ذي قار تستعيد مجدها وتتوج عاصمة للثقافة العراقية عام 2014
منذ إن احرق الغزاة القادمين من الشرق مملكة اور وتسوروا أمانيها, نزفت شرايين أبنائها كمدا وغيظا واحتجب اله القمر انانا حزنا وألما فكيف تأسر أميرة الجنوب وكيف تخنق رئة الكون .أور ومنذ نهاية سلالتها الثالثة واقتياد(ابي سين ) أخر ملوكها أسيرا إلى عيلام خبئ بريقها وأفل نجمها وهي حاضرة الدنيا وصرة الأرض وموطن الملك اوتو حيكال ملك الجهات الاربعه والقابض على غارب الكون .اورموطن التوحيد وكهف إبراهيم سيد البشر وأبو التو حيد .أور مرسى سفينة نوح ومعقل خيل كل الفاتحين والمنتصرين .
اليوم أور وحاضتها ذي قار الجميلة لفتت أنظار العالم وتقاطر الحجيج إلى كعبتها زرافات ووحدانا وتزينت بحلل المهابة والجلال بعد إن تضافرت جهود أبنائها وسلطتها المحلية بترجيح مدينتهم بان تكون عاصمة الثقافة العراقية لعام 2014 واستفاق من هضم حقها وصغر من مجدها بعد إن قطعت شوطا طويلا وهي ترنوا إلى من يلتفت أليها بعد كل هذا الإهمال المتعمد و تنتظر يداً خيرة لتقيم على ترابها المقدس أحتفاءًا حضارياً يليق باسمها وتاريخها.
إن أبناء العراق عامة وأبناء ذي قار خاصة يتطلعون بشغف الى انطلاق فعاليات مشروع ذي قار عاصمة الثقافة العراقية لعام 2014 "مطلع أيلول المقبل"، بعد إن خصصت وزارة الثقافة "أكثر من سبعة مليارات دينار" لتمويل فعاليات المشروع وإنشاء "خمسة قصور ثقافية" بالمحافظة، و وطباعة 50 ـــ75 كتابا و إقامة "مهرجانات ثقافية وأدبية وفلكلورية" تشترك فيها جميع المحافظات .
وما يتمناه أبناء المحافظة إن تتظافر جهود السلطة المحلية في توفير الأراضي والمساحات لإقامة هذه المشاءات وتامين كافة البنى التحتية وتسهيل عمل اللجان المختصة وإشراك النخب الثقافية والأكاديمية من أبناء المحافظة بتشكيل لجان من ذوي الخبرة والاختصاص بعيدا عن الجو السياسي والتوصيف الحزبي والسلطوي وتوظيف أموال المشروع بما يخدم المحافظة بمشاريع بعيدة المدى وبأيادي أمينة نزيهة تحافظ على المال العام وتبعد قول المتقولين وفتح أفاق جديدة للمستثمرين في مجال الفندقة والسياحة إذا ماعرفنا إن الناصرية تفتقد إلى مأوى فندقي أو وسياحي يليق بضيوفها .ونأمل أشراك كل المنظمات الوطنية والدولية ، ومنها منظمة اليونسكو التي تعنى بتراث الشعوب والحفاظ عليه ، وسيكون على علماء الآثار والمعرفيات الفكرية الأخرى أن يأتوا إلى هنا من شتى أنحاء العالم ، لتقيم لهم أور كرنفالاً للثقافة والفن وكل الإبداعات الإنسانية التي تسهم في إرساء السلام والعدل بين شعوب الأرض كافة مادامت اورهي البدء كما قال صومائيل كرايمر (من هنا ابتدئ التاريخ ومن هنا ينتهي ). وعلى أبناء العراق المبدعين كافة بالإسهام في إنجاح المشروع وتفويج وفود دينية وثقافية وإعلامية للمشاركة في هذا الكرنفال الكبير الذي نتمنى إن يكون بمستوى عمق ودلالة مجد ذي قار ويعيد لنا بهاء والق المواكب السومرية .
وإذا جاز لي إن اسمي انجازا يحسب للسلطة المحلية ومحافظها في ذي قار فان مشروع ذي قار عاصمة الثقافة أولها. وهو دلالة على إن أبناء اورنمو يحبون الحياة ويترنمون بقصائد (انخيدوانا )ويطربون لعزف (شولكي )على قيثارة أور ويتضوعون بعطر (المدللة بو ابي )لأنهم صناع الحياة وأسياد التاريخ .
