السعودية تستقبل 13200 رحلة طيران للحجاج .. وذروة الوصول اليوم
جدة "المسلة" …. توقع عبد الحميد أبا العري مدير عام مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، أن يشهد اليوم الأحد الرابع من ذي الحجة، ذروة الوصول للحجيج عبر مجمع صالات الحج والعمرة، بالتزامن مع انتهاء موعد وصول الرحلات المجدولة ليتجاوز بذلك أعداد الحجاج الواصلين 53 ألف حاج باليوم، فيما تجاوز عدد الواصلين ليوم الجمعة نحو 50 ألف و727 حاجا، وتجاوز عدد الواصلين ليوم أمس السبت نحو 52 ألف حاج، وقد بدأت أعداد الواصلين بمعدلات منخفضة، منذ الأول من ذي الحجة بمعدل 10 آلاف حاج في اليوم، ثم ازداد إلى 15 ألفا في اليوم.
وأشار أبا العري إلى أن إجمالي الحجاج الواصلين فاق 667 ألف حاج، قدموا على أكثر من 13 ألفا و200 رحلة مجدولة ومنتظمة، لافتاً إلى أن جميع الرحلات تسير في منتهى الانسيابية واليسر.
ولفت مدير عام المطار إلى أن الجزء الشرقي فقط من إجمالي المساحات المخصصة لمجمع صالات الحج والعمرة، والمقدرة بنحو نصف مليون متر، إذ قامت الهيئة العامة للطيران المدني بمساعدة القطاع الخاص بإعادة بناء وتشغيل وإدارة مجمع الصالات، وتشرف على تشغيله جهة متخصصة وفق أعلى معايير الدولية منذ 2009.
وأكد أن المجمع مبني على أسس عالمية تضمن استغلال كل المساحات، والمجمع مبني على نصف المساحة وتركت الباقية للمستقبل، ويضم 14 صالة مستقلة، وكل صالة قادرة على استيعاب طائرة كبيرة من طراز الضخم، وتتسع لـ650 راكبا في الساعة الواحدة للصالة الواحدة، والمجمع بكامله يصل استيعابه لنحو أربعة آلاف في الساعة للقدوم، و3800 في المغادرة، والطاقة الاستيعابية اليومية للمجمع تصل لـ 90 ألف مسافر، ما بين مغادر ووصول، ويتسع المجمع لـ26 طائرة في الساعة الواحدة في الشق الشرقي، إضافة إلى طاقة استيعابية مضافة إلى الصالات الغربية التي لم تفتتح بعد لتتسع لـ26 طائرة أخرى، مشيراً إلى أن تصميم الصالات يتيح استقبال أربع طائرات بالدور الأرضي، و10 طائرات بالدور العلوي، والصالات تمت تهيئتها للاستقبال والقدوم، ومجهزة بتجهيزات غير متوافرة في أي من صالات المطارات حول العالم مثل الكشف الصحي عند الوصول.
وأشار إلى أنه تم تخصيص منطقة "البلازا"، المظللة بالخيام على مساحة 200 ألف كيلو متر مربع، وتم تخصيصها لراحة الحجيج، وتحتوي على عدد كبير من دورات المياه والمطاعم، والمصليات، وخدمات الشراء المختلفة، إضافة إلى افتتاح فندق يضم 118 جناحا وغرفة في حال تأخر إحدى الرحلات. وذكر مدير عام المطار أن: "مدة بقاء الراكب من لحظة نزوله من الطائرة حتى وصوله إلى الساحة المخصصة للباصات، لا تتجاوز 45 دقيقة بالضبط، وهذا ليس طموحنا، إذ أن طموحنا أن نصل إلى المعيار العالمي في الخدمات وهو 30-35 دقيقة"، مع الأخذ في الاعتبار أن الحاج يمر بإجراءات لا يمر بها المسافر العادي في الرحلات والمطارات الدولية الأخرى.
مشيراً إلى أن الحاج في الماضي كان يعاني البقاء في المطار مدة تتجاوز ست ساعات، "والآن نهدف إلى تقليص المدة الزمنية الخاصة بالإجراءات في السنوات المقبلة، وهناك خطط مستقبلية لنقل الحجاج من جدة لمكة المكرمة باستخدام القطارات، وهذا ليس ضربا من الخيال، إذ إن المشروع قيد التنفيذ، وسيكون واقعا ملموسا في مطار الملك عبد العزيز الدولي".
