مصر تتراجع في تصنيف السياحة العالمية للمركز الــ 31
القاهرة " المسلة " … احتلت مصر الترتيب 31 وفقاً للتصنيف العالمي للدول السياحية الذي أصدرته منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة (W70UN).. مما ينذر بخطر شديد يهدد السياحة المصرية وما يواجهها من مخاطر عديدة قد تعصف بالجهود التي تبذل من أجل استعادة الحركة السياحية مما يعطى انطباعاً بضرورة العمل علي مواجهة هذا التراجع الذي تزايد بعد أن كان ترتيبنا العام الماضى 22 أن نصل إلي 31، وهذا يتطلب زيادة الحملات التسويقية والترويجية لمصر حتي يمكن استعادة دورها الريادى وحصولها علي حقوقها المشروعة من قبل حركة السياحة الدولية.
الترتيب والتصنيف يجب أن نضعه محط اهتمام والنظر إليه بعين الرعاية حتي يمكن أن تؤتى الجهود المبذولة لتنشيط الحركة الوافدة بثمارها علي الصناعة في ظل ما تتمتع به مصر حالياً من استقرار سياسي واقتصادى واجتماعى وأمني في المقام الأول بعد الاستحقاق الثاني لخارطة الطريق وانتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيسًا للبلاد. عرضنا الأمر علي خبراء السياحة الذين تباينت ردود أفعالهم تجاه تقرير منظمة السياحة العالمية ما بين مؤيد ومعارض له وفند كل منهم الأسباب والدوافع التي يستند عليها في تقييمه لهذا التقرير.
الخبير السياحي أحمد النحاس، الرئيس السابق للاتحاد المصرى للغرف السياحية، اعتبر تراجع مصر إلي رقم 31 أمر متوقع خاصة أن 2013 كان الأسوأ في تاريخ السياحة منذ أحداث الثورة، والسياح حولوا اتجاههم إلي دول أخرى بعد أن طالت العمليات الإرهابية والانفلات الأمني، فلا يعقل أن علي مدار ثلاث سنوات كل يوم جمعة مظاهرات وانفجارات وقتل ضباط وجنود، فالحالة في مصر سيئة، وأعتقد أن منظمة السياحة العالمية جاملتنا بهذا الرقم.
بينما يؤكد الخبير السياحي أحمد الخادم، وزير السياحة في حكومة ظل الوفد، أن التراجع سيصل إلي 36 بنهاية عام 2014 بسبب استمرار الحالة المتردية وبسبب استمرار التدهور في التدفق السياحي أن ما يتم في الوقت الحالى هو التعامل مع مظاهر المشكلة وليس أسبابها الحقيقية، وبالتالى فكل ما تم من إنفاق رغم ضخامته التي تعدت مئات الملايين موجه في غير مكانه تماماً.. ورغم ذلك أؤكد أنني متفائل بأن السياحة ستعود إلي معدلاتها السابقة بحلول عام 2017.
ويضيف قائلاً: مصر صاحبة الرصيد الأكبر في الإرهاب علي مستوي العالم، 136 حادثاً إرهابياً وعلينا أن ننظر إلي أسباب المشكلة وليس ظاهرها. ثانيًا: أن الشركاء وأصحاب المصلحة المشتركة فقدوا الثقة في مصداقية الشريك المصري في مستقبل هذه الصناعة. ثالثاً كل ما يتعلق بترتيب البيت السياحي المصرى من الداخل وما تم إهماله خلال السنوات الماضية، حيث إن مستوي الفنادق وأسطول النقل السياحي والمطارات المصرية تدني لدرجة أنه أصبح خارج نطاق في المنافسة العالمية والإقليمية.
في الوقت نفسه يؤكد الخبير السياحي حسام الشاعر، رئيس غرفة شركات السياحة على ضرورة تغيير أمور كثيرة لتستفيد مصر من مكانتها السياحية بضرورة تغيير منظومة التسويق والتنشيط بفكر جديد يتناسب مع المنافسة وكذلك العلاقة مع شركات الطيران الأجنبية لزيادة حجم الطيران إلي مصر لملء الفنادق الفارغة وضرورة التحرك علي المحورين في وقت واحد وهذا العام رغم بوادر الأمل إلا أنه من الصعب العودة إلي ما كنا عليه إلا بالتغيير.
