تونس "المسلة"….. تراجعت صناعة السياحة التونسية خلال العام الجاري 2016، بشكل ملحوظ، نتيجة العمليات الإرهابية الثلاثة، التي شهدتها البلاد خلال العام الماضي، واستهدفت معالم سياحية، وقوة من رجال الأمن، موقعةً عشرات القتلى والجرحى.
واستهدف هجوم إرهابي فيمارس 2015 سياحا أجانب كانوا بصدد زيارة المتحف الوطني في باردو بالعاصمة تونس، ما خلّف 22 قتيلاً و45 جريحاً واحتجاز حوالي 200 سائح، وفي يونيو، من العام ذاته أسفرت عملية إرهابية في فندق "إمبريال مرحبا" بالمنطقة السياحية بمدينة سوسة شرقي تونس، عن مقتل 38 سائحاً أجنبياً، وفي نوفمبر، قتل 12 من الحرس الرئاسي في تفجير انتحاري لحافلة لهم، في تونس العاصمة.
وقال رئيس الجامعة التونسية للنزل (غير حكومية) رضوان بن صالح، "رغم مرور أكثر من عام على الاعتداءات التي تعرضت لها مرافق سياحية تونسية، إلا أن تداعياتها ما تزال قائمة".
وأضاف في تصريحات للأناضول، أن "ثمة أسواق سياحية واعدة، منها الروسية، والسوق الداخلية التونسية، والسوق الجزائرية، التي شهدت زيادة مقارنة بالعام الماضي (..) لكن الأسواق السياحية التقليدية لتونس مثل فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا، وإيطاليا، ما زالت غائبة في هذا الموسم".
وتراجعت العائدات السياحية التونسية بنسبة 44.6٪ خلال الشهور الخمسة الأولى من العام الجاري، إلى 556.2 مليون دينار (260 مليون دولار)، مقابل 1.004 مليار دينار (469 مليون دولار أمريكي) في الفترة المناظرة من 2015، وفق إحصاءات وزارة السياحة.
ووفق الوزارة التونسية، انخفض عدد السياح الذين زاروا البلاد خلال الشهور الأربعة الأولى من العام الجاري (أحدث بيانات متوفرة) بنسبة 19.7% إلى 1.146 مليون سائح، مقابل 1.428 مليون خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وأعلنت وزارة السياحة التونسية سابقاً، عزمها استقطاب نحو 5.5 ملايين سائح خلال 2016، من خلال البحث عن أسواق جديدة أوروبية وخليجية.
وقال بن صالح، إن "قطاع السياحة يمثل أكثر من 7٪ من الناتج المحلي الإجمالي، وذلك حسب دراسة أعدتها وزارة السياحة (..) أيضاً تراجع قطاع السياحة أثر سلباً على الميزان التجاري (الفرق بين قيمة الصادرات والواردات)، باعتبار أن عائداته بالعملة الصعبة، وهو ما ساهم في تفاقم تغطية العجز التجاري".
وقال رئيس البنك الدولي، جيم يونغ كيم، في أبريل/نيسان الماضي من واشنطن، إن صناعة السياحة التونسية تراجعت بسبب التفجيرات التي استهدفت معالم سياحية، إضافة إلى التوتر المحلي والإقليمي، بنسبة 70٪ مقارنة مع سنوات ما قبل الثورة.
من جهته، اعتبر رئيس الديوان الوطني للسياحة (حكومي) عبد اللطيف حمام، في لقاء مع الأناضول، "أن تونس لم تعد الوحيدة المستهدفة بهجمات إرهابية، "فالإرهاب استهدف كل بلدان العالم ووصل الولايات المتحدة الامريكية".
وقال، "الإرهاب في المنطقة خلّف شعوراً بالخوف، وما حصل في باريس وبروكسل والولايات المتحدة (شهدت عمليات إرهابية في أوقات مختلفة من العامين الماضي والجاري)، ترك نفسية يرتابها الخوف والسفر وضعف الشعور بالحرية، وبالتالي فإن زيارة الآخر الانفتاح عليه يكون صعباً".
ويرى المسؤول الحكومي، أن بلاده تواصلت مع شركائها في المجال السياحي، "وحاولنا فهم الأسباب التي تؤثر على نفسية السائح الأجنبي وخاصة الأوروبي (..) واتخذنا قرارات على مستوى التواصل والترويج للوجهة التونسية".
وأضاف، "نحن عازمون على توفير كل مقومات الأمن للسياح والتونسيين، واتخذنا إجراءات لتأمين المطارات والمعابر الحدودية والمعابر البحرية والفنادق والممرات السياحية".
ووجهت تونس أهمية خاصة للسوق الداخلية، "وقمنا بحملة ترويجية تستهدف التونسيين المقيمين بالخارج البالغ عددهم مليون تونسي، وحققنا العام الماضي أرقاماً طيبة بالنسبة للسوق الجزائرية بعدد 1.480 مليون سائح"، على حد تعبيره.
ومؤخراً بدأت شركات سياحية تونسية بالتعاون مع فنادق ومنتجعات تروج لـ "السياحة الحلال"، بهدف جذب السياح المسلمين للبلاد عبر إقامة مرافق عامة سياحية (فنادق، مسابح، أماكن استجمام) منفصلة لكلا الجنسين.
فيما قالت وزيرة السياحة سلمى اللومي، في تصريحات لها الأسبوع الماضي، إن تونس حققت تقدماً على المستوى الأمني في المناطق السياحية والمطارات، "وهذا من شأنه أن يرفع نسبة إقبال السياح إلى تونس"، بحسب قولها.