في مقر مؤسسة شومان
5 مؤسسات عربية تتبادل الأفكار والمشاريع نحو مساهمة أفضل لتنمية المنطقة العربية
القاهرة "المسلة" عبده فلي نظيم … اجتمعت 5 مؤسسات عربية معنية بالبحث العلمي وتطويره وحل مشاكله، مساء أمس في عمان، على هامش احتفالية إعلان الباحثين الفائزين في جائزة شومان، بالعاصمة الأردنية عمان، وهذه المؤسسات هي: الدكتور عبد اللـه عبد العزيز النجار رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، والدكتورة غادة عامر نائب رئيس المؤسسة، و فالنتينا قسيسية الرئيسة التنفيذية لمؤسسة عبد الحميد شومان، والدكتور مبارك محمد على مجذوب الأمين العام لاتحاد مجالس البحث العلمي العربية، والدكتور معين حمزة أمين المجلس الوطني للبحوث العلمي في لبنان، والدكتور هيثم غالب الناهي مدير عام المنظمة العربية للترجمة. وأشرف على تنظيم الاجتماع المؤسة العربية للعلوم والتكنولوجيا ومؤسسة عبد الحميد شومان، في إطار التعاون المشترك بين المؤسستين.
وتركزت المناقشات حول مستقبل التنمية المبنية علي العلوم والتكنولوجيا وتطوير البحث العلمي، وتنويع مصادره، وتوفير المناخ المحفز له، مع التأكيد على الاهتمام بريادة الأعمال في الوطن العربي، المعتمدة علي الابتكار والبحث العلمي، خاصة بعد النجاح الذي حققه احتفال يوم ريادة الأعمال التكنولوجية العربية، الذي نظمته المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، في العاصمة المصرية، القاهرة، نهاية سبتمبر الماضي. واعتبرت مؤسسة شومان ومؤسسات عربية أخرى هذه الاحتفالية بمثابة تحول وقاعدة رئيسية للعمل علي ريادة الأعمال والأفكار الابتكارية ذات الجدوى الاقتصادية والمجتمعية في المنطقة.
الابتكار وخلق القيمة المضافة للمجتمع والاقتصاد
قال الدكتور عبد اللـه عبد العزيز النجار، رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا: إن مؤسسة شومان تلعب دورا محوريا في دعم الاستثمار المعرفي والثقافي. مشددا على أهمية المشاركة المجتمعية للمؤسسات المعنية بالبحث العلمي وريادة الأعمال، من خلال تحديد احتياجات الاقتصاد والمجتمع، والتواصل مع الباحثين ورواد الأعمال من أصحاب الأفكار الابتكارية، للمساهمة في تقديم حلول تكنولوجية وابتكارية لهذه الاحتياجات، لتحسين مستوى المعيشة للمواطنين، ودفع عجلة التنمية الاقتصادية.
أضاف أنه من الضروري أن يتعاون الجميع مع أجل النهوض بالمجتمعات العربية، كل في مجال اختصاصه، مطالبا مختلف الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني، بالتعاون والشراكة من أجل جعل الابتكار والبحث العلمي قاعدة رئيسية للتنمية الاقتصادية والمشاريع الوطنية في الدول العربية، حتى تساهم في الحفاظ علي تراكم الثروات للأجيال في المستقبل وفي الوقت الحاضر.
وشدد على أن ريادة الأعمال تعبر عن مرحلة مهمة واستيراتيجية لخلق قيم مضافة وزيادة الإنتاجية، ودعم النمو الاقتصادي، ولهذا جعلت الدول المتقدمة من ريادة الأعمال أولوية، خاصة وأن الريادية قادرة على تقديم حلول ابتكارية للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية، وبتكلفة تنافسية.
