خبير آثار يطالب باستغلال حدث إعلان مشروع قناة السويس سياحياً لتأكيد امن مصر
القاهرة "المسلة"… طالب خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان باستغلال حدث إعلان المشروع القومى لقناة السويس أكبر وأقدم مشروع لقناة مائية عرفتها البشرية كرسالة سلام للعالم أجمع بأن مصر آمنة وقادرة على تأمين ضيوفها فى كل وقت مما سيسهم فى رفع الحظر السياحى ويطالب الإعلام المصرى بمواكبة هذا الإعلان بتغيير النمطية فى البرامج الإخبارية التى توحى للخارج بأن مصر غير آمنة مما يؤثر على حركة السياحة بالسلب كما يطالب هيئة تنشيط السياحة بتوثيق الإعلان عن المشروع فى فيلم تسجيلى يتم توزيعه على المكاتب السياحية بالخارج وكذلك الإعداد من الآن لفيلم روائى على غرار فيلم الحقيقة العارية الذى سجل مراحل بناء السد العالى ليسجل مشروع قناة السويس .
ويؤكد الدكتور ريحان بأن قناة السويس هى تاريخ طويل محفور فى الذاكرة المصرية بدأ منذ عهد سنوسرت الثالث أحد ملوك الأسرة الثانية عشرة الذى حكم من عام 1887 إلى 1850 ق.م. وقد سجل هذا الحدث العظيم على لوحة شهيرة منحوتة على الواجهة الخارجية للجدار الشمالى بمعبد الكرنك وتصور سنوسرت يقف بعربته الحربية بمدينة ثارو (القنطرة شرق حالياً) وقد أقيمت له أقواس النصر وافتتح القناة فى الشهر الثانى من فصل الفيضان فى العام الثانى عشر من حكمه بعد انتصاره على قبائل الشاسو والرتنو والأقواس السبعة وتسجل اللوحة ما قام به الفراعنة من تخطيط وحفر أول وأطول قناة صناعية على وجه الأرض تربط البحرين الأبيض والأحمر والتى تربطها فى نفس الوقت بممر مائى يصلها بنهر النيل عند مدينة منف وذلك طبقاً لما جاء فى كتاب لغز الحضارة المصرية للدكتور سيد كريم .
ويتابع بأن سيتى الأول ثانى ملوك الأسرة 19 الذى حكم من 1319 إلى 1300ق.م. أعاد حفر قناة سنوسرت والتى أهملت فى نهاية الأسرة الثانية عشرة وقد ورد فى بردية أنسطاسسى الأول الذى وصف فيها رحلات سيتى الأول رسومات للقناة بشاطئيها والأشجار التى زرعت لتحمى ضفتيها من زحف الرمال والعواصف التى تتسبب فى هدمها وحفلات استقبال سيتى الأول منتصراً من البلاد الآسيوية عند عبور القناة عند قلعة ثارو التى كانت موقعاً لإقامة الأعياد المقدسة لافتتاح القناة منذ عهد سنوسرت الثالث كما قام نخاو الثانى ثانى ملوك الأسرة 26 الذى حكم من 610 إلى 595ق.م. بحفر هذه القناة وقام دارا الأول ثانى ملوك الأسرة 27 الذى حكم من 522 إلى 485ق.م. بحفر القناة وسجل تاريخ افتتاحها على لوحات داريوس المشهورة التى أقامها بالقرب من البحيرات المرة ولما تم افتتاح القناة أبحر بها أسطول مكون من 32 سفينة محملة بالتجارة والغنائم .
ويشير د. ريحان لبطليموس الثانى الذى حكم من عام 285 إلى 246ق.م وبدأ فى حفر القناة بإنشاء ميناء هيروبوليت موقعه ميناء السويس الحالى وأنشأ ميناء أرسنوى وامتد حفر القناة إلى البحيرات المرة كما أعيد حفر الجزء الشمالى منها الموصل إلى القنطرة وكان عرضها يسمح بمرور سفينتين كبيرتين متجاورتين .
ويوضح د. ريحان أن عمرو بن العاص 642م وضع مشروع قناة جديدة من مدينة الفرما لتصل البحر الأبيض بالبحر الأحمر ولكن الخليفة عمر بن الخطاب عارض المشروع خوفاً من طغيان البحر الأحمر على أرض مصر وأمر بالاستعاضة عنها بإعادة حفر القناة الرومانية القديمة التى تربط الفسطاط ببحر القلزم (السويس حالياً) لتحقيق التبادل التجارى ونقل الحجاج وحديثاً تقدم المهندس ديليسبس بمشروع حفر القناة فى عهد سعيد باشا واستعداد شركته لتنفيذه بتكلفة 7 مليون جنيه وتعثر المشروع لحملات التشكيك التى قامت بها الحكومة البريطانية لدى الباب العالى ومختلف الدول الغربية التى تؤازرها خوفاً من نفوذ فرنسا وعند تولى إسماعيل باشا الحكم 1863 لاحظ أن مهندسو شركة ديليسبس قد حفروا القناة بطول 160كم وقام بتعديل عقد الشركة بعد أن كانت تسخّر العمال المصريين فى الحفر دون مقابل وفى ظروف غير إنسانية وتم منع العمال المصريين من الحفر إلا برغبتهم وبأجر وتقديم الغذاء والعلاج والكساء المناسب لهم وتقوم الشركة بإعداد أجهزة الحفر ونقل الرمال وقطع الأحجار واحتفل بافتتاح قناة السويس 16 نوفمبر 1869 وحضر الاحتفال كلا من الإمبراطورة أوجينى زوجة نابليون الثالث وإمبراطور النمسا وولى عهد روسيا وولى عهد هولندا وقد تبع مشروع حفر قناة السويس شق ترعة الإسماعيلية للملاحة النهرية بين القاهرة والقناة لإمدادها بمياه الرى والشرب أسوة بالقناة الثلاثية التى حفرها سنوسرت الثالث.