وكيل الوزارة
أحمد شكرى رئيس قطاع السياحة الدولية لـ" المسلة" : خطط استراتيجية للترويج لاستعادة الحركة الوافدة لمصر
استثمار «رحلة العائلة المقدسة» فى اسواق أمريكا اللاتينية والدول الشيوعية السابقة
استغلال مدينة الإنتاج الإعلامى لتصوير 1000 فيلم هندى بمصر
مفاجآت رمضانية بالأسواق العربية.. وزيارة مرتقبة لوزير السياحة للسعودية
القاهرة : سعيد جمال الدين
نعترف جميعاً بأن حركة السياحة الوافدة من جميع أنحاء العالم تأثرت بشكل كبير منذ اندلاع ثورة يناير 2011 وحتى الآن، ورغم حالة التذبذب التى تشهدها الأرقام السياحية ما بين الصعود والهبوط، إلا أنها فى مجملها منهارة وتسعى هيئة تنشيط السياحة احتواء هذه الازمة من خلال طرح العديد من الأدوات التى تستعين بها فى حملاتها الترويجية بالدول فى ظل إصدار نحو 16 دولة أوروبية وأمريكية تحذيرات لمواطنيها من توخى الحذر عند زيارة مصر.
بداخل هيئة تنشيط السياحة، يوجد "قطاع السياحة الدولية " يسعى بما أوتى من قوة العمل على إستعادة الحركة السياحية لمصر وفقاً لمعدلاتها السابقة قبل ثورة يناير 2011 ويقود هذا القطاع" أحمد شكرى" الذى له الخبرة المتراكمة فى إدارة هذه الملفات وإدارة الأزمات بشكل مرض وجيد ولقد كان "شكرى" صادقاً كعادته عندما طرحنا عليه العديد من الأسئلة حول مخططات هيئة التنشيط السياحى لاستعادة الحركة الوافدة وكان لنا معه هذا الحوار..
بعد وجود رئيس جديد للبلاد ما هى خطة القطاع لمواجهة حظر السفر الى مصر؟
>> نواجه هذا الحظر بالعديد من الإجراءات التى تؤكد أمن وأمان المقصد السياحى المصرى ولقد أعدنا النظر فى العديد من الخطط الخاصة بالترويج فى هذه الدول وفقاً لكل سوق على حدة.. وبتحقق الخطوة الثانية من خارطة الطريق وإعلان العديد من الدول الأوروبية والأمريكية تهنئتها بانتخاب الرئيس الجديد المشير عبدالفتاح السيسى مما يعطى انطباعا بأن هناك إعادة نظر لهذه الدول حول هذا الحظر وانتظر خلال فترة قريبة جداً إنهاء هذا الحظر.
نفهم من هذا أن الاستقرار السياسى والأمنى له تأثير إيجابى على حركة السياحة الوافدة من هذه الدول؟
>> هذا صحيح، ونتحقيق الخطوة الثالثة بانتخابات مجلس الشعب «مجلس النواب» سيكون له فائدة أكبر، ولكننا وضعنا خطة استراتيجية للدخول فى هذه الدول بما يضمن عودة التدفق السياحى إلى مصر مرة أخرى.
هل يمكن التعرف على هذه الخطة وآليات التنفيذ؟
>> كما تعلم أن هناك دولاً رئيسية ترسل مواطنيها إلى مصر وتعد المجموعة الأوروبية من أكثر المناطق ايفاداً للسياحة المصرية وتمثل نسبتها 80 %من حجم السياحة الدولية، وهناك 7 دول أوروبية تمثل اعداد سائحيها نحو 72% من المجموعة الأوروبية وهى ألمانيا وروسيا وإيطاليا وبريطانيا وأوكرانيا وبولندا وهولندا وهى دول لها طبيعة خاصة وهى اتخذت قرارها بسبب الموقف الأمنى وتنتظر خلال الفترة المقبلة تعديل نصائحها للسفر.
