Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

الجارديان: العراق بحاجة إلى “لا مركزية راديكالية” تنعش الثقافات المحلية

الجارديان: العراق بحاجة إلى "لا مركزية راديكالية" تنعش الثقافات المحلية

 

بغداد "المسلة"…. من أولى أولويات رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي، تفكيك الطائفية التي أرعبت بلاده. ويعتبر قرار المالكي في التنحي عن منصبه كرئيس للوزراء تطورا مرحّبا به. فقد كان المالكي شخصا انقساميا، ويتحمل مسؤولية كبيرة عن تقويض المؤسسات الديمقراطية الناشئة في العراق، وعن فبركة الاتهامات لإجبار منافسيه على الخروج من العملية السياسية، وعن استعداء السنّة والكرد والصدريين، وعن تخريب القيادة، والسيطرة على القوات الأمنية العراقية.

 

وسيتحتم على رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي التغلب على الكثير من المعوقات من أجل منع التفكك المأساوي الدموي للبلاد.

لكن المالكي ليس وحده الملام عن مشاكل العراق. فبعد عام 2003، أسس المسؤولون الأميركيون والمنفيون العراقيون العائدون النظام الحالي المبني على السياسة العرقية والطائفية – الذي نتجت عنه حكومة فيها الكثير من الخلل وتفتقر الى أي برنامج سياسي – وعلى إضعاف الهوية الوطنية.

ستكون للعبادي فرصة للتوسط في اتفاق بين النخب العراقية حول كيفية حكم البلاد. كما يجب نقل السلطة من المركز إلى الأقاليم والمحافظات.

ونظرا للدور المستقل الذي يمارسه إقليم كردستان، فهناك حاجة الى إطار جديد للعلاقات بين بغداد وأربيل. فبقية العراق بحاجة الى لامركزية راديكالية للسلطة تحيي المزيد من الثقافات المحلية وتقلل من التأكيد على التخندق المدمر الناجم عن الاستقطاب الطائفي بحسب صوت العراق – المدى.

فمثلا ، الأنبار تختلف عن الموصل اجتماعيا وثقافيا، وبالنظر للموارد فان كلاهما يركزان على أنظمة حكم للتعامل مع احتياجاتهما الخاصة . نفس الشيء يمكن ان يقال عن الاختلافات الاجتماعية الثقافية بين المدن الدينية الشيعية مثل كربلاء والنجف، ومدن الجنوب الشيعية التي مازالت العصبية القبلية قوية فيها. ان الإصرار على النظر الى الشيعة والسنة على انهما مجموعات متجانسة يمنع الكثيرين من الرؤية والاستثمار في الهويات المتعددة الغنية للشعب العراقي.

البعض يزعم ان العراق يجب ان يقسّم الى ثلاثة أقاليم عرقية طائفية. لكن في هذه الحالة كيف سيتم حل قضايا الحدود والنفط والمياه؟ ففي الحقيقة ان هذه صيغة لتفاقم وإدامة الصراعات القائمة، ويمكن ان تؤدي الى إقليم سني فقير يهدد جيرانه مع صراع لا ينتهي بين المجموعات الراديكالية وأصحاب الأراضي وشيوخ العشائر؛ الإقليم الشيعي يمكن ان يصبح محمية إيرانية مع كون ثروته النفطية الهائلة مصدرا آخر للاستياء الذي يؤجج الانقسامات الطائفية؛ كما ستكون كردستان دولة مغلقة جغرافيا مع عدم قربها من البحر، وستعتمد على تركيا.

إن أية صفقة جديدة يجب ان تدرس وسائل توزيع الثروة النفطية بعيدا عن المركز، وبناء اقتصاد محلي أكثر تنوعا وحيوية.
وفي الوقت ذاته، يواجه العراق تهديدا متناميا من الدولة الإسلامية (داعش سابقا)، التي تسيطر على ما يقرب من ثلث مساحة العراق. الولايات المتحدة و بغداد تقدمان الدعم الجوي والسلاح والعتاد للبيشمركة الكردية من أجل مساعدتها في احتواء تقدّم داعش ولحماية الإيزيديين والمسيحيين. رئيس الوزراء الجديد بحاجة الى تأسيس إجماع بين نخبة البلاد حول كيفية مواجهة داعش وكسب دعم شعب العراق المتنوع.

في النهاية، بالإمكان دحر داعش على يد السنة فقط، ولأجل كسب دعمهم فعلى الحكومة العراقية الجديدة ان تكون شاملة وتلبي المطالب المشروعة للسنّة وتسمح بتوظيف القوات السنية المحلية كجزء من القوات الأمنية العراقية.

التحديات التي تواجه الحكومة العراقية الجديدة تحديات ضخمة. ومن المؤكد ان يكون الكفاح شاقا وطويلا. على العبادي أن يبين للشعب العراقي وللمنطقة ان الخيار هو ليس ببساطة بين نظام طائفي مدعوم من الإيرانيين وبين داعش، وانما الخيار الأفضل هو مشاركة السلطة بين النخب وحكومة لامركزية.

من أجل مساعدته على النجاح، فان العبادي بحاجة الى دعم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بالإضافة الى دول جوار العراق.
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله