شكرا «لمحلب» مبادرته للقاهرة الإسلامية والخديوية بقلم : جلال دويدار
بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
بقي قيام زعزوع بالتسويق والترويج السياحي الحس الوطني والشعور بالانتماء يتطلب استعادة قاهرة مصر المحروسة لرونقها وجمالها وحضاريتها المستمدة من تاريخها . ان هذا التاريخ ينفرد بتعدد الركائز التراثية التي تعكس التمازج وتوحد النسيج.. ان هذا يدفعنا إلي تحية المهندس إبراهيم محلب علي مبادرته في هذا الشأن مما يندرج بعد تحقيقه إلي أحد الإنجازات الفريدة. هذا المخطط الذي سوف يتناول إعادة الحياة إلي كل المعالم التراثية والحضارية التي تحكي وبالأخص حضارة مصر الإسلامية. هذا الذي بشرنا به رئيس الوزراء كان محور اجتماع وزاري شامل عقده في مجلس الوزراء لاستكمال النجاح الذي حققه بتحرير شوارع وميادين القاهرة وعواصم المحافظات المصرية من أسوأ عملية سطو واستيلاء همجي شوهت وجه مصر لتجعل منها صورة مسيئة وعقبة أمام عمليات التسويق والترويج السياحي.
***
إن أهم ما تم الإعلان عنه بعد هذا الاجتماع العمل علي إعادة الحياة إلي معالم القاهرة الإسلامية والخديوية وإحياء كل النواحي الجمالية التي كانت تتمتع بها منطقة وسط القاهرة.. ان كثيرا منا يعلم بمكان المواقع الإسلامية والخديوية التي تأتي علي رأس التحف التراثية عالميا.
من بين هذه المواقع أحياء بكاملها في المنطقة الممتدة بطول شارع الأزهر وما حوله. كما ان أحدا لا يمكنه أن يتغاضي عن روعة وجمال العمارات الخديوية الموجودة بشكل خاص في شارع عمادالدين بوسط القاهرة. إن أي إنسان يمتلك احساسا بالجمال والتقدير للتاريخ التراثي لابد أن يحزن عندما يدخل إلي أي من هذه العمارات المملوكة للدولة حاليا ويري الأنشطة التي تمارس بداخلها وما ترتب عن الإهمال من دمار وتخريب. إن هذه العمارة التراثية والتاريخية لابد أن تذكرنا بما كانت تتمتع به مصر من نهضة وتقدم وقيم حضارية كانت غائبة تماما عن كل دول المنطقة في هذا الوقت.
من الطبيعي أن الحديث عن هذه الظاهرة الحضارية التاريخية في القاهرة لابد وأن تقودنا إلي الجهود التي بذلت لإزاحة غمامة التخلف عن المواقع الأثرية في القاهرة الفاطمية.. يدخل ضمن هذه المواقع شارع المعز لدين الله والذي امتدت إليه يد التطوير منذ سنوات لتأتي بعد ذلك جحافل التخلف للعمل علي طمس معالمه الجمالية. إن وزارتي الثقافة والسياحة تستحقان كل الشكر علي ما بذلتاه من جهود أخيرة لانتزاع هذا الأثر الرائع من براثن المتنكرين للتاريخ والجمال التراثي. من المؤكد ان ما تشمله خطة التطوير التي يتبناها المهندس إبراهيم محلب سوف تمثل كنزا غاليا يمكن لوزير السياحة هشام زعزوع الذي حضر الاجتماع الذي خصص لتحقيق هذا الهدف.
عليه أن يدعو إلي اجتماع لكل قيادات العمل السياحي العام والخاص من أجل أن تكون هذه المواقع التراثية التي تشملها جهود استعادتها بكل جوانبها الجمالية عناصر أساسية في برامج السياحة الثقافية. من ناحية أخري فإنني أرجو أن تكون عملية الترويج والدعاية لهذه المناطق بندا أساسيا في معارض ومشاركات مصر السياحية العالمية.