بيان المجلس الأعلي للثقافة برئاسة جابر عصفور وزير الثقافة
وزارة الثقافة تؤكد التصدى لجرائم الارهاب المنتجهه نحو شعب ومؤسسات مصر
الآن تقف مصر من أقصاها إلى أقصاها ، بكل تراثها الماضي وحاضرها الماثل ومستقبلها الآتي ، رجالاً ونساء ، مسلمين ومسيحيين ، بخشوع وإجلال أمام مشهد الشهداء الذين سقطوا فداء لها وهم وقوف علي أبوابها يصدون عنها قطعان الظلام والهمجية .
الآن تري مصر أن جرائم الإرهابيين التي توالت في الشهور الأخيرة وازدادت عنفا وتوحشا لم تعد مجرد حوادث متفرقة ولم تعد مجرد تخويف أو انتقام من سلطة أو نظام ، وإنما هي حرب معلنة مسلطة علي مصر كلها شعبا وشرطة وجيشا وقضاء ومؤسسات ، حرب لتدمير عقل عقل مصر وكسر عظامها ، حرب علي الكتاب والفنانين ، حرب علي الدولة المدنية التي ارتضاها الشعب وأقام لها الدستور ورعي فيها القانون وحقوق الإنسان وتاريخ مصر العظيم .
إنهم يطلقون رصاصهم ويفجرون قنابلهم علي ثوار يناير وثوار يونيو ، علي من هبوا ضد الفساد والطغيان ، بل هم يسعون لتدمير كل ما بنيناه في نهضتنا الحديثة .
الذين يشنون علينا هذه الحرب الإجرامية ليسوا عصابة واحدة ، ولكنهم عصابات لكل منها دورها واسلحتها ومآربها ، أنهم يهاجمون رجال الجيش والشرطة في سيناء ويفجرون القنابل في الشوارع والجامعات والمدارس والمستشفيات ، يخربون المرافق ويضللون الشباب ويغيبون عقولهم باسم الدين وهم ينتهكون مبادئه السلمية ونزعته الإنسانية وتقديسه للحياة والعمران ، إن هذه العصابات المدمرة قد فضحت نواياها العدوانية ضد الوطن العربي بأكمله وضد مصر علي وجه الخصوص ، معركتنا معه معركة وجود كما تحددت بصدق ، معركة حياة أو موت ، ولا يمكن لدعاه الموت والخراب أن ينتصروا علي إرادة الأمة والجواب الذي لا نملك غيره هو استنهاض همة الشعب المصري وبلورة رؤيته في المستقبل ، في الحرية والديمقراطية ، والعلم والإنتاج والرخاء ، في وطن نعتز به وينهض بنا ، نفديه بأرواحنا ونصد عنه كيد العصابات العميلة المخربة التي تسعي لإيقاف عجلة الزمن وتفتيت كيان الأمة .
إن مصر كلها بمدنها وقراها تخوض هذه الحرب ضد الإرهاب وتدفع راضية ثمن دحره انتصارا للحياة والدين القويم ، انتصارا للتاريخ والحضارة ، للعلم والثقافة ، للثورة التي لابد أن نجني ثمارها في الحرية والكرامة والعدالة
وتحيا مصر دائما