بيروت ….. أطلق اصحاب المتنزّهات المنتشرة على ضفاف الليطاني صرخة احتجاجية علّها تنقذ ما تبقّى من الموسم السياحي الذي أثّرت عليه أخبار تلوّث مياه الليطاني سواء من جهة القرعون او الجنوب بسبب غسل الرمول في النهر.
وشهد النهر اليوم حركة لافتة للمواطنين الذين هربوا من الحر، كذلك قامت مجموعة من الشباب بممارسة رياضة الكانو-كاياك في رسالة تحدّ ودعم لقضية اصحاب المتنزّهات للمحافظة على هذه الثروة البيئية المهمة في منطقة يُعتبر الليطاني شريانها الحيوي، الا أنّها مبادرات خجولة بسبب خوف المواطنين من حقيقة التلوّث وتلافي النهر، الامر الذي أدّى الى تراجع نسبة المرتادين وتكبّد اصحاب المتنزّهات الخسائر واضطرارهم الى صرف موظّفين.
هذا الواقع الأليم جمع أصحاب هذه المتنزّهات من مختلف المناطق الجنوبية المحاذية لليطاني وشاركهم همّهم الدكتور ناجي قديح الذي يتابع ملف التلوّث في نهر الليطاني بتكليف من مدّعي العام البيئي في النبطية بهدف دق ناقوس الخطر في أكثر من اتّجاه، اذ رفضوا بداية التضخيم والمبالغة في وصف الليطاني بجزئه الجنوبي ملوّثا وغير صالح للسباحة او ممارسة بعض انواع الرياضة، مشيرين الى انّه يوجد تعدّيات عديدة على النهر سواء غسل الرمول وغيرها الا انّها ليست قضية جديدة ولم يتم حتى الساعة معالجتها كما يجب، كما انّ النهر الليطاني بجزئه الجنوبي لا ينبع من منطقة القرعون وان مياهه من منطقة الدلافة.
وكانت مداخلات عدّة لشرح واقع القضية ومخاطرها بينها لصاحب مشروع كانو-كاياك الليطاني علي عواضة الذي نبّه من خطورة هذا الوضع والخسائر التي تتكبّدها المنطقة واهلها نتيجة هذا الوضع، وأخرى لقديح الذي لفت الى انّه تتم متابعة هذه القضية واجراء الدراسات المطلوبة بهد تحديد التلوّث ومصادره بحسب النهار.
وتلا المحامي علي كمال عبّاس بيانا باسم المجتمعين جاء فيه: "ان ما نشهده اليوم من جريمة بشعة وقتل مستمر وممنهج لهذا المرفق الحيوي سواء من خلال الافعال القصدية لبعض اصحاب الجشع لتحقيق منافع خاصة وضيقة ام من خلال الاهمال والاستهتار وانعدام المبالاة لبعض متولي السلطة استتبعت وصول الامور الى حد الكارثة الوطنية". وطالب عباس بحق اصحاب المتنزّهات ومتابعة هذا الموضوع قضائيا.