وهناك أسواق أخرى تمثل المجموعة الثانية ولها أيضاً ظروفها الخاصة مثل فرنسا وإسبانيا والدول الاسكندنافية «النرويج والسويد وفلندا والدنمارك» فهى دول تهتم بالسياحة الثقافية والشاطئية ولكن السوق الفرنسى منذ تولى "هولاند " رئاسة فرنسا وهو متأثر بالنظرة العدائية للعرب، كما أن حكم الإخوان خلال عام كان له تأثير سلبى على توجه الفرنسيين لمصر، وكذلك الأسواق الاسكندنافية ونعمل على الترويج بهذه الدول وفقاً لما يتفق مع ميولهم سواء فى المنتج الثقافى والصحراوى والسفارى والشاطئى.
وماذا عن إسبانيا؟
>> تراجع السياحة من إسبانيا ليس بسبب الموقف الأمنى المصرى فقط، وإنما يرجع لما تمر به من أزمة اقتصادية طاحنة وأتوقع عودة السياحة الإسبانية لمصر خلال فترة قريبة وفى أعقاب تقديم الاتحاد الأوروبى المعونات لدعم الاقتصاد الإسبانى كما حدث مع اليونان.
تطرق العديد من الخبراء إلى أهمية أسواق أمريكا اللاتينية، فماذا تم من خطة لجذب هذه الأسواق؟
>> أسواق أمريكا اللاتينية تتميز بطول فترة الإقامة وكذلك الإنفاق العالى وهم يتميزون أيضاً بالتدين وحبهم التعرف على المقاصد الدينية فى أرجاء العالم، ولذا فنحن تقوم حالياً بالترويج لمنتج "رحلة العائلة المقدسة إلى مصر"، ونحن سنقوم يوم 24 يونيو الجارى بإطلاق الحملة الدولية لرحلة العائلة المقدسة وخاصة فى أمريكا اللاتينية ودول شرق أوروبا التى عانت كثيراً من الوجود تحت الحكم الشيوعى وعودتهم بقوة إلى الدين المسيحى.
وهناك اتفاق مع الأردن لتقديم منتج سياحى مشترك فى دول أمريكا اللاتينية ووقد تم عقد لقاء بين السفير ناصر حمدى، رئيس الهيئة مع عبدالرازق عربيات رئيس هيئة التنشيط الأردنى خلال زيارتهم للمكسيك مؤخراً للإتفاق على هذا البرنامج المشترك.
هل هناك محاور أخرى لخطة السياحة الدولية فى الفترة المقبلة؟
>> نعم.. فنحن نعمل على محاور كثيرة، فمثلاً محور "الهند" والتى نسعى لجذب مليون سائح منها وكيفية استثمار المقومات المصرية لتحقيق ما يقصد إليه، ونحن نعتبر الهند والصين من النمور السياحية الواعدة، لذا فقد اتجهنا إلى استثمار السينما الهندية «بوليود» لتكون أحد الركائز التى نعتمد عليها فى خطتنا المقبلة فى ظل السعى مع الجهات المعنية لإنتاج 1000 فيلم هندى يتم تصويره فى مصر، وقد عقدت لقاء مع كل من حسن حامد، رئيس الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامى والمهندس سامى بدوى، العضو المنتدب للشركة لبحث كيفية استغلال الإمكانيات التى تضخها مدينة الإنتاج الإعلامى من استديوهات متعددة لجذب السينمائيين الهنود فى تصوير أعمالهم فى مصر، ولكن صدمنا بوجود عراقيل قانونية تقف عقبة أمام تحقيق هذه الفكرة التى لاقت قبولاً من القائمين على وزارة السياحة ووزارة الثقافية ومدينة الإنتاج الإعلامى وسعى الجميع إلى محاولة تقديم التيسيرات ونجحنا فى إزالة أحد أهم المعوقات بعدم الاعتراض على التصوير فى الأماكن العامة بعد قرار مجلس الوزراء، وجار حالياً تقديم التيسيرات الأخرى عبر إزالة المعوقات، فنحن فى أشد الاحتياج إلى تقديم المرونة الكافية لتصوير الأعمال السينمائية فى مصر لتكون أداة جيدة للترويج للسياحة المصرية.
