مطار أبوظبي الجديد.. مفهوم متطور لرحلات الطيران.. وجسر سريع للوصول لأي مدينة بالعالم
أبوظبى …انطلاقاً من مطار أبوظبي الدولي يمكنك السفر إلى أي من مدن العالم، وبسهولة يمكنك الوصول إلى المناطق السياحية والتاريخية في العالم، ومهما اختلفت وبعدت المسافات، لن تجد عائقا في الوصول إلى وجهتك بكل سهولة ويسر.
.
بل يمكنك تغيير وجهتك بخيارات لا تنتهي.
فكل دقيقتين تقلع طائرة متجهة إلى أحد العواصم العالمية.
.
والموقع الاستراتيجي لمطار أبوظبي يعني أن أوروبا وآسيا والاميركتين وافريقيا في متناول يدك.
.
هذا ما لمسناه عن قرب خلال زيارتنا لموقع إنشاء المطار الجديد في أبوظبي.
في زيارتنا الأولى شاهدنا عن قرب جدية العمل، والإصرار على إنجاز مشروع مبنى مطار أبوظبي الجديد المزمع افتتاحه يوليو 2017، وفي الزيارة الثانية، لم نكن نتوقع انجاز كل هذه الأعمال في زمن تجاوز الستة أشهر بقليل.
.
لنتابع بناء مدينة جديدة لم يعرف عنها الكثير منا.
.
مدينة مطار أبوظبي الدولي.
.
رحلتنا داخل إنشاءات المطار الجديد جزء منها لمسناه من خلال ما تم تنفيذه أو ينفذ من عمليات بناء وإنشاءات، والجزء الآخر رحلة تخيلية كما وصفها لنا القائمون على تنفيذ المشروع.
.
فخلال الفترة ما بين الزيارتين، تم إنجاز 95٪ من إجمالي الأعمال الخرسانية للمشروع بأكمله، بواقع 600 ألف متر مكعب خرسانة، وتم إنجاز 85٪ من الهيكل الفولاذي للممرات، والذي سينتهي العمل منه كاملا نهاية العام الجاري.
تعرفنا خلال جولتنا داخل مدينة مطار أبوظبي على أرقام جديدة تضاف إلى حجم الإنجازات السابقة للمشروع، فقد تم استخدام نحو 7600 طن من الحديد المسلح للهيكل الحديدي للمنطقة المركزية، كما تم استخدام 16 ألف طن حديد لتنفيذ الممرات والبوابات والجسرين المؤديين لموقف السيارات بالمبنى، ومن المتوقع إنجاز جدران الممرات والبوابات في الربع الثاني من العام المقبل، وإنجاز جدران الممرات والبوابات للمنطقة المركزية بالربع الأول من 2016.
أما أسقف الممرات والبوابات، فمن المتوقع إنجازها بالربع الثاني من العام المقبل، كما تم إنجاز ما طوله 2 كيلو متر من المنطقة المتعلقة بحزم الحقائب، من أصل 29 كيلو مترا مربعا.
ومع بدء تشغيله، يبدأ المسافر رحلته من المبنى الجديد لمطار أبوظبي، عبر مدخل زجاجي كبير يمر من خلاله، ليجد نفسه في واحة شاسعة بإضاءة طبيعية، حوله عدد كبير من المطاعم والمحلات العالمية، ليجد المسافر نفسه عند دخوله إلى المطار، الذي سيكون المقر الرئيسي لعمليات الاتحاد للطيران وشركائها، أمام مجموعة من الخيارات، بين أن يجلس في أي من المرافق ليأخذ قسطا من الراحة قبل أن يبدأ رحلته، أو يكمل طريقه لينهي إجراءات سفره عبر أحد نوافذ إنهاء إجراءات السفر المنتشرة في المطار والتي يتجاوز عددها الـ 200 «كاونتر»، منهيا إجراءات وزن أمتعته عبر حاملة إلكترونية متطورة، يعلن عنها لاحقا باعتبارها الأولى من نوعها في العالم.
خيار آخر للقادمين بسياراتهم إلى مبنى المطار الجديد، حيث سيتم توفير مواقف خاصة للسيارات، تتسع لأكثر من ٥ آلاف سيارة، وعليه الاختيار بين المواقف الدائمة التي يتم تأجيرها للمسافرين، أو المواقف المؤقتة بنظام الساعة، ومن ثم الاتجاه إلى أي من الجسرين اللذين يربطان المواقف بمبنى المطار.
