اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

خبير آثار يكشف عن بانوراما العسكرية المسيحية والإسلامية على أرض سيناء

خبير آثار يكشف عن بانوراما العسكرية المسيحية والإسلامية على أرض سيناء

 

القاهرة "المسلة"…. أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان مديرعام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى على أن هناك شخصان بسيناء شكّلوا الفكر العسكرى بها  فى الفترة البيزنطية والعصر الإسلامى  وأثروا  فى تاريخ سيناء وتركوا أعظم الآثار ومنها دير سانت كاترين وقلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا .

 والشخصية الأولى الذى يرصدها لنا الدكتور ريحان هو الإمبراطور جستنيان الذى حكم فى الفترة من 527 إلى 565م وكان له دور حضارى عظيم مبنى على إدارة جيدة حافظت على المصالح الاقتصادية للإمبراطورية من خلال خطة حربية لبناء تحصينات على الحدود الشرقية للإمبراطورية من حدود سوريا إلى شمال أفريقيا لتحمى طرق التجارة ضد قبائل الصحراء والجبال الوعرة  وأصبحت نماذج الحصون هذه نماذج للأديرة المسيحية الكبيرة حتى ولو لم تكن هناك ضرورة حماية عسكرية للمكان وشاع بناء الأديرة المحصّنة بعد ذلك وكانت هذه الحصون البيزنطية ضخمة البناء تقيم فيها حامية بيزنطية منصرفة إلى الناحية العسكرية ويعتبر عصر جستنيان هو عصر البناء الأعظم فى تاريخ الدولة البيزنطية سواء داخل أو خارج العاصمة القسطنطينية وكان يهدف من ذلك إلى توحيد الإمبراطورية وإرساء وتوطيد المبادئ الأرثوذكسية  وتأمين الحدود.

ويضيف د. ريحان أن منشئات جستنيان بسيناء متعددة  أشهرها دير سانت كاترين وإن كان السبب المباشر لبناء دير سانت كاترين هو الإستجابة لمناشدة الرهبان حول الجبل المقدس ولكنه وجدها فرصة لتحقيق أهدافه الأبعد من ذلك وهى تأمين الحدود الشرقية للإمبراطورية والدفاع عن مصر ضد أخطار الفرس  لذلك حرص على تحصين مداخل سيناء وبنى عدة نقاط للحراسة على رؤوس التلال الهامة بين العريش ونخل بوسط سيناء ومن منشئات جستنيان بسيناء دير الوادى بطور سيناء وعدة كنائس تقع بطريق العائلة المقدسة بشمال سيناء وحصن وكنيسة بجزيرة فرعون بطابا.

ويتابع بأن زوجة جستنيان المحبوبة ثيودورا  شاركته فى الحكم وهناك نقش باليونانية على أحد عوارض السقف بكنيسة التجلى بدير سانت كاترين  وترجمته كالآتى: ( لأجل تحية ملكنا التقى جوستنيان العظيم لأجل إحياء ذكرى وراحة ملكتنا ثيودورا ) ولقد أنشأ جستنيان دير طور سيناء فى القرن السادس الميلادى " الذى أطلق عليه دير سانت كاترين فى القرن العاشر الميلادى"  لإحياء ذكرى زوجته ثيودورا  وكانت ثيودورا الزوجة المحببة لجستنيان وشاركت فى كثير من أمور الحكم وكانت مهتمة بالمناطق الشرقية من الإمبراطورية وحرصت على إقامة علاقات سلمية معهم ولقد ماتت قبل وفاة جستنيان .

ويوضح د. ريحان أن الشخصية الثانية القائد صلاح الدين الأيوبى وقد تبلور الفكر الاستراتيجي له  فى المنشئات العسكرية بسيناء ممثلاً فى قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا الذى بناها عام 1171م  من الأحجار النارية التى أخذت من التل نفسه المبنية عليه القلعة علاوة على استغلال موقع جزيرة فرعون نفسها كعنصر دفاعى حيث تحيط بها المياه من جميع الجهات كما مكنه التشكيل الجيولوجى للتل الذى بنيت عليه القلعة كتل شديد الانحدار من زيادة مناعة القلعة المبنية عليها لصعوبة تسلقها كما كان اختياره للموقع نفسه عند رأس خليج العقبة اختياراً موفقاً مكنه من الإشراف والمراقبة للمنطقة كلها من جزيرة فرعون حتى أيلة المقابلة للجزيرة ومكنه ذلك من صد حملة الأمير الصليبى أرناط عام 1182م على القلعة كما ساهم ارتفاع الموقع 35م فوق مستوى سطح البحر فى تخصيص برج لتربية الحمام الزاجل الذى استخدم فى المراسلات بين القلعة والقيادة المركزية فى القاهرة كما تتوفر بالقلعة مصادر المياه العذبة من خلال خزانين للمياه أحدهما يعتمد على مياه الأمطار والآخر على الملئ يدوياً من بئر طابا وتحميله بالمراكب .

ويتابع د. ريحان بأن الفكر العسكرى لصلاح الدين تجسد أيضاً فى قلعة الجندى التى تبعد 100كم جنوب شرق نفق أحمد حمدى  وسميت بهذا الإسم لوقوعها على رأس تل يشبه رأس الجندى فقد  توفرت لها كل وسائل الحماية فهى مبنية على تل مرتفع 645م فوق مستوى سطح البحر وشديدة الانحدار فيصعب تسلقها ومهاجمتها ومحاطة بخندق اتساعه ما بين 5 إلى 6م مما يزيد من مناعتها والقلعة قريبة من مصادر المياه الصالحة للشرب حيث تقع على بعد 5كم منها عين ماء تسمى عين صدر ما يزال أهل سيناء يستعملونها حتى الآن كما أنها قريبة من مجرى سيل لذلك أنشأ جنود القلعة سداً فى وادى عميق قرب القلعة لحجز مياه السيول والقلعة بناها صلاح الدين من عام 1183 إلى عام 1187م من الحجر الجرانيتى والجيرى والرملى وتتكون من عدة مستويات كل مستوى مخصص لغرض حربى أو مدنى معين تتكون من شكل مستطيل غير منتظم الأضلاع طولها ما بين 100 إلى 150م وأقصى عرض 120م محاطة بسور دفاعى عرضه 2م دعمت أركانه بأبراج دفاعية وتحوى 3 خزانات للمياه ومسجدين ومصلى .

 
ويوضح د. ريحان أن هناك لوحات تأسيسية لهذه المنشئات وتحف منقولة وأيقونات تشكل جزءاً لا يتجزأ من منظومة الفكر العسكرى على أرض سيناء على مر العصور .
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله