خبير آثار يطالب بأفلام قومية على غرار الحقيقة العارية الذى سجل بناء السد العالى
القاهرة "المسلة"…. فى ذكرى اكتمال بناء السد العالى 21 يوليو 1970 يطالب خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان وزارة الثقافة والمنتجين المثقفين العاشقين لتراب هذا الوطن الحريصين على إبراز أجمل مافيه بإنتاج أفلام قومية تسجل أحداثاً تاريخية تظل محفورة فى وجدان الشعب المصرى مثل فيلم الحقيقة العارية للفنانة القديرة ماجدة وإيهاب نافع عام 1963 ويحكى الفيلم قصة مرشدة سياحية مصرية مضربة عن الزواج بسبب طلاق أمها تذهب مع وفد سياحى لزيارة السد العالى وهناك تلتقى بالمهندس إيهاب نافع ويحدث سوء تفاهم فى أول الأمر لأن إيهاب كان يعتقد أن عبدالمنعم إبراهيم أحضر له عروس من القاهرة ويسجل الفيلم بناء السد بشكل متكامل فى قصة رومانسية رائعة وموسيقى معبرة خلدت الفيلم فى ذاكرة مصر المعاصرة .
وينتقد د. ريحان حال السينما والدراما المصرية حالياً والتى لا تخرج سيناريوهاتها عن مائدة الطعام وداخليات الشقق المصرية المطبخ وحجرات النوم وداخليات العمل الخاص من مقار لشركات وسيارات فارهة تقود المديريين أو أسوأ من ذلك من الأماكن الموبوءة ومواقع تجار المخدرات والكباريهات فى وقت سخرت الدول الدراما لإظهار القصور الجميلة والحدائق الفخمة والشوارع والميادين الرائعة والآثار العظيمة والمقومات السياحية المختلفة وقد حققت إحدى الدول الأوروبية رواجاً سياحياً كبيراً من الدراما وفتحت لها سوقاً عربياً جديداً لمشاهدة هذا الجمال على الطبيعة ومنابع الرومانسية المصورة فى الدراما .
ويؤكد د. ريحان أن مصر لديها مقومات لسيناريوهات تفوق أى دولة من مواقع سياحية بسيناء والوادى الجديد ومطروح وبور سعيد التى جمعت فنون وعمارة طرز البحر المتوسط والطرز الإسلامية علاوة على المواقع الأثرية المختلفة فى صعيد مصر ودلتاها وتمتلك مصر شوارع أثرية كاملة مثل شارع المعز بالقاهرة ومدن أثرية كمدينة القاهرة ورشيد وفوة ومدينة القصر وبلاط بالوادى الجديد وحدائق تاريخية كانت منبعاً للرومانسية كحديقة الأندلس التى احتضنت أجمل أفلام عبد الحليم وجبلاية الزمالك علاوة على القصور الأثرية الرائعة من عصر محمد على وأشهرها متحف قصر محمد على بالمنيل وقصر محمد على بشبرا .
ويتابع بأن السد العالي أعظم وأكبر مشروع هندسى فى القرن العشرين من الناحية المعمارية والهندسية أنشئ لحماية مصر من الفيضانات العالية وبدأت فكرته حين تقدم المهندس المصرى اليونانى الأصل أدريان دانينوس إلي قيادة ثورة 1952 بمشروع لبناء سد ضخم عند أسوان لحجز فيضان النيل وتخزين مياهه وتوليد طاقة كهربائية منه وتمت دراسة المشروع من قبل وزارة الأشغال العمومية ( وزارة الرى والموارد المائية حاليا( وسلاح المهندسين بالجيش ومجموعة من أساتذة الجامعات حيث استقر الرأى على أن المشروع قادر على توفير احتياجات مصر المائية وفى أوائل عام 1954 تقدمت شركتان من ألمانيا لتصميم للمشروع وقامت لجنة دولية بمراجعة هذا التصميم وأقرته فى ديسمبر 1954 وتم وضع مواصفات وشروط التنفيذ.
ويوضح الضغوط الاستعمارية على البنك الدولى الذى أقر جدوى المشروع فنيا واقتصاديا عام 1955 وتقدم بعرض معونة تغطى ربع تكاليف إنشاء السد ثم سحب عرضه فى 19/7/1956ونتيجة ذلك تم توقيع اتفاقية بين مصر والاتحاد السوفييتى (روسيا) لإقراض مصر 400 مليون روبل لتنفيذ المرحلة الأولى من السد>
و بدأ العمل فى تنفيذ المرحلة الأولى 9 يناير 1960 وشملت حفر قناة التحويل والأنفاق وتبطينها بالخرسانة المسلحة وصب أساسات محطة الكهرباء وبناء السد حتى منسوب 130 مترا .
وفى 27 أغسطس 1960 تم التوقيع على الاتفاقية الثانية لإقراض مصر 500 مليون روبل إضافية لتمويل المرحلة الثانية من السد حيث تم بناء جسم السد حتى نهايته وإتمام بناء محطة الكهرباء وتركيب التوربينات وتشغيلها مع إقامة محطات المحولات وخطوط نقل الكهرباء وانطلقت الشرارة الأولى من محطة كهرباء السد العالى في أكتوبر 1967وبدأ تخزين المياه بالكامل أمام السد العالى منذ عام 1968 و فى 21 يوليو 1970 اكتمل صرح المشروع.
وقد حمى السد العالي مصر من كوارث الجفاف والمجاعات نتيجة للفيضانات المتعاقبة شحيحة الإيراد فى الفترة من 1979 إلى 1987 حيث تم سحب مايقرب من 70 مليار متر مكعب من المخزون ببحيرة السد العالي لتعويض العجز السنوى فى الإيراد الطبيعى لنهر النيل
كما حمى مصر من أخطار الفيضانات العالية التى حدثت فى الفترة من 1998 إلى 2002 ولولا وجود السد العالى لكان قد حدث تدميراً كبيراً للمواقع على وادى النيل خصوصاً فى صعيد مصر