حديث عن المسـتقبل لوزيري السـياحة والطـيران في حفل إفطـار اتـحاد الكــتـاب السـياحيين بقلم جلال دويدار
بقلم: جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
بمناسبة شهر رمضان الكريم دعت جمعية الكتاب السياحيين إلي حفل افطارها السنوي الذي أقيم في فندق سميراميس انتركونتننتال كان ضيفا الشرف هشام زعزوع وزير السياحة والكابتن حسام كمال وزير الطيران.. ووسط حضور كبير من أعضاء الجمعية والشخصيات البارزة في قطاعي السياحة والطيران من بينها الهامي الزيات رئيس اتحاد الغرف السياحية وسامح حفني رئيس مصر للطيران وشريف المغلوب رئيس القطاع التجاري بالإضافة إلي أعضاء من مجلس إدارة غرفة السياحة والغرف السياحية الأخري. وكالعادة كل عام فقد كان اللقاء أسريا وديا. وفي هذا المجال كان ضروريا التأكيد علي أهمية التعاون والتفاهم والتنسيق بين أجهزة السياحة والطيران باعتبار أنهما جناحا النجاح لصناعة السياحة.
***
بدء الحفل الذي يقام مع انطلاقنا نحو مرحلة جديدة في مسيرة العمل الوطني بالترحيب بالضيوف ومع الاقرار بأن السياحة تعد ركيزة أساسية في دعم ومساندة التطلعات الاقتصادية المأمولة.. بعد الافطار تحدث وزير السياحة بالاشارة إلي التدني الكبير في التدفقات السياحية خلال الشهور الماضية كرد فعل لتعاظم الفوضي والانفلات الأمني.. قال انه كان من نتيجة ذلك انخفاض أعداد السياح مع نهاية ٢٠١٣ بنسبة ٩٠٪. وعندما بدأت هذه الأرقام تتحسن مع بداية عام ٢٠١٤ بشكل ملحوظ وقع الهجوم الإرهابي علي أتوبيس السياح الكوريين عند منفذ طابا.. هذا الحادث الإرهابي حول السياحة من حالة التأثر لغياب الأمن إلي هدف مباشر للممارسات الإرهابية لجماعة الإرهاب الإخواني.
***
أدي الاستهداف الإرهابي للسياح إلي تحرك النوازع السياسية الغربية المضادة لثورة ٣٠ يونيو الشعبية التي كانت وراء زوال حكم جماعة الإرهاب الإخواني. تمثل ذلك في مبادرة ألمانيا بإصدار تحذير لسياحها بعدم السفر إلي جنوب سيناء التي تعد درة السياحة المصرية. وتوالت بعد ذلك التحذيرات لتشمل ١٤ دولة من أعضاء الاتحاد الأوروبي.. كانت محصلة هذه الإجراءات السلبية تراجع الحركة السياحية بنسبة تقترب من ٥٠٪ من الاعداد المنخفضة التي كنا نستقبلها.
كان من الطبيعي وبعد بدء استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية أن تتضافر جهود وزارة السياحة مع وزارة الخارجية لتكثيف الاتصالات بالدول الأوروبية لرفع الحظر. وقد تحقق من وراء هذا التنسيق والتعاون المصحوب بالاصرار النجاح في رفع هذه التحذيرات عن جنوب سيناء وهو ما يعد مؤشرا إيجابيا لاستئناف السياحة لانطلاقها من جديد لصالح هذا الوطن.
يعد هذا الاستعراض للصورة القاتمة التي مرت بها السياحة صناعة الأمل في مصر وما تم بذله من جهود حتي تتعافي وتمارس دورها لصالح الاقتصاد الوطني.. جنح وزير السياحة إلي لغة التفاؤل بشأن توقعات مرحلة جني ثمار عودة الأمن والاستقرار. قاده ذلك الي الحديث عن المستقبل الذي يستهدف الارتفاع بمستوي الخدمات السياحية وجودتها وكذلك أسعار برامج السفر إلي مصر وعودتها إلي مستوياتها الواجبة.. أشار إلي الأداء السياحي الجيد لمنطقة البحر الأحمر ولعملية الإحياء التي سوف تشهدها السياحة العربية. تحدث أيضا عن مزيد من الجهود لتنشيط السياحة الثقافية إلي مناطق الصعيد بما لها من تأثيرات اقتصادية واجتماعية وسياسية.. أعلن عن العديد من الرحلات للعاملين المباشرين في مكاتب تنظيم البرامج السياحية بالخارج وأضاف بأنه سوف تكون هناك حملات دعائية وترويجية من خلال شبكات الانترنت تقوم بها شركات محترفة في هذا المجال.
***
بعد حديث هشام زعزوع وزير السياحة جاء الدور علي الكابتن حسام كمال وزير الطيران المدني قائد الجناح الثاني للمنظومة السياحية. تناول الخطوات التي تم اتخاذها لخفض أسعار الطيران الداخلي بنسبة كبيرة لتشجيع حركة السياحة. أشار إلي أنه يجري حاليا إجراء دراسات لإعلان أسعار جاذبة للرحلات الخارجية بالإضافة إلي افتتاح خط نيودلهي من أول أكتوبر القادم بتسيير ٣ رحلات لمواجهة ما تم من اتفاقات مع شركات السياحة الهندية.
قال كابتن حسام ان التخفيضات في تذاكر الرحلات الداخلية سوف يكلف مصر للطيران ٣١٥ مليون جنيه.. من المتوقع تعويضها بعدازدياد حركة السفر بالطائرات. كما تحدث عن برامج التوسع في الرحلات المنخفضة التكاليف التي سوف تقوم بها اير كايرو التي تملك مصر للطيران ٦٠٪ٍ منها. حرص الوزير علي ان يشير إلي الظروف الصعبة جدا التي تمر بها مصر للطيران المرفق الوطني للنقل الجوي منذ قيام ثورة ٢٥ يناير متطلعا إلي انتهاء فترة المحنة مع انتهاء تأسيس مؤسسات الدولة المصرية ما بعد ثورة ٣٠ يونيو.
وفيما يتعلق بمطالب شركات الطيران الخاصة قال الوزير إن الباب مفتوح أمامها بدون أي قيود للمساهمة في تعظيم حركة السفر إلي المناطق الداخلية في مصر. وبالنسبة للشركات الخارجية فانه لا قيود علي رحلاتها إلي القاهرة بشرط ان تكون لنقل الأفواج السياحية وليس الركاب المصريين.. وتناول في نهاية حديثه مشروعات التطوير التي تشهدها المطارات المصرية لصالح الطيران وبالتالي السياحة .
***
أما كابتن سامح حفني رئيس مصر للطيران فقد أكد ان جميع مطارات مصر مفتوحة لرحلات الشركات الخاصة وأنه لا توجد دولة في العالم تسمح بأن تحرم من ممارسة سيادتها في تنظيم الهبوط في مطارها الرئيسي الذي يمثله مطار القاهرة. وقال انه لابد من الالتزام بالاتفاقات الدولية الثنائية وهو ما تلتزم بها مصر مثلما تلتزم به الأطراف الأخري.. أشار إلي أن هذه الاتفاقات تتم بين الدول لصالح حركة الشركات الوطنية الرئيسية وليس بين شركات الطيران.
وانتهي حفل افطار اتحاد الكتاب السياحيين بتعاظم روح التفاؤل بين الحاضرين حول اضطلاع السياحة بدورها في خدمة الاقتصاد الوطني.