Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

سعيد جمال الدين يكتب عن المطلوب من الرئيس…!

تأملات

…! المطلوب من الرئيس
 

بقلم / سعيد جمال الدين

أحسن المشير عبد الفتاح السيسى فى حديثه الأخير للشعب ووضع يده على مكمن الخطر حينما قال ان الرئيس القادم ليس لديه عصا سحرية لحل المشاكل الكثيرة التى تعانى منها مصر .. وإنه لا يمكن أن يغفل الأمال التى يعقدها المواطن الفقير عليه فى تحقيق أحلامه .. فميزة العسكريين إنهم لا يعيشون فى الاوهام أو ينسجوا من وحى خيالهم حروبا وهمية .. فهم بعيشون على أرض الواقع والحقيقة .. وكما يعرف الجميع أن المؤسسة العسكرية تختلف عن غيرها من المؤسسات الأخرى فالترقى فيها لا يكون ( بواسطة ) أو كما يقولون ( خالى البيه ) وإنما تكون لمن يستحق بالفعل .. وهذا ما يجعلنا نضع الأمال على السيسى والمؤسسة العسكرية فى أن يحق للمواطن العادى الحياة الكريمة والعيشة الهانئة وهى ليست بكثير عن أى رئيس قادم ..

 

 فهذا الشعب العظيم المسالم المثابر الصابر الثائر الذى يمثل حزب الفقراء ينتظر من السيسى أن يحقق أبسط أماله فھم الحزب الاقوى والأكثر شعبية بين ربوع مصر واحبوه دون اى مقابل .. ويرون فیه المنقذ والحاكم العادل الذى سیحقق لھم العدالة والادمیة الانسانیة ، فعلیه مسئولیة تحقیق أحلامھم بكل شفافیة ووضوح لانھم لديھم ثقة فى الله أولا فیه ثانيا بلا حدود .. فثورة يناير 2011 لم تقم إلا من خلال المطالب المعروفة للجميع " عيش – حرية – عدالة إجتماعية " وهى ثلاث جمل خفيفة فى النطق ولكنها صعبة التنفيذ إلا بوجود رئيس قوى يضرب بأيدى من حديد .
 

أعلم أن مسئوليات جسيمة وملفات ساخنة تنتظر الرئيس الجديد أبرزها تحقيق الأمن وإعادة عجلة الإنتاج ومنح الفرصة للشباب للمشاركة الفاعلة فى حل القضايا والمشاكل وإنعاش حركة السياحة ، لكن بالمقابل يجب على المواطنين أن يساندوا برنامج الرئيس الجديد ودعمه من خلال خطة قومية تراعى المصالح الوطنية لا الشخصية ..

 

 ولكن ماهو مطلوب من الرئيس الجديد اشياء كثيرة منها أن يصنع رؤية مستقبلية للدولة المصرية من خلال إعادة دورها الاقليمى والدولى ، ثم يطلب من المواطن الالتفاف حول هذه الرؤية ، والبدء فى العمل والإنتاج وتهيئة المناخ المناسب للارتقاء الفكرى والثقافى للمواطن ، والعمل على التحول من الفوضى العارمة التى يشهدها الشارع المصرى وكذلك فى المؤسسات الحكومية لتتحول إلى مؤسسات منتجة وليس معرقلة ومعوقة للعمل ويجب على الرئيس القادم أن يطلب من المواطنين زيادة معدلات الادخار والاستثمار ، والحد من الاستهلاك ، وأن يطالب العاملين بالدولة برقى الاخلاق فى العمل وزيادة الإنتاج ، وأن يدعو الخبراء والعلماء فى مختلف المجالات إلى العمل الجاد لتشكيل مواطن صالح فضلا عن دعوة رجال الدين إلى الخلاص فى الدعوة الدينية ، والانصراف عن النشاط السياسى ، وإعادة تشغيل المصانع للعودة فى الانتاج ثم البدء فى التصدير ، ودعوة الفلاحين إلى إعادة جودة القطن المصرى والتوسع فى زراعة القمح والأرز لسد حاجات المواطنين .
 

إننا أمالنا كبيرة فى الرئيس القادم الذى يجب عليه دعوة القطاع الخاص إلى الاستثمار الموسع فى مشروعات مبتكرة وجديدة ، ودعوة الشباب إلى الإعلاء من كفاءاتهم لكى ينافسوا أقرانهم فى السوق الدولية ، كما أن الرئيس الجديد يجب أن يضع خططا ورؤى لجذب المصريين بالخارج سواء كانوا مهاجرين أو عاملين إلى الاستثمار فى مصر كما يفعل المهاجرون الصينيون الذين بنوا النهضة الصناعية فى بلدهم كما نحتاج إلى الدعوة لتنظيف الشوارع والميادين فى كافة أنحاء القرى والمدن والاحياء ، واحترام وتقدير السائح الأجنبى بإحسان معاملته وإكرام وفادته .
 