البحث العلمي التنموي والتواصل مع صانع القرار
في سياق متصل، شددت الدكتورة غادة محمد عامر، نائب رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا: على ضرورة جعل التنمية المستدامة هدفا لعمل الباحثين ورواد الأعمال والمؤسسات المعنية بالبحث والابتكار. موضحة أن مستقبل الأمم والأوطان الآن يعتمد على الابتكار والبحث، حتى لو كانت فقيرة في الموارد الطبيعية، إلا أن نوعية وكفاءة العنصر البشري قادر على تحقيق الفارق، مثلما خدث مع اليابان ودول آخرى. لذا فمن المهم فتح قنوات التواصل والحوار لبناء جسور الثقة والتعاون بين مجتمع الباحثين ورواد الأعمال من ناحية، وصانع القرار من ناحية ثانية.
أوضحت أن "البحث العلمي التنموي" في حاجة إلى تمويلات ضخمة ووسائل معتقد للتنفيذ والانجاز، ولكن قيمته المضافة تدركها جيدا الدول المتقدمة، لذا فهو توفر المناخ المناسب والتمويلات الكبيرة الشراكة مع شركات القطاع الخاص. مضيفة إلى أنه من المهم أن يسعي الباحثون ورواد الأعمال للتواصل مع المؤسسة الراعية لهم، حتى تتعظم القيمة المضافة من التعاون المشترك بين الجانبين، لمصلحة المجتمع والاقتصاد.
خدمة الصناعة ورعاية أجيال من الباحثين
قالت فالنتينا قسيسية الرئيسية التنفيذية لمؤسسة عبد الحميد شومان: إن البحث العلمي والابتكار من المهم توجيههما لخدمة الصناعة في الدول العربية، مع الاهتمام بإعداد أجيال من الباحثين في مختلف ميادين اقتصاد المعرفة، والقادرين علي إنتاجها. مشيرة إلى ضرورة تعاون المؤسسات العربية المعنية في هذا المجال، مشيدة بدور المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا في رعاية الباحثين ورواد الأعمال مع المؤسسات العربية الآخري المشاركة في الاجتماع.
أضافت أن البحث العلمي والابتكار التكنولوجي قادران على خلق فرص عمل جديدة، وتوليد دخول، وجذب استثمارات، تساعد الدول العربية النامية، على مسايرة ركب الحضارة والمعرفة. مشددة على أن البحث والابتكار، لن يحققا التنمية الاقتصادية فقط، بل وسيساهمان في تحقيق الرقي السلوكي والثقافي للمجتمعات العربية.
مهمة ومسؤولية وطنية لإنتاج المعرفة
أما الدكتور معين حمزة أمين عام المجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان فشدد على أن مؤسسات البحث العلمي في الدول العربية، عليها مسؤولية وطنية في إنتاج المعرفة. موضحا أن هذا الهدف الوطني حتى يتحقق يجب أن تدشن الشراكات بين المؤسسات الراعية للبحث العلمي والابتكار التكنولوجي، مع وضع الاستيراتيجيات والخطط التفصيلية والتصورات اللازمة لتنفيذ هذه الشراكات، وتحديد مصادر التمويل، لإنتاج بحوث علمية وابتكارات تكنولوجية تلبي احتياجات الاقتصاديات والمجتمعات في مختلف الدول العربية.
مسايرة اللغة لتطور البحث العلمي والابتكار
من جانبه، قال الدكتور مبارك محمد علي مجذوب، أمين عام اتحاد مجالس البحث العلمي العربية: إن الاتحاد مهتم بتنسيق الجهود وتبادل الخبرات بين هيئات ومراكز البحث العلمي العربية، وتوثيق التعاون بينها، وتوفير الفرص لعقد اللقاءات العلمية وتنظيم تبادل نتائج البحوث والمعلومات العلمية، لخدمة التنمية المستدامة العربية.
وأضاف الدكتور هيثم غالب الناهي مدير عام المنظمة العربية للترجمة في بيروت: أن البحث العلمي يحتاج إلى أن يقدم في لغة تحقق التواصل مع لغة المجتمع والاقتصاد، عبر استخدام مفاهيم ومصطلحات تتناسب واحتياجات التنمية والمواطن. موضحا أن اللغة في تطور مستمر، لمسايرة البحث العلمي، الذي هو الآخر في تطور دائم، خاصة وأن انجاز البحث العلمي والابتكار التكنولوجي بلغة سلسلة، سيساهم في تلبية الاحياجات المجتمعية والاقتصادية.