ولن يستخدم القادم مصعدا أو درجا متحركا للوصول إلى مبنى صالة المغادرين، حيث تم تخصيص الطابق الأول الموازي للمنطقة المركزية والسوق الحرة لتكون صالة المغادرين.
وبعد تجاوز نقاط التفتيش وإنهاء تعاملات الجوازات، يبدأ المسافر رحلة جديدة داخل ساحة واسعة للسوق الحرة، تم تصميمها لتحاكي عراقة وتراث أبوظبي، وتعكس الحداثة والتطور السريع الذي تعيشه الإمارة، على مساحة تصل إلى 28 ألف متر مربع، وتضم السوق أشهر العلامات التجارية، إضافة إلى مجموعة واسعة من أفضل المطاعم والمقاهي الموزعة على طابقين.
.
وتضم الممرات الأربعة الملحقة بساحة السوق الحرة، بوابات القدوم والمغادرة، منها ممران يضمان 15 بوابة لكل ممر، و8 بوابات خاصة بطائرات A380 العملاقة، فيما يضم الممرين الآخرين 6 بوابات في اتجاه واحد لكل ممر، ليبلغ إجمالي البوابات في الممرات 49 بوابة من أصل 63 بوابة في المجمع بأكمله.
.
وجميع الممرات بها ممشى كهربائي لنقل المسافرين.
والممرات الأربعة في مبنى المطار الجديد مستوحاة من بيئة وتراث وروح أبوظبي، لتحاكي جغرافيا المنطقة من صحراء وواحات، وبحر، ومدينة متطورة.
ولا تتجاوز رحلة المسافر من لحظة دخوله إلى المطار، حتى وصوله إلى بوابة دخول الطائرة ١٥ دقيقة.
وفي البهو الرئيسي لصالة المطار، أو المنطقة المركزية كما يطلق عليها، سيجد المسافر نفسه في مساحة شاسعة تبعث الراحة والاستمتماع، حيث تم تصميم المنطقة المركزية بدون أعمدة، تحمل أسقفها أقواساً ضخمة، ما يعطي للمبنى مساحة شاسعة، وترتفع تلك الأقواس إلى نحو 52 متراَ، وتصل مساحتها إلى 400 ألف متر مربع.
وتضم المنطقة المركزية 18 قوسا، تم انجاز التسليح الفولاذي لأربعة منها، في حين جاري العمل حاليا على إنجاز تسعة أقواس أخرى.
وبالنسبة للقادمين، فتم تخصيص الطابق الثاني من المطار لاستقبالهم، وتبلغ مدة رحلة المسافر القادم منذ وصول طائرته وحتى إنهاء كافة الإجراءات إلى 20 دقيقة.
وإجمالا، يتكون مبنى المطار الجديد، من ستة طوابق، جميعها تقدم خدمات مختلفة للمسافرين، بالإضافة إلى مكاتب العمليات والخدمات، ويتم حاليا بناء الفندق الملحق بالمطار، ويحتوي المطار على 49 بوابة تتصل مباشرة بباب الطائرة لدخول وخروج المسافرين، فيما تم توفير 14 بوابة لصعود الطائرة عبر الحافلات في الطابق السفلي، يمكن استخدامها حين الحاجة إليها ما يعطي المبنى القدرة على تلبية متطلبات نمو الحركة المستمر والمتزايد في مطار العاصمة.
ويخدم المطار مدرجي أحدهما الشمالي، وهو المستخدم حاليا في المطار الحالي منذ عام 2009، والمدرج الجنوبي الذي يجري حاليا إعادة تطويره ليتم افتتاحه بنهاية العام الجاري.
السكسك: قطار داخلي للربط بين المطارين
اعتبر سليمان داوود السكسك، نائب الرئيس التنفيذي لمبنى المطار الجديد، أن المطار الجديد، يعد صرحاً معمارياً ليس لقطاع الطيران فقط، بل على المستوى الهندسي والمعماري.
وقال السكسك لـ الاتحاد «باعتباره البوابة الرئيسية للعاصمة أبوظبي، سيضم المطار الجديد مرافق وخدمات تعد الأولى من نوعها عالمياً من حيث الأداء والابتكار، فعلى سبيل المثال، يتم حالياً دراسة آلية اللافتات الإرشادية للمبنى، وكيفية ترقيم البوابات لتكون مميزة في تقديمها وتصاميمها، لتضفي خصوصية وانفرادية لتجربة السفر عبر مطار أبوظبي الدولي».
وعن الربط بين المطار الحالي، والجديد، قال السكسك، «يتم حالياً الاستعداد للعمل على شق نفق يربط بين المطارين، يمر تحت المدرج الجنوبي، سيمر من خلاله قطار يمر على عدة محطات رئيسة، للوصول إلى كافة مرافق المطار الجديد، وأيضا الربط بين المطارين.
وعن ساعات العمل بالمشروع منذ بدايته إلى الآن٫ قال السكسك، «حقق المشروع منذ بدايته 57 مليون ساعة عمل دون حوادث، ويعمل في المشروع نحو 18 ألف عامل، وتم إنجاز نحو 30٪ من إجمالي المشروع.
أما مواقف السيارات، فمن المنتظر الإعلان عن إرساء المناقصة، واختيار المقاول خلال الأسابيع القادمة، ويتسع المطار الجديد إلى نحو 3400 موقف مؤقت، و1200 موقف دائم.
خبراء ومتخصصون: إنشاء المطار الجديد
ضرورة ملحة لاستيعاب النمو السياحي
مع التوقعات بزيادة حركة المسافرين بمطار أبوظبي الدولي، أكد عدد من المسؤولين وخبراء السفر والسياحة أهمية إنشاء مبنى جديد للمسافرين لمواكبة النمو الكبير الذي تشهده أبوظبي في عدد السياح والمسافرين بصفة عامة، مشيرين إلى أن الطاقة الاستيعابية الحالية لن تكفي الحركة المتوقعة خلال الأعوام المقبلة.
وقال سيف السويدي مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني، «مع النمو الكبير والقفزات الكبيرة التي حققتها الاتحاد للطيران، فإن الحاجة ملحة لبنية تحتية تواكب النمو المتوقع، ومخطط للمطار الجديد سيستوعب الحركة المتزايدة في عدد المسافرين والتوسعات الحاصلة للاتحاد للطيران.
وأكد السويدي أن وجود خطط مستقبلية لما بعد 2017 ، تعتبر ذات أهمية كبيرة، متوقعا مواصلة النمو في عدد المسافرين والحركة الجوية، الأمر الذي يحتم العمل دائما على تنفيذ مشاريع تواكب النمو المستدام، مشيرا إلى أن المطار الجديد سيتسم بجودة الخدمات ومستوى عال من التصميم.
من جانبه، اعتبر ناصر النويس رئيس مجلس إدارة «روتانا» للفنادق، إن إنشاء مطار أبوظبي الجديد هو الحل الصحيح لمواكبة زيادة حركة السياحة الحاصلة حاليا بأبوظبي، حيث أن المطار الحالي لا يكفي للنمو الحاصل في عدد المسافرين.
وأكد أن افتتاح مطار جديد بمستوى عال من الخدمات والتصميم سيجذب المسافرين والسياح من مختلف دول العالم، سواء ممن يأتون بأبوظبي، أو العابرين الى محطات أخرى.
وشدد على أهمية بناء المطار للمواكبة النمو الاقتصادي بشكل عام الحاصل في أبوظبي حاليا.
ويرى الدكتور أحمد البنا الخبير الاقتصادي، أن مشاريع البنية التحتية تعد من أهم مقومات ودعائم الاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن إنشاء الموانئ البحرية والجوية تدعم التوجه لجذب الاستثمارات وتسهيل تواجد الشركات والمؤسسات متعددة الجنسية، إضافة الى دعم السياحة المتخصصة مثل سياحة الأعمال والمؤتمرات والمعارض.
وبين أن أبوظبي كعاصمة دولة الإمارات هي المقر للناقل الوطني الاتحاد للطيران التي لديها طموح كبير بالتوسع على مستوى عالمي، ما يظهر أهمية إنشاء المطار لمواكبة طموح الشركة واستيعاب النمو الحاصل في القطاع.
وأكد أن وجود مطار، بجانب كبر حجمه وتصميمه المميز، يقدم خدمات عالية الجودة للمسافرين ويضمن الراحة والسرعة للمسافرين يعتبر نقطة جذب من شتى دول العالم.