القاهرة "المسلة" …. في إطار الجهود المبذولة لمواجهة ظاهرة الإرهاب، أقام المجلس الأعلى للثقافة بأمانة د.أمل الصبان مؤتمر مستقبل مصر " المواجهة الشاملة لظاهرة الإرهاب ودور مؤسسات الدولة المصرية" بالأعلى للثقافة، حيث نظمتها لجنة العلوم السياسية برئاسة د. أكرم بدر الدين والتي عقدت جلستها الرابعة لليوم الأول بعنوان " المواجهة الاقتصادية لظاهرة الإرهاب" ، والتي ترأسها د. عبد السلام نوير.
شارك فيها د. أحمد السيد النجار بورقة بحثية عن " الأسباب الاقتصادية للإرهاب وسبل المواجهة " والذي تصدي لظاهرة الإرهاب كواحدة من أعقد الظواهر الاجتماعية السياسية التي تتشابك كل العوامل الايديولوجية والسياسية والاقتصادية لخلق البيئة المواتية لنموها وتطورها كظاهرة خاصة تعنى الخروج على النظام والقانون، واستخدام العنف بغرض هدم الدولة ومؤسساتها وفرض نظام الإرهابيون على الدولة والشعب معًا، وتركز الدراسة على الأسباب الاقتصادية لظهور ونمو وتطور الإرهاب ومنها نظام التشغيل وازدياد مؤشرات البطالة وسوء التغذية وانتشار الاحتكارات الإنتاجية.
كما أشار د. حسن سلامة في بحثه " للدور التنموي للمجتمع المدني في مواجهة الإرهاب" والذي تناول الأعمال العنيفة التي تطال مؤسسات الدولة، مما يلح على وجود إستراتيجية ناجحة للمواجهة السليمة، وأكد على أهمية الدور الذي تلعبه الجمعيات الأهلية لما له من دور مميز في رفع الوعي عند أفراد المجتمع فتلك المؤسسات لها دور مهم بالتنشئة التي تمثل الظهير المساند لتلك الوظائف التي تؤديها الدولة, كما أوضح د. مجدي الشيمى الذي قدم الورقة البحثية الخاصة بـ د. فرج عبد الفتاح عن "الرؤية الاقتصادية الشاملة لمواجهة ظاهرة الإرهاب" واستعرض فيها التأثيرات السلبية التي تهدد المجتمع واستقراره، كما أوضح عاملين أساسين لهم دور كبير في تزايد الاهتمام بظاهرة الإرهاب على المستوي العالمي أولهما التطور الذي شهدته الظاهرة مع تطور المجتمع الدولي، والأخر يتمثل في حقيقة ارتكاب العمليات الإرهابية، فلم يعد قاصرًا على الجماعات فحسب , ولكنه أصبح سلاحًا تستخدمه الدول فيما بينها، وتناول تتابع ظاهرة الإرهاب كتاريخ على مر العصور، ومفهوم الإرهاب، وتقييم طرق مواجهة الإرهاب.
كما علقت د. سلوي العنتري – أستاذ فى مجال الدراسات الاقتصادية والمالية على كيفية المواجهة الاقتصادية لهذه الظاهرة المتفشية في المجتمع، وأكدت أن الثلاث ورقات البحثية المقدمة من خلال الجلسة تتناول كل منهم جانب يكمل الآخر من حيث أن الورقة الأولى تناولت كيفية نشوء الظاهرة والثانية الدور الفعال للجمعيات الأهلية والثالثة كيفية تقديم الحلول بالطرق الاقتصادية السليمة فهناك نقاط مشتركة ولابد من التركيز عليها , فالحل في التنمية الاقتصادية الشاملة, وذلك بالتعاون مع جميع الفئات المجتمعية, كما عقبت د. شرين الشواربي – الأستاذ بكلية الاقتصاد على د.النجار بأن ليس وحده الفقر وعدم العدالة الاجتماعية هم أسباب تؤدي إلى انتشار ظاهرة الإرهاب، كما أيدت بحث د .فرج أنه لم يثبت دراسات علمية تؤكد أن الفقر هو سبب يؤدى للدفع بالشخص للقيام بأعمال إرهابية، فلابد من دراسة النواحي كافة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ولا يرتبط فقط بالجهل ولا الفقر وضرورة أهمية إيجاد الوسائل المختلفة لمواجهة تلك الظاهرة المميتة.
