ترشيد الطاقة وتدوير المخلفات ومواجهة التغيرات المناخية بمؤتمر البيئة بجامعة حلوان
القاهرة "المسلة" كتب د. عبد الرحيم ريحان …. العلماء يضعون الحلول لمشاكل مصر فى المؤتمر السادس حول الإلزام والإلتزام البيئى وربط البحث العلمى بالصناعة لمواجهة التحديات المنعقد فى الفترة من 23 إلى 24 يونيو بقاعة حسن حسنى بجامعة حلوان تحت رعاية وزارة البيئة والصناعة والأستاذ الدكتور ياسر حسنى صقر رئيس جامعة حلوان وبمشاركة كلية العلوم جامعة حلوان والاتحاد النوعى للجمعيات العاملة فى ميدان حماية البيئة واتحاد الصناعات المصرية ومركز الدراسات والاستشارات العلمية بكلية العلوم جامعة عين شمس وجهاز شئون البيئة وقد أكد العلماء المشاركون بالمؤتمرأن هناك مائة ألف بحث سنوياً فى مصر للجامعات ومراكز البحوث لا يستغل منها سوى 1% فقط .
وأشار الدكتور السيد محمد مهدى عميد كلية العلوم بجامعة حلوان أن المؤتمر قد ناقش على مدى يومين أوراق بحثية عن دور مكتب الالتزام البيئى والتنية المستدامة باتحاد الصناعات المصرية سلطت الضوء على أنشطة المكتب وخدماته ودوره فى ترشيد الطاقة والشركات التى تعمل معه وأهم التكنولوجيات التى تم تطبيقها ومنها إنتاج مصبعات الوقود الحيوى ودور الإدارة العامة للتفتيش البيئى بوزارة البيئة فى كشف المخالفات الخطرة بالمنشئات الصناعية ومراقبة خطط الطوارئ وبيئة العمل داخل المنشأة وأوراق عن التأثير البيئى للمنشئات الصناعية والخدمية والإطر التشريعية لذلك .
وأكد الدكتور شحاته السباعى حسن وكيل كلية العلوم لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة على ضرورة الاستخدام الأمثال للموارد الطبيعية وتطوير المدن والعشوائيات خصوصاً مع وجود وزارة التنسيق الحضرى الجديدة والالتزام بالاشتراطات البيئية لذلك وأضاف أن أوراق المؤتمر ركزت على كيفية التحول للاقتصاد الأخضر كمشروع قومى للأجيال القادمة وهو الاقتصاد القائم على تقليل استخدام الكربون فى الاقتصاد والطاقة عموما واستخدام بدائل أخرى كالطاقة المتجددة ووضع الاعتبارات البيئية فى الحسبان فى تنفيذ المشروعات وعدم تدمير البيئة وعدم استعمال المواد السامة المدمرة لصحة الإنسان والحيوان واعتماد وسائل النقل على الطاقة الشمسية والإيثانول والوقود الحيوى ..
وأكد الدكتور ماهر حلمى السيد هلال وكيل كلية العلوم لشئون الدراسات العليا بجامعة حلوان أن ترتيب مصر دولياً يشير إلى بلوغ مصر مكانة متقدمة فى مجال العلوم وخاصة النشر العلمى الدولى بالنسبة لكثير من دول أوربا ودول مجاورة ففى مجال الكيمياء رقم 26 على مستوى العالم وفى الطاقة رقم 27 وفى علم الأدوية والسموم 28 وفى علم المواد 32 وفى العلوم البيئية 38 وفى الفيزياء والفلك 40 وأن هناك 600 براءة اختراع أخذت من أبحاث أستاذ واحد بجامعة حلوان وهو الأستاذ الدكتور جلال الجميعى عميد كلية العلوم جامعة حلوان الأسبق والذى حصل مؤخراً على جائزة النيل 2014.
وأشار الدكتور وحيد محمود إمام رئيس الاتحاد النوعى للبيئة ومدير مركز الدراسات والاستشارات العلمية بعلوم عين شمس ورئيس المؤتمر إلى أهمية العمل الأهلى والجمعيات وأن الاتحاد يضم 4000 جمعية ومؤسسة أهلية تعمل فى مجال البيئة بكل محافاظات مصر ودعى المراكز البحثية المختلفة والجامعات لتحديد المشروعات المراد تنفيذها وأعرب عن استعداد الاتحاد للمعاونة ولديهم علاقات مع الجهات المانحة كما أن إشراك المجتمع المدنى على مستوى مصر كلها فى خدمة البيئة يساهم فى بناء قاعدة معلوماتية كاملة عن المشاكل البيئية فى مصر وتصور لوضع الحلول .