أعلم كما يعلم الجميع أن الرئيس القادم لن تكون معه عصاه سحرية لتحقيق الآمال ولكن يجب أن يتحد الجميع لتحقيق المصالح الوطنية ووضع قيمة العمل فى موضعها الصحيح فالعمل الشريف مهما كان يجب أن يكون قيمة يقدرها الجميع ومن الضرورى أن نكون أكثر صدقا مع أنفسنا . فالرئيس يحتاج من شعب مصر الكثير مثلما يحتاج الشعب إليه وأول وأهم ما ينتظره الرئيس القادم من شعب مصر الضمير الذى يجب أن يكون اللغة التى يتحدثها الجميع كل منا فى موقعه

 

فى النفس الوقت فإنه يجب على كل قوى الشعب أن تضع برنامج عمل وطنى يتضمن الأولويات التى تحقق مصلحة الوطن ، وأن تشارك القوى صانعة الثورة فى خطة التنمية القادمة ، كما أنه يجب أن تكون لدينا قدرة الإبداع خارج الصندوق المغلق . فنحن نحتاج أن يشارك الشباب فى وضع خطة قومية لمساعدة الشعب على التطور ، وكثير من المهام التى تحتاج إلى تضافر قوى الشعب لمساندة القيادة الوطنية والقدرة على القيادة مرهون بتضافر الجهود الشعبية معها كما أنه على الرئيس القادم ألا يغفل قضايا العدالة الاجتماعية وإعادة ترتيب أوضاع الثروة والسلطة فى المجتمع لصالح الأغلبية .

 

فعلى الرئيس القادم أن يبدأ بتوزيع عدد من الأراضى الصحراوية على الشباب وأن يعيد القطاع العام لينافس نظيره الخاص ما من شأنه أن يصبح لصالح المستهلك وأن يبدأ فى تنفيذ الحدين الأدنى والأقصى للأجور ويعيد القوى العاملة ، كما أنه يجب أن يعمل على وضع نظام تأمين صحى شامل ويتمسك بمجانية التعليم فهو حق لكل مواطن ، كما أنه لابد أن يكون للرئيس مشروع قومى كبير مثل إنشاء مدن جديدة أو إنشاء مصانع قطاع عام أسوة بالمصانع التى أنشئت خلال فترة الستينيات والسبعينيات .
 

ومطلوب من الرئيس القادم أيا كان أن يتفهم طبيعة الشخصية المصرية وجغرافية هذا البلد العظيم والعبقرية وعمق تاريخها الذى يمتد لآلاف السنين ، وإذا حدث ذلك فأعتقد أنه من الممكن أن يحقق الرئيس القادم مطالب الشعب وطموحاته ، وأن ينحاز للغالبية العظمى من أبناء هذا الشعب والتى تنتمى للطبقة الوسطى بشرائحها المختلفة والفقراء ومن هم دون خط الفقر وأنه يتفهم مشاكلهم وأحلامهم وطموحاتهم وأن البرنامج قابل للتحقيق ولا ينحاز إلى رجال المال والأعمال المستغلين، وبلا شك فإن مصر تعانى من الكثير من المشاكل المستعصية على الحل والقوانين تحتاج إلى حكومة جادة تطبق هذه القوانين على الكبير قبل الصغير ، والقوى قبل الضعيف ، والغنى قبل الفقير فالكل سواسية أمام القانون كما نحن سواسية أمام الله عز وجل

 

كما من الضرورى أن يكون هناك سبل تواصل للرئيس مع أكبر قدر ممكن من القواعد الجماهيرية حتى يتم تنفيذ برنامجه الانتخابى على أرض الواقع وهذا يتطلب مصداقية بأسلوب بسيط يخدم كل فئات الشعب لتوفير مشاريع وخدمات فى مقابل أن يزيد الشعب الإنتاج ولابد أن يقف الرئيس القادم مع طموحات الشعب ومع القضايا الحيوية التى تحقق أكبر عائد مادى ومعنوى مما يؤدى إلى صدى إيجابى ، أن يكون لدى الرئيس القادم إدراك واقعى بالسياسة الداخلية والخارجية ويعرف التحديات التى تواجهه بمعنى أن الطريق ليس مفروشا بالورود وأن يكون معه فريق عمل يصنع له الواقع ومن هنا يستطيع الشعب التعاون معه لتحقيق البرنامج ..

 

إنى أريد  الا الإصلاح ما أستطعت .. وما توفيقى إلا باله عليه وتوكلت وإليه أنيب وعلى الله قصد السبيل ….

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله