بيرن "المسلة" …. في هذا الصيف، نأى السويسريون بأنفسهم عن الوجهات السياحية التقليدية مثل تركيا وتونس ومصر وباريس مفضلين البقاء في سويسرا لقضاء عطلهم تحت أشعة الشمس في كانتون تيتشينو أو على ضفاف بحيرة ليمان أو في مرتفعات ريف كانتون برن، وهي أماكن يشعرون فيها بقدر أكبر من الأمان.
مدينة باريس كانت من بين الوجهات المحبّذة من طرف السويسريين إلى حين وقوع الهجمات الإرهابية التي هزت العاصمة الفرنسية في نوفمبر 2015. فقد انهار عدد الليالي المقضاة فيها بـ%20 خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية، بحسب موقع «سويس إنفو».
في هذا السياق، أوضح كريستيان لاسّر، أستاذ السياحة في جامعة سانت غالن (شرق سويسرا) أن الوعي بأهمية الأمن يحدث عادة عندما يتعرض (الأمن) للتهديد، وأضاف «عند المقارنة، تتمتع البلدان الآمنة مثل سويسرا بأفضلية (على غيرها)».
وحسب أورس إيبرهارد، الذي يشغل منصب نائب مدير مؤسسة السياحة السويسرية (Suisse Tourisme)، يشتد الإقبال في العطلة الصيفية على مناطق التيتشينو وبحيرة ليمان وكانتون غراوبوندن والأرياف الجبلية لكانتون برن.
تداعيات الفرنك القوي
هذا العام يُفضل العديد من السويسريين البقاء في بلادهم؛ حيث سُجّل ارتفاع عدد الليالي المقضاة في شتى مناطق البلاد بـ%20 ما بين شهري يناير ومايو مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية. ولدى مزيد التمعن في الأرقام، يتضح أن وجهات أخرى آمنة نسبيا مثل النمسا وألمانيا المجاورتين استقبلت أيضا عددا أكبر من السويسريين. وهو تطور قد يُعزى أيضا إلى ضعف سعر صرف اليورو.
بشكل عام، يتوقع أورس أيبرهارد أن الطابع الأمني قد يكتسي قدرا أكبر من الأهمية في المستقبل، ويضيف «أعتقد أن الأمن يُؤخذ بعين الاعتبار أكثر فأكثر؛ إذ سيتساءل البعض: «هل أضع نفسي في وضعية لا يُمكنني التحكم فيها إطلاقا فيما بعد؟ وما مدى احتمال أن أتعرض شخصيا للإصابة؟».
تضرر باريس
وسجّلت الحركة السياحية في فرنسا تراجعا، بعد الاعتداء الذي وقع في مدينة نيس في 14 يوليو، كما سجّلت تراجعا أيضاً بعد اعتداءات 13 نوفمبر في باريس التي أوقعت 130 قتيلا.
وتراجع عدد السياح الأجانب بين الاعتداءين بنسبة %5.8، مقارنة مع الفترة عينها من 2015، علما أن هذا التراجع بلغ %11 في مدينة باريس.
وبعد اعتداء نيس الذي أوقع 84 قتيلا، كثير منهم أجانب، تراجع عدد السياح القادمين عن طريق الجو بنسبة %8.8 بين 15 و20 يوليو، بحسب شركة «فوروارد كيز» التي ترصد حركة الطيران في العالم يوميا. كما أن الحجوزات على خطوط الطيران المتوجهة إلى فرنسا تراجعت بنسبة %20.
ويقول نائب رئيس أبرز نقابة للفنادق «أومي» هرفيه بيكام إن اعتداء نيس أدى إلى انخفاض الحجوزات في فنادق المدينة ومنطقتها بين 5 و%10 حتى 22 يوليو.