الآثار : متحف الحضارة مشروع قومي جدير بالاهتمام وصندوق النوبة يحتاج لتطوير
القاهرة " المسلة " … أكد أحمد صالح مدير عام معابد أبو سمبل والنوبة ، والصادر له قرار وزاري بتولي منصب مدير عام صندوق إنقاذ النوبة مؤخرا ، أن متحف الحضارة بالفسطاط يجب أن يكون مشروع الدولة القومي الفترة القادمة وأن يوليه الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار والتراث اهتماما شديدا ، خاصة وأنه الأقرب على الافتتاح الجزئي ، والمقرر له خلال أربعة أشهر.
ولفت صالح – فى تصريحات اليوم الأربعاء – إلى أن المشاكل التى يعاني منها متحف الحضارة ، وتعوق افتتاحه منذ عام 2011 ، تكمن فى الروتين البطىء وعدم الوعى بأهمية هذا المشروع ، مؤكدا أنه لا يجب ترك الروتين يعرقل هذا المشروع الضخم خاصة بعد التصريحات التى أدلى بها وزير الآثار الجديد والتى شدد فيها على أن تكون القرارت نافذة لمصلحة العمل وتذليل أية عقبات لاستكمال المشروعات على الفور بما يعود لصالح الوطن.
وطالب بتشكيل لجنة برئاسة رئيس الوزراء وعضوية وزير الأثار والتراث ووزارتي المالية والإسكان لتذليل العقبات التى تعوق افتتاح المتحف ودفع عجلة العمل بهذا المشروع المهم والمتوقف بسبب بعض المشاكل الفنية والمالية والقانونية.
وقال صالح إن صندوق إنقاذ النوبة عمره 50 عاما ولم يحدث به أي تطوير منذ إنشائه ، كما عاني كثيرا بنقل تبعيته ما بين منظمة اليونسكو ووزارة الثقافة والآثار ..بالإضافة إلى أنه يعاني ماليا بسبب جمع أمواله عن طريق وزارة الخارجية ومراقبة كل من وزارة المالية واليونسكو ، مشيرا إلى أن الصندوق فى أشد الحاجة إلى لائحة جديدة تنهض بمنظومة العمل به. وأضاف أنه بعد إضافة مسمى "التراث" لوزارة الآثار يمكن توظيف ذلك بوضع هدف جديد للصندوق وهو جمع تراث النوبة وحمايته باعتباره تراثا غير طبيعي.
وأكد صالح أن آثار النوبة تعد هدفا رئيسيا للصندوق خاصة وأنه يشرف على مساحة مكانية بطول 350 كم من" فيلة إلى أبوسمبل " وهناك أفكارا كثيرة يمكن أن تخلق مقاصد سياحية جديدة للدولة من خلال الاهتمام بالأربع مناطق لآثار النوبة وهي جزيرة فيلة و جزيرة كلابشة ومنطقة عمدا ومنطقة السبوع بالإضافة إلى أبوسمبل ..إلى جانب إعادة تركيب مقاصير ابريم وأبوعودة لاستحداث مناطق سياحية جديدة وفتح قبة معبد أبوسمبل الكبير والتي يرغب الزوار في رؤيتها.
وحول عدم تنفيذه القرار الوزاري الصادر منذ 4 يونيو الجاري لتولي إدارة صندوق إنقاذ النوبة حتى الآن ، أوضح صالح أن هذا القرار صدر قبل التعديل الوزاري ، ولم يتصل به أحد ، وقد عرفه من الصحف ، وأنه انتظر حتى يتم التعديل الوزاري ، وبما أن وزير الآثار قد تغير فقد أصبح الأمر بيد وزير الآثار الجديد الدكتور ممدوح الدماطي..مضيفا " أنا لا يمكنني تنفيذه ، فربما الوزير الجديد له رؤية أخرى".
وبالنسبة لترحيب أغلب العاملين في الصندوق ومتحف الحضارة ومتحف النوبة بقرار تعيينه كمدير للصندوق ، أعرب عن امتناننه الشديد لثقتهم فى شخصه ، مؤكدا أنه بصفته في منطقة آثار النوبة يعلم حجم المشاكل التى يعانون منها ..فالعاملين في متحف الحضارة مشكلتهم تكمن فى حبهم لمكانهم ويتمنون افتتاح متحفهم الضخم وهذا لا يمثل مشكلة بل يجب العمل على سرعة دعمهم ، أما العاملون فى متحف النوبة فمشكلتهم بسيطة جدا وتتعلق بروتين إداري ومالي ، وبالنسبة لصندوق النوبة فهو يحتاج إلى تطوير بعد مرور 50 عاما على إنشائه.