الإرشاد السياحي .. وجه مشرق للسعودية
الرياض " المسلة " … بشتى الوسائل التقليدية والحديثة، تتنافس الدول بعرض مقوماتها للسائحين، وبما تقدمه من خدمات في سبيل ذلك، ويأتي من أهم وسائل عرض مقومات الوجهة السياحية التقليدية "الإرشاد السياحي"، الذي يهدف إلى قيادة الرحلات السياحية وتنظيمها وإدارتها، وتنفيذ البرامج السياحية، للسائح أو للمجموعة السياحية، ومرافقتهم ورعايتهم منذ وصولهم حتى مغادرتهم، ومساعدتهم على ممارسة الأنماط والأنشطة السياحية المحددة في برامجهم، وتوفير المعلومات التوضيحية اللازمة للسائحين.
ولإدراكها المبكر لأهمية "الإرشاد السياحي"، عمدت الهيئة العامة للسياحة والآثار إلى تشجيع عمل الشباب السعودي في هذا المجال، وفتح المجال للحصول على رخصة من الهيئة لمزاولة هذه المهنة الممتعة.
ويقول سطام البلوي رئيس اللجنة الاستشارية للإرشاد السياحي في الهيئة العامة للسياحة والآثار، "إن مسؤولي الهيئة – وعلى رأسهم الأمير سلطان بن سلمان – أولوا كل الاهتمام والدعم لنشاط الإرشاد السياحي، فقد حرص الأمير سلطان على أن يكون أول شخص يحصل على رخصة الإرشاد السياحي ليكون قدوة ومثلا لكل من يرغب في العمل في هذه المهنة، وتأكيداً على أنها مهنة شريفة لها إيجابياتها في تنمية الفرد". ويتميز مجال الإرشاد السياحي بأنه يخلق فرص عمل جيدة للشباب السعودي، حيث إنه تم قصر الترخيص لهذا النشاط على السعوديين فقط، ومن هنا تولدت الحاجة الكبيرة إلى إيجاد عدد من المرشدين المؤهلين للإسهام مع منظمي الرحلات السياحية في تصميم وتطوير وتنفيذ البرامج السياحية داخل المملكة.
ويضيف البلوي: "لقد تبنت الهيئة المرشد السياحي بشكل كامل من خلال التدريب؛ حيث تقوم بعقد دورات مجانية لكل من يرغب في الحصول على رخصة الإرشاد، كما قامت بوضع شرط يمنع أي منظم من تنظيم رحلات سياحية جماعية دون مرافقة مرشد سياحي مرخص". ويؤكد أن دعم المرشدين السياحيين لا يتوقف عند هذا الحد، موضحا أن الأمير سلطان بن سلمان حريص على مشاركة المرشدين السياحيين في الفعاليات التي يشاركون فيها، مثل زيارته جناح المرشدين في ملتقى السفر والاستثمار السياحي، وحضوره احتفال المرشدين باليوم العالمي للمرشدين السياحيين، والملتقى السعودي للمرشدين السياحيين.
وحول اللجنة الاستشارية للإرشاد السياحي في الهيئة العامة للسياحة والآثار، يوضح البلوي أنها أنشئت في عام 2007م، من واقع التوجه الذي تنتهجه الهيئة في اعتبار القطاع الخاص شريكاً رئيسياً في تطوير وتحسين الخدمات المقدمة وتهيئة البيئة المناسبة لنمو أي نشاط سياحي، ويشير إلى أن الهيئة وضعت عدة أهداف للجنة تتمثل في الإسهام في إيجاد بيئة ايجابية لتنمية مستدامة لمهنة الإرشاد السياحي في المملكة، والتعريف بها من خلال الندوات وورش العمل وزيادة وعي المجتمع، والمشاركة في وضع السياسات والخطط في ترغيب الشباب السعودي في الانضمام لهذا النشاط من خلال التأهيل والتحفيز، إضافة إلى العمل على رفع جودة الخدمات المقدمة من المرشدين السياحيين، وبحث المشكلات التي تعترض تحقيق مصلحة المرشدين السياحيين واقتراح الحلول المناسبة لها، ومناقشتها مع الجهات المعنية.
وتقوم اللجنة بعدة أدوار يجملها البلوي في المشاركة في تطوير معايير ممارسة مهنة الإرشاد السياحي، وفي تطوير معايير وإجراءات الترخيص للمرشدين السياحيين ومتابعتهم وتقييم أدائهم. كما تقوم باقتراح الحوافز وأساليب الدعم الفني والمالي والإداري لنمو نشاط الإرشاد السياحي، وتقديم المشورة الفنية للمرشدين السياحيين والجهات ذات العلاقة فيما يتعلق بممارسة هذا النشاط، إضافة إلى المشاركة في جمع وإعداد الدراسات والبحوث ونشر المعلومات المتعلقة بمهنة الإرشاد السياحي في المملكة.
وعن آلية الحصول على ترخيص للعمل في الإرشاد السياحي يقول البلوي إن اشتراطات اللجنة للحصول على رخصة الإرشاد السياحي تنص على أن يكون المتقدم سعودي الجنسية، وأن يكون عمره أكبر من 21 سنة، وأن يحصل على دورة مهارات الإرشاد السياحي التي تنظمها الهيئة مجاناً للمتقدمين، والحصول على دورة الإسعافات الأولية، واجتياز المقابلة الشخصية واختبار القياس.
ويوضح أنه يمكن للراغبين الحصول على الرخصة التقدم من خلال موقع اللجنة الاستشارية للإرشاد السياحي www.sauditg.com أو من خلال موقع الهيئة www.scta.gov.sa وبخلاف كثير من المهن والوظائف، تمتاز مهنة المرشد السياحي بالعديد من المميزات يأتي في مقدمتها البعد عن "الروتين" اليومي، والتواصل مع فئات من الناس من كافة أنحاء العالم، كما أن المرشد السياحي يقوم بدور السفير الثقافي للسعودية أمام الزوار من الخارج والسكان المحليين، ويعامل كمتحدث رسمي للمنطقة التي يعمل فيها، ويعتبر خبيراً متعدد المواهب في التاريخ والجغرافيا وثقافة المناطق، في الوقت الذي تساعده فيه طبيعة عمله على اكتساب ثقافات وعلاقات عديدة من أنحاء متفرقة في العالم.
الاقتصادية