الكشف عن مخطوط دلائل الخيرات لتصاوير الروضة الشريفة

الكشف عن مخطوط دلائل الخيرات لتصاوير الروضة الشريفة

القاهرة " المسلة " عبد الرحيم ريحان … الروضة الشريفة لها أهمية عظيمة فى نفوس المسلمين تنبع من قدسيتها وأهميتها الدينية فهى المسافة المحصورة بين المنبر النبوى وقبر الرسول صلى الله عليه وسلم أى بيته حيث دفن فى الجانب الشرقى من المسجد والتى وصفها الرسول صلى الله عليه وسلم فى أحاديثه الشريفة بكونها روضة من رياض الجنة، منها ما ورد فى الصحيحين عن أنس بن مالك قال (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين حجرتى ومنبرى روضة من رياض الجنة) وما رواه البخارى عن أبى هريرة (أن النبى صلى الله عليه وسلّم قال: ما بين بيتي ومنبرى روضة من رياض الجنة ومنبرى على حوضى) وقال صلى الله عليه وسلم (بيتي مكان حجرتى)

ومن هذا المنطلق كانت الورقة البحثية للدكتورة الدكتورة منى السيد عثمان مرعى مدرس الآثار الإسلامية بقسم التاريخ والآثار المصرية والإسلامية  بكلية الآداب جامعة دمنهور عن أجمل تصاوير مخطوطات فى العالم للروضة الشريفة من خلال نسخ عديدة تنشر لأول مرة ألقتها فى المؤتمر السابع عشر للاتحاد العام للآثاريين العرب الذى انعقد بمقره الجديد بالشيخ زايد من 1 إلى 3 نوفمبر تحت عنوان " الروضة الشريفة فى تصاوير مخطوط دلائل الخيرات "

 
دلائل الخيرات

وتشيرالدكتورة منى عثمان إلى أن تصوير الروضة الشريفة ارتبط بمخطوط دلائل الخيرات وشوارق الأنوار فى ذكر الصلاة على النبى المختار الذى ألفه الإمام محمد بن سليمان بن أبى بكر الجزولى من ذرية إدريس بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن بن الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه والمتوفى سنة869هـ/1464م ولقد واظب المسلمون على قراءة هذا المخطوط فى المشارق والمغارب ولايزال يطبع حتى الأن ولقد حظى هذا المخطوط باهتمام وعناية الخطاطين والمذهّبين والفنانين وبقى منه العديد من النسخ المزوقة بالتصاوير المؤرخة من القرن10هـ/16م إلى النصف الأول من القرن 14هـ/20م والموزعة فى المتاحف والمكتبات المحلية والإقليمية والدولية وفى المجموعات الخاصة التى يعرض بعضها للبيع على شبكة المعلومات الدولية

وتشير الباحثة إلى 64 مخطوط من دلائل الخيرات محفوظة بالمكتبة المركزية للمخطوطات الإسلامية بوزارة الأوقاف المصرية ونسخة بمتحف قصر المنيل وبعض النسخ المحفوظة فى المتاحف العالمية مثل متحف والترز ونسخة بمكتبة جامعة الملك سعود ونسخة بمكتب النجاح الوطنية بنابلس وعدة نسخ من المجموعات الخاصة.

وتوضح د. منى أن تصاوير الروضة الشريفة بهذا المخطوط رسمت على صفحة مزدوجة صوّرت المنبر النبوى فى الغرب والحجرة النبوية فى الشرق وقد جسّدت الروضة نفسها وملامح المسجد النبوى بحدوده حتى نهاية عصر الخلفاء الراشدين حيث الحجرة النبوية الشريفة بداخلها القبور الثلاثة الشريفة  قبر النبى صلى الله عليه وسلم يتقدمه قبر الخليفة أبى بكر الصديق يتقدمه قبر الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنهم أجمعين ويتقدم الحجرة النبوية الشريفة من الأمام دكة الأغاوات أو دكة الصفة موضع شيخ الحرم ويمتد على يمين الحجرة جدار القبلة بالمسجد النبوى متضمناً المحراب العثمانى نسبة إلى الخليفة عثمان بن عفان رضى الله عنه وعلى يسار الحجرة النبوية كتابة نصها " مرقد فاطمة الزهراء" ليشير إلى قبر السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها أو إلى حجرتها الشريفة ثم رسم نخلة كتب أسفلها "نخل متكلم" ليشير إلى نخل المدينة المنورة .

المسجد النبوى

وقد ألقت هذه التصاوير الضوء على الملامح المعمارية للمسجد النبوى عبر العصور كما جاء فى الدراسة والتى تجمع بين العمارة المملوكية ممثلة فى الحجرة النبوية بقبتها من عصر السلطان الأشرف قاتيباى  891- 892هـ/ 1486- 1487م والتى تعرف باسم القبة البيضاء أو الفيحاء أو الزرقاء  وفى المحرابين النبوى والعثمانى من عصر السلطان الأشرف قاتيباى 886هـ/ 1481م وكذلك العمارة العثمانية متمثلة فى المنبر الرخامى من عمل السلطان مراد الثالث 998هـ / 1598- 1599م  وأدوات الإضاءة العثمانية من الشماعد والثريات ذات القريات المخروطية الشكل والقناديل الكمثرية والسجاد بأنواعه ذو الزخارف النباتية وسجاجيد الصلاة

وتعتبر هذه التصاوير مدرسة للعمارة والفن الإسلامى أظهرت التأثير المغربى الأندلسى فى الثراء الزخرفى فى تمثيل العقود المسماه حدوة الفرس والعقود المفصصة بأنواعها والعقود المتداخلة والمتراكبة ذات الكوشات المزينة بالزخارف النباتية وظهر هذا التأثير أيضا فى المنابر المغربية المرابطية مما يدل على أن هذه التصاوير رسمت فى بلاد المغرب والأندلس كما عكست مجموعة منها تأثرها بالعمارة المملوكية المصرية مما يدل على أنها نفذت فى مصر وعكست مجموعة أخرى ظهور تأثير سورى

كما ألقت الضوء أيضاً على الروضة الشريفة بحدودها وأظهرت واقعية الرسامين فى التعبير عن الروضة بحدودها ومكوناتها أو أجزاءاً منها بشكل رمزى وهى المنبر والمحراب والقبور الشريفة  وأدوات الإضائة  والسجاد والكسوة الشريفة