القاهرة "المسلة" …. أكد وزير السياحة المصري يحيي راشد أن السياحة الصينية لمصر "واعدة"، معربا عن تطلع بلاده للمزيد من السياح الصينيين.
وقال راشد في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء (شينخوا) "نحن بالتأكيد نقدر ونثمن السياح الصينيين الوافدين إلى مصر، ونرحب بهم، ونبذل كل الجهود لتوفير وسائل الراحة والاستمتاع لهم".
وشدد على أن مصر شهدت نموا ملحوظا في عدد السياح الصينيين". وتابع قائلا "ولكن، نحن لا زلنا بعيدون عن الهدف الذي نريد تحقيقه".
وأعرب عن ثقته في أن فهم احتياجات السياح الصينيين يمكن أن تساهم في تحقيق هذا الهدف ، مؤكدا العمل على تقديم كل ما يحتاج إليه الزائر الصيني لمصر من إمكانيات.
وتابع " نحن نقدم الكثير جدا من المواقع المرغوبة و الرحلات والجولات التي يبحثون عنها، وهو ما يجعلنا نثق أنه بامكاننا مضاعفة عدد السياح الصينيين لعشرة اضعاف العدد الحالي".
وزار مصر عام 2015 حوالي 135 ألف سائح صيني، مقابل 65 ألف فقط زاروها في العام السابق عليه.
واعرب وزير السياحة المصري عن اعتقاده بأن عدد السياح الصينيين لا يرقى لمستوى العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، ولا بالتراث الحضاري والانساني والثقافي الذي تمتلكه مصر.
ورفعت بكين والقاهرة في ديسمبر 2014 مستوى العلاقة بينهما لمستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
واستطرد راشد قائلا، "ولكن أود التأكيد على أننا نبذل كل الجهود، ونستخدم جميع الأدوات التي يمكننا اتخاذها لجذب المزيد من السياح الصينيين، وجعل مصر المقصد السياحي الافضل اخيارا لهم".
وأضاف أنه من المهم جدا أن ندرك أن السياحة هي صناعة ثقافية في المقام الأول، وهو ما يؤكد أن السياح الصينيين يدركون قيمة زيارة مصر.
وأشار إلى أن السائحين يزورون مصر لأسباب كثيرة، منوها إلى أن مصر لديها ثلث الآثار في العالم، و لديها أكبر الشواطئ على البحر المتوسط والبحر الأحمر، وهو ما اعتبره عنصر جذب للسياح الصينيين.
وأردف قائلا، "نحن نعمل جنبا إلى جنب مع شركائنا الصينيين لمعرفة اي الآليات التي يمكن وضعها للمساعدة في تحفيز السياح الصينيين".
وابدى اعتقاده أنه " من السهل جدا أن نفهم الأمة الصينية من خلال فهم الثقافة"، وتابع "نحن أيضا أمة كبيرة، ذات تاريخ عظيم وحضارة وثقافة عظيمة يمكن مشاركتها مع الشعب الصيني".
ويحتفل البلدين العام الحالي باعتباره "عام الثقافة المصرية – الصينية"، وشهد الرئيسان الصيني شي جين بينغ والمصري عبدالفتاح السيسي الاحتفال باطلاق العام خلال زيارة شي لمصر في يناير الماضي.
وحرص وزير السياحة المصري على نقل رسالة هامة وواضحة تماما، وهي أن مصر التي ظهرت مع بداية التاريخ آمنة تماما وتستحق نصيبا أكبر من السياحة العالمية.
وعن مدى تأثير الارهاب على أوضاع السياحة في مصر، شدد على أن الهجمات الارهابية لم تستهدف مصر وحدها، وإنما استهدفت أماكن عدة ومناطق مختلفة من العالم.
واستطرد قائلا حتى الاماكن السياحية في مصر لم تستهدف ولم يسجل اعتداء على أي مقصد سياحي مصر في السنوات الأخيرة، كما حدث في نيس الفرنسية و ميونيخ الالمانية أو حتى في الولايات المتحدة و بريطانيا.
وتابع "ربما كانت بداية الارهاب مع مصر، و لكن الارهاب الأن يضرب في كل مكان في العالم".
ولفت إلى أن مصر بذلت جهودا كبيرة لمحاربة الارهاب والتعاون في هذا المجال بشكل كبير حول العالم، مشيرا إلى أنه ينبغي على العالم أن يشكر بلاده على جهودها الكبيرة للتصدي للارهاب.
وأردف قائلا "لولا حربنا على الارهاب لكان الارهابيون الأن متواجدون على الجانب الاخر من البحر المتوسط، أو البحر الاحمر.
وقال "لقد حاربنا الارهاب بالنيابة عن العالم، واسهمنا في عدم انتشار هؤلاء الارهابيين، ونحن نحتاج الأن إلى تعاون عالمي لكي نجعل العالم أكثر أمنا".
وشهدت مصر منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين في الثالث من يوليو عام 2013، أعمالا ارهابية وهجمات ضد رجال الجيش والشرطة خاصة في سيناء.
في المقابل، تشن قوات الجيش المصري بالتعاون مع الشرطة حملات متواصلة لتعقب ما تصفها ب"العناصر الارهابية" التي تستهدف أفراد الجيش والشرطة، وتمنت مصر من حصر الارهاب في بؤر محدودة بشمال سيناء.
وفي عام 2010 بلغ عدد السياح لمصر 14.7 مليون سائح، وبلغت ايرادات السياحة أكثر من 13 مليار دولار، فيما بلغ عدد السياح عام 2015 نحو 9.3 مليون سائح، وبلغت ايراداتها 6.1 مليار دولار.
وحول مهرجان الفنون والفلكلور الافرو الصيني الذي افتتح فعالياته 22 يوليو الجاري أكد راشد ايمانه التام بأن هذا المهرجان عقد في الوقت المناسب، مشددا على أهمية العمل من أجل تشجيع الجميع للتقريب بين الثقافات والحضارات وتنشيط السياحة والتبادل والثراء الانساني.
وانطلقت فعاليات مهرجان الفنون والفلكلور الافرو – الصيني في 22 يوليو الجاري في العاصمة المصرية القاهرة وبمشاركة 17 دولة، وتحت رعاية وزارة السياحة المصرية، ويستمر المهرجان حتى 26 من نفس الشهر.
وتقام كافة أنشطة المهرجان بشكل يومي على مسرح الهناجر بدار الأوبرا المصرية، بالإضافة إلى برنامج للعروض المفتوحة بشوارع القاهرة الكبرى، ووكالة الغروي، وقصر الأمير طاز، وشارع المعز وبيت السحيمي ومستشفى 57357 لسرطان الاطفال وذلك بمشاركة الأعمال والعروض الصينية، والأفريقية.