Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

سرقة 66 “مسلة فينيقية” في تنقيبات بجنوب لبنان

سرقة 66 "مسلة فينيقية" في تنقيبات بجنوب لبنان


"الجنوبيون الخضر" طالبوا "النيابة" بالتدخل السريع قبل تهريب الإرث الذي يرجع لـ 3300 عام

قالت جمعية (الجنوبيون الخضر) التي تعنى بالمحافظة على الآثار في جنوب لبنان إنها تقدمت بشكوى للقضاء اللبناني ضد مجهولين سرقوا 66 مسلة جنائزية فنيقية من الآثار النادرية بمدينة صور الساحلية. والمسلات عبارة عن شواهد توضع في أعلى المدافن وتمثل إرثا ثقافيا وتاريخيا نادرا، حيث تجذب الخبراء والباحثين عن أسرار اللغة الفينيقية.

وقال رئيس جمعية (الجنوبيون الخضر) هشام يونس لرويترز "هذه المسلات هي من أهم المجموعات التي تظهر عليها مدونات واضحة جدا بحيث يبرز فيها الحفر والرموز بشكل واضح مما يعطي فكرة أفضل عن مفاهيم الحياة والموت عند الفينيقين كما تسلط الضوء على فلسفة الفينيقيين آنذاك". وأضاف أن مجموعة المسلات التي سرقت في عمليات تنقيب غير مشروعة قام بها أفراد هي الأكبر في التاريخ من حيث عدد المسلات وأهميتها.

وقال "إن الجمعية تضع هذا الموضوع في عهدة وزارة الثقافة والنيابة العامة آملة التدخل السريع قبل تهريب هذا الإرث الإنساني والوطني خارج الحدود أو استعادته، خاصة أن كل الشركاء في هذه العملية معروفون". وما تزال الآثار الفينيقية في مدينة صور في جنوب لبنان -التي كانت واحدة من أهم الممالك الفينيقية على شاطئ البحر الأبيض المتوسط- تشغل مؤرخي تلك الحقبة التي ترجع لأكثر من 3300 عام. ويعنى الباحثون في علم الآثار بمتابعة كل جديد يتعلق بالحقبة الفينيقية ولا سيما طريقة دفن الموتى وأدوات الحياة والعادات المختلفة إضافة إلى الحروف الأبجدية التي تحولت من رموز إلى حروف.

 

وأغلب المسلات من حجارة رملية مستطيلة الشكل ولا يتعدى ارتفاعها مئة سنتيمتر ومحفور عليها رموز تدل على هوية صاحب المدفن ومكانته الاجتماعية وتاريخ وفاته أو "استشهاده"، وغير ذلك من دلائل. وتقول الجمعية إن عملية سرقة 66 مسلة جنائزية تمت في خارج أسوار موقع آثار البص شرق مدينة صور بواسطة أعمال حفر سرية ربما جرت في باحات بعض المنازل في مخيم للاجئين الفلسطينيين الملاصق للموقع الذي يحتوي على قوس النصر والمدرجات الرومانية. ويقول الخبير الأثري هلال سقلاوي إن هذه المسلات "الشواهد" كانت تشير إلى المكانة الاجتماعية الرفيعة لصاحب المدفن (رجل قانون – صياد ماهر – محارب كبير – مسؤول)، حيث كانت أسماؤهم تحفر يدويا على الحجارة الرملية للتعريف والحفظ، وتحتوي مدينة صور على كثير من هذه المسلات التي ما زال الكثير منها مطمورا.

يذكر أن مدينة صور الشاطئية من أشهر حواضر العالم عبر التاريخ ولعبت دورا في الحقبة الفينيقية بسيطرتها على التجارة البحرية وإنشائها مستوطنات تجارية حول المتوسط، كما أسهمت في نشر الديانات في العالم القديم وأسست مستوطنة قرطاجة التي قارعت الدولة الرومانية. كما قاومت المدينة زحف الإسكندر المقدوني. وتشتهر مدينة صور بالمقابر الفينيقية حيث يجري التنقيب فيها من جانب المديرية العامة للآثار التابعة لوزارة الثقافة اللبنانية، بالتعاون مع منقبين وخبراء أوروبيين على وجه التحديد.

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله