بينما أقرأ خبراً مفاده أن دبي تسجل أكبر زخم سياحي في الإشغال الفندقي منذ خمس سنوات، وأن إشغال الفنادق في الإمارة بلغ خلال إجازة العيد 100%، أتذكر تلك الأيام التي كانت كلمة السياحة هنا في الإمارات، تعني أن نسافر فقط إلى الخارج لقضاء الإجازات.
لم يكن هذا منذ سنوات بعيدة، بل إن هذه الأيام وكأنها بالأمس القريب، كانت كلمة السياحة بالفعل لا تعني إلا السفر للخارج، فلم يكن يتخيل أحد أو يتصور أن إحدى وجهات دول الخليج التي اشتهرت بالصحراء والبترول، يمكن أن تصبح وجهة سياحية، ولو حتى للسياحة الداخلية.
لم يكن أحد يتوقع وقتها أنه خلال إجازة عيد الأضحى، يتسابق الناس لحجز غرفة في أحد فنادق منطقة الخليج لكي يقضي أيام الإجازة.
بعد هذه الفترة بقليل، وعندما ظهر معنى مخالف لهذا المفهوم، وأننا يجب أن نسعى للدخول إلى صناعة السياحة، والعمل على جلب السياح إلى الإمارات، كان الأمر أقرب إلى «مزحة»، فكيف يمكن أن يترك السائح الخليجي دول أوروبا والدول العربية السياحية، ويقضي إجازته في دبي.
وإذا فعل، لماذا يفعل ذلك.
؟! وأمامه وجهات سياحية مكتملة وبها منظومة سياحية لها تاريخ طويل، وإذا حدث وقررنا خوض غمار السباق السياحي العالمي، فكيف لنا أن ننافسها.
اليوم وقد تحقق «المستحيل»، وأقول المستحيل ولا أشعر بالمبالغة، يتسابق سياح تلك الوجهات السياحية الكبرى على حجز غرفة في دبي بشكل خاص، والإمارات بشكل عام، لقضاء الإجازة والاستمتاع بتجربة سياحية فريدة.
قصة نجاح وتطور السياحة الإماراتية، بدأت من دبي وتحركت رويداً رويداً، لتشمل الإمارات كلها، في منظومة متكاملة، يكمل بعضها بعضاً، ليصبح لدينا في الإمارات منتجات سياحية متنوعة ومختلفة الشكل والمضمون، وصار لدينا أكبر وأفضل أسطول نقل جوي، نتيجة للتنافس الداخلي الإيجابي سواء على الصعيد السياحي، أو صعيد النقل الجوي أو المعارض والمؤتمرات والترفيه العائلي.
صار مستوى قطاع الفنادق عندنا في الإمارات، ربما يكون الأفضل على مستوى العالم من حيث الخدمة والرفاهية، وهذا ليس كلامنا وتقييمنا، بل هذه شهادات نسمعها أينما ذهبنا وسافرنا.
صارت الإمارات بفضل الرؤية والتخطيط والفكر والجهد والتنفيذ، من أهم وجهات العالم السياحية، وبالمناسبة التقييم السياحي ليس بالكم، ولكنه في المقام الأول بالكيف، ومن خلال نوعية ما تقدمه من منتج سياحي، وخدمات متكاملة من كافة القطاعات.
الآن أقرأ هذا الخبر الذي يتحدث عن إشغال 100% وأنا أشعر بالامتنان لكل من وضع حجراً في هذا البناء السياحي متكامل الأركان، الذي أتوقع له بإذن الله، المزيد من الارتفاع والازدهار.
وحياكم الله. نقلا عن الاتحاد