سياحة لبنان تحارب من أجل انقاذ الموسم بسبب تاثره بالاوضاع الامنية
بيروت "المسلة" …. تجاهد وزارة السياحة اللبنانية في محاولاتها لإنقاذ الموسم السياحي اثر تعرضه لتراجع حاد متأثرا بالأوضاع الأمنية المضطربة وعجز القوى السياسية في البرلمان عن وضع حد للفراغ السياسي من خلال انتخاب رئيس جديد.
رغم العروض المغرية التي قدمتها الوزارة في الأشهر الاخيرة لجلب السياح الى لبنان، ما زال القطاع السياحي دون المستوى المطلوب.
وكان لقرار رفع الحظر عن سفر رعايا الخليجيين الى لبنان وتأليف حكومة"المصلحة الوطنية" برئاسة تمام سلام، أثرهما على عدد الوافدين الى لبنان، بدليل أن شهر حزيران/يونيو سجل تطورا لافتا في الحركة السياحية العربية وتحديدا السياحة الخليجية، من خلال اعداد الوافدين الذين بلغت نسبة ارتفاع عددهم 90,07 في المئة خصوصا من المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية بحسب ميدل ايست أونلاين.
وكان أبرز الوافدين العرب الى لبنان خلال حزيران/يونيو 2014 من الجنسية العراقية، بلغ عددهم 16,551 مسجلين ارتفاعا بنسبة 25,8 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام 2013. ويليهم الوافدين الاردنيين وبلغ عددهم7,623، مسجلين ارتفاعا بنسبة 1,2 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من 2013.
كما تعتمد مطاعم بيروت وفنادقها بشكل كبير على السياح العرب والأجانبوالمغتربين اللبنانيين.
لكن انخفاض الإقبال العربي وتحديدا الخليجي على السياحة في لبنان بفعل الأحداث السياسية والأمنية التي تضربه، أدى الى تراجع الحركة في المطاعم والفنادق.
ويلفت نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر الى "ان الأوضاع الأمنية والسياسيةفي لبنان وكل المنطقة لها تأثير مباشر على خيارات السائح، وهذا ما دلتعليه نسبة الاشغال في الفنادق خلال عيد الفطر المبارك حيث لم تتخط 40 في المئة."
وجزم بأن الامور كانت لتكون أفضل حالا لو ان الوضع السياسي مستقر، لافتا الى أن القطاع كان يعول على عيد الفطر خصوصا وانه سينسحب ايجابا على شهر آب/اغسطس، مذكرا بأنه في هذه الفترة يكون الطلب على الفنادق في بيروت 130 في المئة فيما لم تتعد الحجوزات في عيد الفطر هذه السنة الـ 40 في المئة.
ولا يخفي القائمون على إدارة القطاع السياحي اللبناني خوفهم من حصولتفجيرات جديدة، تؤدي إلى إلغاء الحجوزات في شهر آب/اغسطس، وبالتاليتسجيل المزيد من الخسائر في القطاع السياحي، حيث تراجعت مساهمة السياحة من الناتج المحلي اللبناني من 8 مليار دولار عام 2010 إلى 4 مليار دولار في عام 2013.
فبعد سلسلة التفجيرات المتتالية التي هزّت لبنان في الآونة الأخيرة، ونتيجة غياب الاستقرار والأمن اللذين افترشا ارضا بعيدةً من الشرق، وجد القطاع السياحي نفسَهُ امام معركة معقدة.
وكان لبنان قد شهد أكثر من 17 تفجيرا منذ تموز/يوليو 2013، غالبيتهانفذها انتحاريون في مناطق نفوذ حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت ومنطقة الهرمل شرقي البلاد، بعدما أعلن حزب الله انخراط عناصره في القتالإلى جانب قوات النظام السوري.
ورغم كل المحاولات والجهود التي بذلتها المؤسسات السياحية لكي لا تنقطعانفاسُها، لم يتمكن بعضُها من تحمّل الخسائر التي الحقت بها، فاضطر 120مطعماً بينها اربعة من اكبر المطاعم في بيروت وأربعة فنادق الى اقفال ابوابها العام 2013 بسبب غياب السياح الخليجيين والأجانب.
وأكد الأمين العام لاتحاد النقابات السياحية اللبنانية، جان بيروتي "انما يشهده القطاع السياحي بلبنان منذ 2011 هو مجزرة حقيقية، وسيشهد في اخر هذا الموسم افلاسات مؤكدة في عشرات المؤسسات السياحية في بيروت والمناطق، اذا استمر التوتر الامني."
اما المناطق التي دفعت الثمن الاكبر فهي مناطق بحمدون وصوفر وحمانا وعاليه، والتي لطالما عرفت بالمقصد الاساسي للسياسيين العرب، فاليوم نسبإشغال فنادق وشقق هذه المنطقة هي شبه معدومة، بحسب بيروتي.
ولا يبدو ان قطاع الشقق المفروشة افضل حالا وان كانت نسبة الحجوزات افضل حالا إذ تراوحت بين 50 و55 في المئة.
وأكد وزير السياحة ميشال فرعون "ان الأوضاع السياسية في لبنان وعدم وجود رئيس للجمهورية وحكومة لا تجتمع ستحبط آمال القطاع السياحي في رفع نسبة الحجوزات".
ويضع اللوم على وسائل الإعلام اللبنانية في تضخيم الأحداث فكل الدول تحوي خلايا إرهابية ولا تضخم الأمور كما يحدث في لبنان.
وتضفي أرقام وزارة السياحة بعض الانتعاش على الوضع السياحي العام فيلبنان، وبالتالي على الاقتصاد بشكل عام، ولكنها غير كافية بحسب الخبيرالاقتصادي لويس حبيقة الذي يؤكد ان موسم الصيف انتهى بالنسبة للسياحةوبات لزاما التفكير في اعياد الميلاد ورأس السنة.