وأوضح الدكتور محمد سليمان أستاذ الوراثة بكلية العلوم جامعة حلوان وأحد أعضاء اللجنة العلمية بالمؤتمر أن انعقاد المؤتمر السادس هذا العام بجامعة حلوان أتاح فرصة كبيرة للكلية لوضع أسس تعاون علمى بحثى مع جامعة عين شمس فى مجال البيئة وعدة مجالات وتمنى أن تكون توصيات المؤتمر هى بداية حقيقية لربط البحث العلمى بالصناعة وسوق العمل وأن تصل هذه التوصيات للوزارات المعنية لتفعيلها .
معالجة نقص الطاقة
وتضمنت فعاليات المؤتمر محاضرات ناقشت دور مكتب الالتزام البيئى والتنمية المستدامة باتحاد الصناعات المصرية فى مواجهة الزيادة فى أسعار الطاقة وترشيدها وتحسين كفاءتها وكيفية خفض فقودات شبكة التوزيع وزيادة سعة الشبكة الداخلية للكهرباء وتنمية استخدام السخانات الشمسية فى التطبيقات الصناعية ونشر الوعى لدى الشركات بمزايا استخدامها كما تضمنت حلولاً ضرورية وجذرية لعلاج مشكلة انقطاع الكهرباء الناجم عن استخدام شركات الكهرباء لحوالى نسبة 93% من منتجات البترول والغاز فى تشغيل محطاتها يضعها العلماء أمام المسئولين وهى الوصول لاستخدام تكنولوجيا الخزانات الشمسية بمعدل 18% فى تشغيل محطات الكهرباء والوصول لتكنولوجيا مزارع الرياح (طواحين الهواء) بمعدل15% فى الكهرباء وتنفيذ الشبكة العربية لكهرباء الطاقة المتجددة والتى تشمل 19 دولة عربية تحرق 8.3 مليون برميل يوميا وتتميز بسطوح شمس ما بين 13 إلى 15 ساعة يومياً وطاقة رياح كبيرة وهذا ما تضمنته محاضرة الدكتور جمال القليوبى أستاذ هندسة البترول والطاقة بالجامعة الأمريكية.
التغيرات المناخية
كما تضمنت الأبحاث توصيات العلماء بمواجهة التغيرات المناخية العالمية والتى ستؤثر حتماً على النظم البيئية والاجتماعية والاقتصادية وصحة الإنسان وضرورة التزام مصر باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ والتى تتطلب تدابير للتخفيف من تغير المناخ عن طريق معالجة الانبعاثات البشرية المصدر من الغازات الدفيئة ومنها غاز ثانى أكسيد الكربون والميثان المنبعث من مزارع الأرز ومدافن المخلفات والمناجم وأنابيب الغاز وأكاسيد النيتروجين وطالب العلماء بالوقف الفورى للصرف المنزلى فى المياه الجوفية بكافة قرى ومدن مصر وعمل صرف مغطى وتقليل معدلات الرشح من مياه الرى للمياه الجوفية باستخدام طرق رى حديثة وإعادة استخدام المياه وتدويرها لتقليل الفاقد والتوسع فى إنشاء حوائط الأمواج والتكسيات بامتداد سواحل مصر الشمالية للحماية من إغراق المناطق الساحلية مالم يتم السيطرة على الارتفاع المستمر فى مناسيب المياه الجوفية بتلك المناطق وتضمن ذلك محاضرة الدكتور محمد إسماعيل مدير عام الإدارة العامة للمخاطر والتكيف .
