خسائر الطيران والسياحة ١٧ مليار جنيه خلال سنوات هيمنة الإرهاب الإخواني
بقلم : جلال دويدار
ليس هناك ما يقال تعليقا علي ما ذكره الكابتن حسام كمال وزير الطيران المدني في احدي الصحف المستقلة بشأن خسائر مصر للطيران علي مدي السنوات الثلاث الماضية منذ قيام ثورة 25 يناير 2011 سوي ترديد بكل الحزن والاسي «لا حول ولا قوة الا بالله». هذا الذي قاله المسئول الاول عن انشطة النقل الجوي في مصر سبق ان أشار اليه علي هامش الإفطار الذي اقامه اتحاد الكتاب السياحيين بحضور هشام زعزوع وزير السياحة.
لقد صدمنا وزير الطيران في حواره بالصحيفة المستقلة بإشارته الي ان خسائر مصر للطيران بلغت خلال هذه الفترة 10 مليارات جنيه . اكد ما سبق ان قاله في لقاء الكتاب السياحيين بان سياسة السماوات المفتوحة التي تسمح باستقبال رحلات الطيران الاجنبي مطبقة في مصر ويتم ذلك علي اساس احترام الحقوق الوطنية التي تنص عليها اتفاقات الطيران الثنائية المعقودة بين الدولة المصرية وباقي الدول.
***
إن ما ذكره وزير الطيران يقودنا الي الخسائر التي لحقت بقطاع السياحة علي مدي هذه السنوات الثلاث التي كانت فيها مصر تحت هيمنة وحكم جماعة الإرهاب الإخواني وتسلط القوي الاجنبية برعاية الولايات المتحدة الامريكية.
وكما هو معروف فان الاحصائيات المتعلقة بإيرادات السياحة في عام 2010 الذي هو عام ما قبل الثورة تقول انها تقدر بـ12.5 مليار دولار. ونتيجة لعملية استهداف هذه الصناعة من جانب جماعة الإرهاب الإخواني وأذنابها وتأثير الفوضي والانفلات الأمني فان خسائرنا بلغت علي الاقل ما يربو علي 18 مليار دولار وهو ما يساوي حوالي 130 مليار جنيه مصري. هذا الرقم يمثل الخسائر المالية المباشرة ولكن الخسائر غير المباشرة والتي تشمل فقدان فرص العمل ومالحق بعشرات الانشطة المتصلة بالسياحة تصل بهذه الخسائر الي ما يقرب من 30 مليار جنيه، يضاف الي ذلك ايضا الخسائر المستقبلية حيث كان متوقعا تصاعد الدخل السياحي المباشر الي 15 مليار دولار عام 2014.
***
إذن ووفقا لهذه الاحصائيات الموثقة فان خسائر السياحة والطيران الناجمة عن السنوات السوداء من تاريخ مصر تصل الي 170 مليار جنيه. ومع حساب ما تعرضت له مئات المصانع من اغلاق وتوقف عن الانتاج وما أدي اليه كل هذا من انعكاسات علي الايرادات الضريبية للدولة فان الدولة المصرية تكون قد دفعت ثمنا للمؤامرة الإخوانية الامريكية قد يصل الي 250 مليار دولار ومازالت «بنديرة» هذه الخسائر مستمرة. انطلاقا من هذه التداعيات الاقتصادية المؤلمة يمكن القول ان هدف المؤامرة الإخوانية التي شاركت فيها العناصر العميلة للقوي الخارجية.. هو انهيار مصر اقتصاديا بالصورة التي تجعلها فاقدة لإمكانات القيام بدورها الاقليمي والدولي.
***
وتصوروا ماذا كان سيكون عليه حالنا الآن لو اننا لم نفقد هذه الـ2٥0 مليار جنيه.. من المؤكد انه وباتباع سياسة شفافة رشيدة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية قائمة علي الشفافية والواقعية كنا سنخطو خطوات واسعة نحو اصلاح اوضاعنا بشكل عام. نعم.. هذا الوطن يزخر بثروات هائلة ولكن ما كان ينقصنا هو حسن الادارة والامانة والتجرد من نزعات الفساد التي تمكنت منا، ان التجرد من كل هذه السلوكيات السلبية كان سيمثل حافزا للتجاوب الشعبي مع أي قرارات مدروسة تستهدف الاصلاح الاقتصادي.
اللهم الهمنا الصواب وساعدنا علي الخلاص من هذه السلبيات التي يمكن ان تعوق مسيرتنا.