وهل وجدت صدى لهذا من قبل مدينة الإنتاج الإعلامى؟
>> نعم.. وجدت كل الترحاب بالفكرة والتى ستعمل على تحقيق أكبر نسب اشغال للاستديوهات التى تمتلكها المدينة فضلاً عن أن زيادة الطلب على المدينة سيكون سبباً رئيسياً فى التوسع فى تقديم المزيد من الخدمات والتيسيرات، فلدى أمل كبير فى أن تكون مصر قبلة لبوليود لتصوير أعمالها الفنية فيها.
والسوق الصينى؟
>> دعنا نعترف بأن السوق الصينى مازال متأثراً بحادث سقوط البالون بالأقصر والذى راح ضحيته 9 صينيين ولم يتم إخطارهم بما آلت إليه التحقيقات وتحديد المسئول والعقوبات، وهو ما يجعلنا نطالب جهة التحقيقات بسرعة الإعلان عن هذه النتيجة وإرسالها إلى الجهات المناظرة لها بالصين للتأكيد على الشفافية والمصداقية المصرية.
وهل هذا يكون سبباً فى خطة عدم الترويج بالصين؟
>> لا.. ونحن مستمرون فى خطتنا بهذا السوق الواعد و نعمل حالياً على التنسيق مع منظمى الرحلات الصينية «متوسطى القدرة» ومع اتحاداتهم من أجل العمل على إرسال أفواج إلى مصر خاصة وأنها لا تتطلب تصريحات لزيارتها مثل الدول الأخرى المنافسة، كما سنعمل على إقامة فعاليات مصرية ومشاركات إيجابية فى المعارض والمؤتمرات بالصين إلى جانب إقامة إحتفالات صينية بمصر فى الأعياد الخاصة بهم لأننا فى احتياج لمثل هذه الأسواق فى ذات القدرة العالية فى اعداد السائحين الوافدين منها.
وهل هناك أسواق أخرى واعدة يتم وضعها فى الخطة الاستراتيجية للهيئة؟
>> يوجد أسواق التى يطلق عليها أسواق« "بحر قزوين"» وهى أوزباكستان وكازاخستان وجورجيا، وهى دول تمثل أسواق واعدة ومن منطلق اهتمامنا بها فإن هناك زيارة منتظرة للسفير ناصر حمدى، رئيس هيئة تنشيط السياحة لهذه الدول للترويج والتسويق والتنشيط السياحى لمصر.
والسوق العربى؟
>> كما تعلم أن السوق العربى يمثل نسبة تقترب من 18% من حجم السياحة الدولية الوافدة ولدينا تطلعات أن ترتفع هذه النسبة إلى ما كانت عليه من قبل «25 %إلى 30%»، ولقد أطلقنا حملة ضخمة فى منطقة الجزيرة العربية «الإمارات والسعودية والكويت والأردن» ولقد أشاد الجميع بالأساليب التى أطلقتها الحملة من إعلانات فى الطرق السريعة والأوت دور وسيارات التاكسى والمولات التجارية وغيرها من المواقع التى أصبحت الدعاية السياحية المصرية تحتل جانباً منها، وبالمناسبة، فهناك زيارة منتظرة لوزير السياحة إلى المملكة السعودية للإعلان عن فعاليات كبيرة تشهدها مصر خلال الأيام المقبلة.
وماذا عن خطة جذب العرب لرمضان؟
>> نعلم جميعاً أن شهر رمضان له طقوس خاصة تجذب السائحين من كل حدب وصوب ولقد أوشكنا على الانتهاء من الفعاليات التى من المنتظر أن يشهدها رمضان عبر التنسيق مع المخيمات التى تقام خصيصاً لهذا الشهر الكريم بحيث يكون ما بين 3 إلى 6 خيم يومياً تشهد عدداً من الفعاليات الثقافية والفنية والسياحية منها وتقديم كل ما هو تراث مصرى، وتهدف من خلال هذه المشاركات بالخيم الرمضانية اتاحة الفرص للعاملين بالقطاع السياحى وخاصة فى السلع السياحية تقديم أعمالهم ومنتجاتهم بشكل متميز عبر ممر خاص لهم بهذه المخيمات مع ديكور متميز وذلك فى كل من القاهرة والإسكندرية.