مشروع قومى لمصر
أعلن مكتب الالتزام البيئى والتنمية المستدامة باتحاد الصناعات المصرية على لسان المهندس أحمد كمال مدير مكتب الإلتزام البيئى والتنمية المستدامة باتحاد الصناعات المصرية عن استعداده لتمويل أى مشروع بحثى تطبيقى بالجامعات بمبلغ 3 مليون جنيه لأى مصنع يتبنى المشروع تسدد على أقساط سنوية لمدة 5 سنوات بمصاريف إدارية 2.5% وطالب أساتذة الجامعات بعمل تنسيق بين مطالب السوق واحتياجات الصناعة فى مصر لتتضمنها الخطط البحثية بالجامعات بدلاً من حالة الانفصال بين البحث والتطبيق كما أجمع الحاضرون على ضرورة تحول مصر من دولة مصدرة للمواد الخام وإعادة استيرادها منتجات بأسعار مرتفعة إلى دولة مستخدمة للمواد الخام المتوفرة بها ومصدرة للمنتج ومنها مادة السيلكون المتوفرة فى رمال سيناء وصحراوات مصر والتى تدخل فى صناعة الخلايا الشمسية بدلاً من استيرادها مصنعة بأسعار مرتفعة وأكدوا أن إنشاء مصانع للسيلكون هو المشروع القومى لمصر والذى يناطح أكبر المشروعات وسينهى تماماً على مشكلة نقص الطاقة فى مصر بل تتحول مصر لدولة مصدرة للطاقة وتضمن ذلك محاضرة الدكتورجمال يوسف الأستاذ بكلية العلوم جامعة عين شمس وطالب مسئولى وزارة البيئة بالمؤتمر بتطبيق المادة 22 من القانون 4 لسنة 1994 والمعدل بالقانون رقم 9 لسنة 2009 وإلزام أى صاحب منشأة طبقاً لأحكام هذه القانون بالاحتفاظ بسجل بيان تأثير نشاط المنشأة على البيئى ويختص جهاز شئون البيئة بمتابعة بيانات السجل للتأكد من مطابقتها للواقع وتحديد مدى إلتزامها بالمعايير الموضوعة لحماية البيئة من خلال محاضرة الدكتورة أحلام فاروق مدير عام الإدارة العامة للإلتزام البيئى .
بيئة نظيفة
طالب العلماء بدخول مصر بقوة فى مجال تدوير المخلفات للوصول إلى بيئة نظيفة وتوفير منتجات هامة ومنها السماد العضوى وبالات المعادن المفروزة والمكبوسة وبالات الورق وعبوات بلاستيك وعبوات زجاج وكذلك التوعية البيئية بإعادة استخدام الزجاجات البلاستيك للمياه المعدنية بعد تعقيمها وإعادة ملئ البرطمانات بعد استخدامها والاستفادة من التجربة اليابانية فى تقسيم صناديق المخلفات فالمخلفات الورقية فى صناديق خضراء والبلاستيكية والمعدنية والزجاجية صناديق زرقاء ومخلفات الأطعمة وهو ما يطلق عليه المخلفات الحيوية فى صناديق سوداء وتستخدم كثير من الدول نظرية الاسترجاع الحرارى ومنها اليابان وذلك للتخلص من المخلفات الصلبة والمخلفات الخطرة صلبة أو سائلة ومخلفات المستشفيات والحمأة الناتجة من الصرف الصحى والصناعى عن طريق حرق تلك المخلفات تحت ظروف تشغيل معينة للتحكم فى الانبعاثات ومدى مطابقتها لقوانين البيئة وتتميز هذه الطريقة بالتخلص من 90% من المواد الصلبة وتحويلها لطاقة حرارية يمكن استغلالها فى العمليات الصناعية أو توليد البخار أو الطاقة الكهربائية وقد تضمن ذلك محاضرة الدكتور ناصر بركات الأستاذ بكلية العلوم جامعة المنيا.
ترشيد الطاقة
وتضمنت محاضرة الأستاذة أمانى صلاح مدير مشروعات الكهرباء كيفية ترشيد استهلاك الكهرباء لتجنب الفصل فى الأحمال متمثلة فى عمل إحلال وتجديد لمحطات التوليد القديمة لرفع كفقاءتها وتخفيض معدل استهلاك الوقود بها وتنفيذ برنامج لتحويل الوحدات الغازية للعمل بنظام الدورة المركبة لخفض استهلاك الوقود واستخدام وحدات توليد عملاقة ذات كفاءة عالية فى المحطات الجديدة ورفع الدعم عن أسعار كهرباء الصناعات الكبرى والكثيفة الاستهلاك للطاقة خصوصاً بالمدن السياحية والفنادق واعتماد إنارة الشوارع على الأعمدة التى تعمل بالخلايا الفوتوفولتية والاعتماد على الطاقة الشمسية فى المدن الجديدة والفنادق وترشيد الاستهلاك فى المبانى الحكومية عن طريق تطبيق نظام إدارة الطاقة وتطبيق تقنيات الطاقة الجديدة بها باستخدام اللمبات الموفرة والعوازل الحرارية وتخفيض إنارة أسوار النوادى والحدائق العامة ورفع الضرائب عن المواد الأولية المستخدمة فى صناعة وحدات الطاقة الشمسية وتوربينات طاقة الرياح لتشجيع استخدامها وترشيد الاستهلاك فى المدارس والجامعات والمعاهد التعليمية.