اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

وزير السياحة والمهمة الصعبة بقلم: مصطفى النجار

وزير السياحة والمهمة الصعبة
 
 
بقلم:   مصطفى النجار
 
 
 
يكرر الرئيس عبدالفتاح السيسى دائما، أنه لا سبيل أمام المصريين سوى العمل حتى نستطيع تحقيق التنمية والتقدم، ولعل فى أداء الحكومة الجديدة اليمين أمام الرئيس فى الصباح المبكر أمس الأول تأكيدا على ذلك. 
 
 
وأعتقد أننا بالفعل ندخل مرحلة جديدة فى تاريخ مصر لا مجال فيها للتكاسل والتراخي، ومن حسن الطالع أن رئيس مجلس الوزراء إبراهيم محلب يشهد له الجميع بأنه يعمل ويتحرك فى ربوع مصر منذ أن جاء الى موقعه، مؤكدا أيضا أنه لا سبيل لنا إلا العمل. 
 
 
وأشهد بحكم قربى من وزير السياحة هشام زعزوع لسنوات مضت، أن هذا الرجل لا يعرف سوى العمل وأنه مخلص لبلده بلا حدود، وأننى كنت أشفق عليه كثيرا من كثرة الحركة والسفر والعمل وكأنه، يسابق الزمن لينجح فى مهمته فى استعادة الحركة السياحية الى مصر، التى تراجعت كثيرا بعد ثورة 25 يناير. 
 
 
لقد قضى الرجل العامين الماضيين يعمل بشدة فى أسوأ ظروف مرت بها السياحة المصرية، بسبب الانفلات الأمنى وعدم الاستقرار الذى ترتب عليه صدور تحذيرات من الدول المصدرة للسياحة الى مصر، خاصة من أوروبا بلغت 27 دولة، لكنه نجح فى إلغاء الكثير منها أو تخفيفها الى حد كبير. لكن المشكلة أننا الآن بعد حادث طابا نجد 15 دولة تحذر مواطنيها من السفر الى مصر، وتحديدا منطقة سيناء، وهو ما أثر كثيرا على نسب الإشغال السياحى فى هذه المنطقة المهمة للسياحة المصرية. 
 
 
وهكذا ظل الرجل يكافح طوال العامين الماضيين، وكنت دائما أقول إن هذا الوزير سيء الحظ برغم أنه من أكفأ وزراء السياحة، لكنه يعمل فى ظروف فى غاية الصعوبة، فلا يخفى على أحد أبدا أن السياحة لا تأتى إلا بوجود الأمن والاستقرار، وهكذا كان الرجل يبحث عنهما دائما، وكثيرا ما كان يسمع فى المؤتمرات والمعارض الدولية من يقول له لا تحدثنا عن سياحة الى مصر إلا بعد أن تستقر الأوضاع عندكم ويعود الأمن. 
 
 
واليوم أقول إن سعادتى كبيرة باستمرار هشام زعزوع وزيرا للسياحة فى حكومة المهندس محلب الثانية، وأن رئيس مجلس الوزراء اقتنع بضرورة استمراره فى الوزارة ليكمل مسيرته ومهمته الصعبة فى استعادة الحركة السياحية الى مصر. 
 
 
ونحن جميعا يملؤنا التفاؤل مع الرئيس السيسى بعودة الأمن والاستقرار، وبالتالى سيكون ذلك الاستقرار هو أكبر دافع لوزير السياحة ليعمل أكثر ويتحرك دوليا لإلغاء تحذيرات السفر الى مصر، وهى مهمة شاقة لكنى أعتقد أنه قادر عليها بما يملك من علاقات دولية مع كبار منظمى الرحلات وشركات السياحة العالمية، خاصة فى ألمانيا وإيطاليا وانجلترا وروسيا أكبر الدول التى تصدر السياحة الى مصر. 
 
 
لكن ينبغى ألا نقلل من صعوبة مهمة وزير السياحة، وأنا أعتقد أنه فى عصر الرئيس السيسى لا سبيل أمامه سوى العمل والنجاح فى هذه المهمة الصعبة لمصلحة بلده واسمه وتاريخه. 
 
 
لكننى اليوم أيضا ومن قبيل زيادة صعوبة المهمة، أقول له إن أمامك طريق عمل شاقا وطويلا لا ينتهى عند استعادة الحركة ورفع تحذيرات الدول من السفر الى مصر، بل إننى أطالبك بوضع خطة طويلة الأجل حتى تستعيد السياحة المصرية طريقها لتحقيق 20 مليون سائح فى عام 2020. 
 
 
لا يمكن أن تصل تركيا العام الماضى الى 37 مليونا ويكون ترتيبها السادس على العالم ونحن العام الماضى 9.5 مليون وترتيبنا (41) على العالم، كما أعلنت منظمة السياحة العالمية منذ أيام. إن ذلك وضع لا يتناسب أبدا مع مقومات مصر السياحية، ان أفضل ترتيب وصلنا إليه فى 2010 قبل الثورة كان رقم (18) بنحو 14.7 مليون سائح، ومطلوب أن نعود إليه بسرعة فى خلال العامين المقبلين لننطلق الى الرقم الأكبر فى 2020. 
 
 
أعرف أن تلك مهمة صعبة ولكنها ليست مستحيلة. فقط علينا العمل مع الاستقرار والأمن الذى سيتحقق على أرض مصر بإذن الله. 
 
 
وأعرف أن قطاع السياحة لديه مشكلات عديدة مع جميع أجهزة الدولة لابد من حلها، وأعرف أن الاستثمار السياحى فى سيناء وفى مناطق أخرى يواجه صعوبات بالغة لابد من اقتحامها، وأن مشكلة زيادة الطيران الى مصر حتى تزداد السياحة ستظل تبحث عن حلول، وأننا مطالبون بالتوسع فى التنمية السياحية فى مناطق أخرى غير البحر الأحمر، على رأسها قضية الساحل الشمالى من مارينا حتى مرسى مطروح، التى يجب أن يتوقف فيها الاسكان العقارى السياحى وأن يخرج الى النور مشروع تحويلها الى مقصد سياحى عالمي، ووضع برنامج أو خطة لبناء فنادق جديدة فيها لاستغلال روعة مقوماتها السياحية. 
 
 
أيضا تبقى مهمة حل مشكلة السياحة الثقافية أو الأثرية فى الأقصر وأسوان، التى تعانى كثيرا من تراجع السياحة. 
 
 
كل تلك المشكلات تبحث عن حلول لكنها يجب ألا توقف مسيرتنا حتى نأخذ نصيبنا العادل من حركة السياحة العالمية ونحقق 20 مليون سائح فى عام 2020. 
 
 
إن هشام زعزوع وزير السياحة مطالب بأن يضع كل النقاط السابقة فى خطة عمله فى المرحلة المقبلة. وفى الوقت نفسه يجب ألا ينسى أبدا أنه مطالب بترتيب البيت من الداخل. أقصد إعادة هيكلة كاملة إداريا لوزارة السياحة وهيئاتها. فلابد من قرارات جريئة وفورية تساعد فى تحقيق مهمته الصعبة، ولابد من اختيار كفاءات وقيادات جديدة، وهو يعرف ذلك جيدا وحدثنى فيه أكثر من مرة. لا مجال للعواطف أو اختيار أنصاف الكفاءات. لا يمكن أن يكون الوزير يواصل الليل بالنهار فى العمل وفريق العمل معه ليس بنفس الكفاءة والهمة. 
 
 
ويجب ألا ينسى أيضا مع إعادة ترتيب البيت والاهتمام بمكاتب مصر السياحية فى الخارج، سواء من حيث إعادة النظر فى القائمين عليها أو فى إعادة النظر فى وجود بعضها بالخارج فى دول لا تستدعى وجود مكاتب، ويتواكب مع ذلك طرح الحملة الدولية الإعلانية عنه السياحة المصرية أمام الشركات العالمية. حتى يمكن أن نعطى دفعة لجهود الترويج والتسويق مع الاستقرار فى مصر بما يساعدنا فى عودة السياحة المصرية الى سابق عهدها وأكثر.
 
نقلا عن الاهرام
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله