أغـنـي دولـة في العالم تحقق ١٦٨ مليار دولار عائـدا مـن الســياحة ؟!
بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
عندما نسمع ونري سعي كل دول العالم إلي العمل بكل السبل من أجل تنمية السياحة صناعة الأمل خاصة في الدول النامية.. لابد ان نحزن ونأسي لما تتعرض له عندنا. هذا يحدث رغم اننا الدولة التي كرمها الله وانعم عليها بكل مقومات النجاح السياحي سواء من تاريخ أو تراث أو طقس وطبيعة. سيطر عليّ هذا الشعور وأن أقرأ تقريرا عن حركة السياحة الوافدة إلي الولايات المتحدة عام 2012 وهي دولة القطب الواحد التي تملك أكبر وأضخم ثروة واقتصاد في العالم.
***
جاء في هذا التقرير الذي اذاعته وزارة التجارة الأمريكية المنوط بها متابعة النشاط السياحي الأمريكي أن عدد السياح الأجانب الوافدين إلي الولايات المتحدة بلغوا 67 مليون سائح بزيادة 4.3٪ عن عام 2011 اضاف بان هؤلاء السياح انفقوا علي رحلاتهم إلي الولايات الأمريكية 168.1 مليار دولار أي ما يساوي 1.3 تريليون جنيه مصري.
***
التقرير الأمريكي أشار إلي انخفاض في نسبة السياح الأوروبيين نتيجة الأزمة المالية التي تعاني منها دول اليورو بينما سجلت السياحة القادمة من الدول الآسيوية ارتفاعا كبيرا خاصة من جانب الصينيين واليابانيين وكذلك من دول أمريكا.
***
انني اسأل كل الذين تآمروا علي تدمير السياحة في مصر عما إذا كانت مصر أقل احتياجا من الولايات المتحدة أغني دولة في العالم لجانب من هذا العائد الضخم الذي تحقق للنشاط السياحي. لحساب من كانت تتم عملية هذا التخريب الممنهج لهذه الصناعة الواعدة منذ قامت ثورة 25 يناير. لقد تركزت شعارات هذه الثورة حول تحقيق الازدهار الاقتصادي والمعيشي التي تمحورت حول مبادئ أساسية هي عيش حرية عدالة اجتماعية.
***
كان من الممكن ان يتم تفعيل هذه المبادئ من خلال مواصلة النهوض بالسياحة التي كانت قد حققت للخزانة المصرية 12.5 مليار دولار عام 2010 السابق للثورة وكان متوقعا ان ترتفع إلي 15 مليار دولار عام 2012. كل هذا ضاع في الهواء في ظل الانحسار السياحي وتراجع الدخل السياحي علي مدي الثلاثين شهرا التي مضت من عمر الثورة نتيجة الفوضي وعدم الاستقرار والتصريحات المعادية للنشاط السياحي. لم يكن هذا الذي حدث ويحدث هو أملنا في هذه الثورة التي ابهرت واذهلت العالم بحضارية الذين أشعلوها من شباب مصر.
كانت نيتهم الصافية والأهداف التي تبنوها وراء الاستجابة الشعبية الواسعة والكاسحة التي أدت إلي سقوط النظام السابق. وفي هذا المجال فانه لا يمكن اغفال قبول هذا النظام بهذه الإرادة الشعبية.. لقد كان في قدرته بما كان قد تبقي له من قوة ان يقاوم ولكنه اّثر تجنب أي صدام يؤدي إلي اسالة أي دماء مصرية. ليس أدل علي هذه الحقيقة من اقدام رئيس هذا النظام علي التنحي وصدور تعليماته إلي قوات الحرس الجمهوري التي تأخذ اوامرها منه مباشرة بان تكون خاضعة لرئيس المجلس العسكري الذي اسندت إليه مسئولية إدارة شئون الوطن. طبعا لم يدر بخلد أحد في ذلك الوقت ان هذا المجلس سوف يتخلي عن المسار الوطني المرسوم. ترتب علي ذلك الانحراف عن طريق تحقيق الديمقراطية التي هي محور المبادئ التي طالبت بها الثورة. هذا الأمر كانت محصلته هذه المحنة التي يعيشها الوطن لتصبح صناعة السياحة احدي ضحاياها بعد تسليم الوطن لجماعة الإرهاب الإخواني.
من حقنا ان نحزن ونتحسر عندما تطالعنا التقارير والاحصائيات عما تجنيه العديد من الدول من مئات المليارات من الدولارات وهي لا تملك ما لدينا من كنوز طبيعية واثرية وحضارية. ليس الولايات المتحدة وحدها التي تحقق هذه العائدات الهائلة بل هناك دول من أوروبا وآسيا تعد السياحة سندا كبيرا لاقتصادياتها. ان ايماننا بأهمية السياحة لابد وان يدفعنا إلي العمل من أجل توعية كل طوائف الشعب بتأثيرات هذه الصناعة علي وطنه وعلي حياته المعيشية. هذه التوعية هي مسئولية كل واحد منا.