ويري الخبير السياحي، أنور هلال، أن انزلاق مصر إلي رقم 31 أمر طبيعي وعلينا أن نسأل أنفسنا ما الذي نقدمه ليكون لدينا سياحة.. وأوروبا تري أن مصر كان لديها ديمقراطية بوصول الإسلاميين إلي الحكم ولكن جاء العسكر وأخذها منهم، هذه وجهة نظرهم ولم يلتفتوا إلي إرادة الشعب الذي ثار ضد حكم الإخوان ولم يروا أيضاً أن مصر أنجزت دستوراً، ومؤخراً انتخابات رئاسية، كل هذا لا يبالونه ولا يرون إلا الاضطرابات ومشاكل الاغتيالات، فمن الطبيعي أن تتراجع إلي 31 في ظل كل هذه الظروف من عدم وجود أمن وموقف أوروبي متعنت لا يفهم إلا ما يريدونه من ثورات الربيع العربي وساعد علي ذلك عدم وجود دور لهيئة الاستعلامات لتوضيح أن ما حدث في مصر هو إرادة شعب ولا يوجد ميديا قوية تساعد وتوضح وللأسف الإخوان يملكون كل ذلك.
ويضيف «هلال»: الآن نحن في حاجة إلي وزير خارجية قوي جداً وانتخابات برلمانية نظيفة وهيئة استعلامات تجيد توضيح الصورة في الخارج، وأعتقد أن كل هذا سوف يتضح للغرب بعد الانتخابات البرلمانية ثم يدركون أن مصر بدأت تعود إلي الديمقراطية.. وأعتقد أن الوضع السياحي الآن كما أراه مبشر فنسب الإشغالات في مرسي علم 60٪ وهذا أمر جيد جداً وشرم الشيخ 55٪ والغردقة 65٪ فهناك بوادر أمل جيدة في ظل الظروف التي نمر بها وتحذيرات أوروبا، لذلك علينا أن نستغل الوقت ونواجه مشاكلنا خاصة أن المشكلة الكبري التي تواجهنا فور عودة السياحة استعادة العمالة وعمليات الصيانة للفنادق، وهي أكبر مشكلة أمامنا، فعلينا أن نبدأ بتطبيق نظام nn وعلي الحكومة أن تساند القطاع بإعادة جدولة الديون للمتعثرين ولا أقول إلغاءها لأن ما حدث معهم ظروف خارجة عن إراداتهم لنكون جاهزين عند عودة السياحة.
بينما يري الخبير السياحي ناجي عريان نائب رئيس غرفة الفنادق أن مصر بمقوماتها معروفة، وتستحق أكثر والدليل أنه عندما كان هناك استقرار سياسي دولي كانت السياحة في تزايد في الأعداد والإيرادات والاستثمار ولكن الآن لا يوجد وفاق سياسي في مصر والدليل تأجيل رفع الحظر عن شرم الشيخ.. وأعتقد أن الخارج في انتظار الاستحقاق الثالث لخارطة الطريق وهو الانتخابات البرلمانية ويبدأ الوفاق السياسي خلال شهري سبتمبر وأكتوبر وهنا يبدأ التدفق السياحي كما يقال في الخارج إنه مع بداية عام 2015 لذلك علينا أن نحضر أنفسنا بفتح السموات المصرية بمعني الكلمة ووضع حد أدني لبيع الغرف الفندقية في الفنادق الخمس والأربع والثلاث، ووضع آلية لتحديد الأسعار لفترة 3 سنوات ومن حق الحكومة تتدخل وفي نفس الوقت علي الحكومة أن تقف بجوار المتعثرين لإعادة هيكلة المشروعات ومساعدة القطاع السياحي، وعلي رئيس الجمهورية عمل مفوضية من لجنة اقتصادية سياحية لوضع استراتيجية الدولة، خاصة أن الوزير في الحكومة القادمة ممكن يأتي من حزب الأغلبية وتكون المفوضية من أشخاص غير اعتباريين ليضعوا استراتيجيات بعيدة وقصيرة المدي.
ويري الخبير السياحي دكتور عاطف عبداللطيف أن تراجع مصر إلي مستوي 31 أمر طبيعي بسبب العمليات الإرهابية والانفلات الأمني وعدم الاستقرار وعدم وجود رؤية واضحة.. إضافة إلي تآمر الغرب ضد مصر لمساندة الإخوان ووضع الحظر علي مصر نوع من الضغط والتأثير، فالتراجع لهذا الرقم نتيجة للتحديات التي تواجه مصر، فدولة مثل ألمانيا علي رأس الاتحاد الأوروبي تضغط علي مصر ومعها 15 دولة.
ورغم ذلك أري أن هناك بوادر أمل ويتضح ذلك خلال النصف الثاني من عام 2014، نأمل أن يكون أفضل خاصة أن مؤتمر الشركات الإيطالية الذي عقد مؤخراً في مرسي علم كان نوعاً من التنشيط السياحي للسياحة المصرية وأعتقد أن الشتاء القادم سيشهد تدفقاً في حركة السياحة فى السوق الروسي والإنجليزي.
المصدر : الوفد