم السلام.
ثم القى بعدها مسؤول الوفد اليمني ومكتب السيد عبد الملك الحوثي الاستاذ يحيى سريع كلمته التي جاء فيها "نريد ان نقدم رسالة شكر الى القائمين على هذا المهرجان والى العتبات المقدسة والمراجع الشيعية والى القائمين على هذا المزار العظيم، اتيناكم من اليمن من بلد الزيدية التي تنتمي الى زيد عليه السلام اتيناكم بكل شوق وبكل فخر واذ نقف امامكم ونتشرف اننا امام هذه الكوكبة العلمائية وامام هذا الجمع فأنه شرف لنا في المقدمة واننا اذ نبلغكم سلام السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي واننا في هذه الكلمة وهذه المناسبة نتحدث عن الامام زيد عليه السلام …
ونحن لا نريد ان تحدث عن زيد فيما مضى نريد ان نستلهم من زيد بن علي الدروس والعبر نريد ان نستلهم من ثورته المباركة ومن سيرته العطرة الدروس والعبر اننا عندما نتحدث في هذا اليوم نريد ان نتحدث عن خروج الامام زيد عليه السلام ولماذا خرج هل انه خرج من اجل المنصب؟ ام من اجل ماذا خرج لأنه تخرج من تلك المدرسة العلوية وتخرج من مدرسة ذلك الامام العظيم الامام الحسين عليه السلام وتخرج من مدرسة عاشوراء الذي نحن في ذكراه تلك المدرسة التي قال فيها والله ما خرجت اشرا ولا بطرا انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله وتخرج ايضا من مدرسة ابيه الامام زين العابدين علية السلام التي نحن كلنا من خرجيها وكان من تلاميذه وكان نعم التلميذ وكان شاهرا سيفه في مواجهة المنكر وفي مواجهة الطاغوت الاموي اليزيدي خرج شاهرا سيفه في ذلك العصر عندما رأى الامة بعد مقتل جده الحسين في وضعية سيئة هو القائل في تلك العبارة والله لم يدعني كتاب الله ان اسكت كان حليفا للقران كان عالما كان ورعا كان زاهدا واننا الان نقف اجلالا واحتراما لمثل هذه القامة الزيدية العلوية الحسينية التي قامت وجاهدت وضحت لكي يصل الينا هذا الدين الحنيف ".
تلتها كلمة الشيخ مصطفى العاملي جاء فيها "بعد 61 سنة من استشهاد الامام الحسين (ع) وفي مثل هذه الايام حيث كان يساق ركب السبايا من الكوفة الى الشام في مسيرة استعراضية عبر تلك البلدان وفي مثل تلك الايام كانت حركة زيد الشهيد رضوان الله عليه في الكوفة ، وكان عليه السلام (ع) ممن غضب لله، فلم يستطيع صبرا على ضيم، فما كان منه الا ان ثار وبذل دمه ليصلب هنا في هذه البقعة سنين طويلة،
وعندما نمر على هذا الحدث المهم في تاريخ الامة الاسلامية والذي اتى بعد واقعة عاشوراء وفي ايام عاشوراء، ونحيي هذه الواقعة في هذا الزمن، فماذا نستطيع ان ندرك من كل تلك الخصائص المرتبطة بعمق التاريخ، ونستطيع ان ندرك ان هنالك صراع في هذه الحياة منذ اليوم الاول على وجه هذه البسيطة بين ابني ادم، وهو صراع بين الحق والباطل، وان هذا الصراع الذي كان يجسده عبر التاريخ منظومة الانبياء جميعا، منذ زمن ادم (ع) الى زمن نبينا محمد (ص)، والذي كان يجابه قوى الشر والتغطرس والتي تجسد ملاذ ابليس ، وان هذا الصراع الذي نراه عبر التاريخ نرى أنموذج قد تحول بعد ان ختمت الرسالات السماوية بنبوة نبينا محمد (ص) خاتم الانبياء والمرسلين،
فلم يعد الصراع بين ايمان وكفر بل اصبح الصراع بين ايمان يجسد منظومة الانبياء جميعا وبين انحراف يتستر بلباس الدين والاسلام، ويأخذ الوان متعددة في كل موقع وموطن، فكان الحسين (ع) شهيدا في كربلاء، ليرسم للبشرية معلما، ومن تلك اللحظة ارتسم خط اخر عبر التاريخ ليميز بين الحق والباطل، ونحن اليوم نعيش امتداد تلك المرحلة، بين الحق والباطل، منظومة تجسد خط الانبياء والائمة (ع) وخط يجسد انموذج الانحراف والتستر بالدين والاسلام، واليوم وبعد مرور اكثر من 1375 سنة على شهادة الامام الحسين (ع)،
فها نحن في زماننا نشاهد كل يوم مئات القتلى، يقتلون باسم الاسلام، وتنتهك الاعراض باسم الاسلام، وترتكب الجرائم باسم الاسلام، فان كل ذلك يجسد انموذجا لما أرادوه من انحراف لقيم الاسلام، ولكن المنهج الذي خطه الامام الحسين (ع) والذي سار عليه زيد الشهيد (ع) وهو واحد من أولائك الذين ينتمون الى منظومة الانبياء والأئمة (ع) ".
ليكون بعدها نشيد مزار زيد الشهيد (ع) أنشدته فرقة الإنشاد للعتبة الحسينية.
ثم حفل الختام اختتم بالشاعر محمد الأعاجيبي التي صدحت حنجرته بحب زيد الشهيد ليسطر كلماته وابيات شعره في خط اهل البيت عليهم السلام.