وأكد أن مشروع التفويج الإلكتروني إذا ما طبق فسيحدث نقلة نوعية في تقنية خدمة الحجاج والمعتمرين، إذ إن الحاج لا يحتاج إلى النظام الورقي المستخدم في الماضي، ليأتي وقد أدخلت كل معلوماته على نظام موحد يظهر حزمة الخدمات المُقدمة، وهو ما ينعكس على تقليص بقاء الحجاج مدة زمنية قصيرة. وكشف عن وجود ربط تقني بين هيئة الطيران المدني ووزارة الحج لمعرفة مواعيد وصول الحجاج وعدد الحجاج، وهو ما سيسهم في تفويج الحجاج، بدلاً من تصعيدهم وفق جداول قد تكون تغيرت، ما يضمن عدم التكدس، مشيراً إلى أن هيئة الطيران المدني قامت هذا العام بتوسعة الخط السريع المؤدي إلى مكة المكرمة.
وذكر أنه في يوم 8 ذو الحجة سيتم إغلاق الصالات بالكامل لتهيئة الصالات وتحويلها من صالات قدوم إلى صالات مغادرة في مدة لا تتجاوز 48 ساعة، خلال يومي عرفة ويوم العيد، وإدارة المطار تبدل جميع الصالات بأجهزتها لتبرمجها على المغادرة منذ اليوم الـ11 من ذي الحجة، على الرغم من أن جداول المغادرة تبدأ من الـ13 من ذي الحجة.
وحول استعدادات المطار لحالات انقطاع الكهرباء، أشار أبا العري إلى أن المجمع تصل تكلفته إلى ملياري ريال سعودي، ومجهز بمركز توليد طاقة وأحمال لضخ طاقة كهربائية كافية، وهناك مولدات احتياط مجهزة لتبث الطاقة ثانية في حدود 10-20 ثانية في حال انقطاع الكهرباء، فيما تكون الأجهزة الأمنية الحساسة موصلة بنظام GPS، ولها مولداتها الخاصة حتى لو لم تعمل المولدات الكهربائية البديلة.
وبين أبا العري أن خطة هذا العام تتضمن عددا من الأمور التي تركز على أهداف محددة، تستهدف تقديم أعلى مستوى من الخدمة والجودة لراحة الحجاج والمعتمرين، إذ تخصص الصالات لاستقبال المعتمرين لمدة ثمانية أشهر، ويتم تجهيزها لمدة ثلاثة أشهر لاستقبال وفود الحجيج، وتتجدد هذه الخطط وفق المتغيرات التي تظهر بحسب الأعداد والمستجدات الصحية والأمنية، بتكاتف جميع الجهود للعاملين في هذا المنفذ، مشيراً إلى وجود نحو 26 جهة حكومية، وتجارية تشارك في تنفيذ الخطة، ولكل جهة خطة محددة تترجم إلى أهداف وتحدد فيها القوى العاملة والخدمات المطلوبة من كل جهاز، وتجمع وفق الخطة العامة لتبلور وفق خطة رئيسة شاملة تعرض على اللجنة التنفيذية العليا للإشراف على أعمال الحج والعمرة لترفع لأمير المنطقة ليعتمدها، ومن ثم تتولى تنفيذ هذه الخطط وما يتفرع منها من خطط أخرى للجهات المعنية بالتنفيذ تحت إشراف مباشر من كل جهة، وإشراف إدارة مطار الملك عبد العزيز، وبمتابعة حثيثة من إمارة المنطقة، ولجنة الحج المركزية، وإشراف اللجنة العليا التي يترأسها وزير الداخلية، لتصل الصورة واضحة عما يجري في الميدان إلى ولاة الأمر أولاً بأول.
وأشار أبا العري إلى أن أمير المنطقة الأمير مشعل بن عبد الله يولي اهتماماً خاصاً برعاية الحجيج، إذ زار مجمع الصالات مرتين خلال فترة وجيزة، وهو ما يعكس اهتمام ولاة الأمر ممثلاً في أمير المنطقة، للوقوف بنفسه والتجول في الصالات بحضور الجهات العاملة، وحث خلالهما على مضاعفة الجهود لتشريف اسم المملكة التي حظاها الله بخدمة الحجيج. ويمثل مجمع الصالات بوابة رئيسة لاستقبال وتوديع أكثر من 80 في المائة من حجاج بيت الله الحرام القادمين من الخارج، وتضم الصالات 14 صالة مهيأة بكل الأدوات والتجهيزات التقنية لإنهاء إجراءات القدوم والمغادرة، وقد شهد مجمع الصالات خلال الأعوام الماضية حزمة من التحسينات التي أسهمت في زيادة عدد الجسور التي توصل الطائرة بمبنى المطار، وإنشاء فندق ومناطق خاصة بالتسوق داخل الصالات، وكذلك مناطق خاصة بالمطاعم والمقاهي، ومركز صحي متطور، وزيادة عدد كاونترات الجوازات ومواقع الجمارك، وسيور الأمتعة.