Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

اهتمام الرئيس الجديد بالسياحة يساهم في عبور الأزمة الاقتصادية بقلم : جلال دويدار

اهتمام الرئيس الجديد بالسياحة يساهم في عبور الأزمة الاقتصادية

بقلم : جلال دويدار

امام الرئيس الجديد الذي سوف يختاره الشعب نهاية هذا الشهر مشكلتان أساسيتان.. الأولي تحقيق الاستقرار والثانية علي ارتباط وثيق بهذه المشكلة وهي تتعلق بالجانب الاقتصادي. حل المشكلة الاقتصادية مرهون بعودة عجلة الانتاج إلي الدوران وتوافر الثقة لدي مستثمري الداخل والخارج وهو أمر مرتبط بواقعية واستقرار القوانين. الوصول إلي حلول لهذه المشاكل يعد محورا للمضي قدما نحو بناء دولة مصر الجديدة التي في مخيلة كل مصري.

 ولان الخروج من أزمتنا الاقتصادية يحتل أولوية أولي باعتبار ما لها من تأثيرات اجتماعية وبالتالي سياسية فمن المؤكد أن يكون توفيق الرئيس الجديد في الامساك بالخيوط الصحيحة للتقدم نحو إيجاد الحلول العملية المناسبة لهذه الازمة الاقتصادية فاتحة خير لسلامة خطواتنا نحو آفاق المستقبل. لا جدوي لاي تحرك او تخطيط نحو هذا الهدف المصيري دون ان يؤمن شرفاء هذا الوطن بأهمية تجاوبهم مع كل الجهود التي تبذل علي المستوي الرسمي في معالجة تداعيات هذه الازمة الاقتصادية من كل جوانبها المالية والاجتماعية.

***
وباعتبار ان السياحة.. صناعة الأمل في مصر لها دور أساسي في إنجاح العبور بهذه الازمة نحو  بر الامان فإنها جديرة بأن تحظي بكل الاهتمام الواجب حتي تتعافي. يأتي ذلك في اطار الاعتراف بتأثيرها الذي يتسم بالوزن الثقيل في اصلاح المنظومة الاقتصادية. وحتي ندرك ضخامة هذا الدور المنوط بهذه الصناعة الواعدة التي تعتمد علي امكانات ومقومات مصر التاريخية والطبيعية.. لابد ان نتذكر ما كانت تساهم به في الناتج القومي  وفرص العمل وما تحققه فئات واسعة في المجتمع من وراء  مظلة عوائدها.

الحديث عن هذا الدور الذي قامت ويجب ان تقوم به السياحة ليس كلام فض مجالس ولكنه واقع تشهد به الارقام والاحصائيات المعلنة والموثقة. في هذا المجال سجلت الانشطة السياحية للدخل القومي في آخر احصائيات ما قبل ثورة ٢٥ يناير ١٢.٥ مليار دولار بشكل مباشر انفقها ما يقرب من ١٥ مليون سائح جاءوا اليها لقضاء اجازاتهم. هذا الرقم كان قابلا للتصاعد حيث كان متوقعا ان يصل إلي ١٥ مليار دولار  نحصل عليها من انفاق حوالي ١٨ مليون سائح في عام ٢٠١٤.

***
كل هذه الامال التي تعتمد علي واقع الامور والدراسات العلمية تحطمت نتيجة عملية التآمر علي امن واستقرار مصر بعد نجاح ثورة ٢٥ يناير. هذه التحركات التآمرية استهدفت الانحراف بهذه الثورة وقيادتها واهدافها لصالح جماعة الارهاب الاخواني وحلفائها من القوي الاجنبية التي لا تضمر أي خير لمصر. هنا أقول انه لن يبني هذا الوطن سوي سواعد ابنائه الذين عليهم الاخلاص لاهداف ومبادئ ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ وعملية تصحيحها بثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣. ليس مطلوبا منا في هذه المرحلة وما يحيط بها من صعوبات سوي ان نصبر ونكافح مؤمنين بأن الله مع كل يد تعمل وتعرق من أجل لقمة عيش شريفة وتحقيق نهضة هذا الوطن.

***
لا جدال ان ما شهدته فترة هيمنة وسيطرة الحكم الاخواني كان عنوانه الجهل وغياب الخبرة والانشغال بعملية تسريع اخونة الدولة. كان الدافع وراء هذه «اللهوجة» عدم تصديق نجاح مؤامرة تمكنها من حكم مصر والذي تم في غفلة من الزمن.

هذه الفترة من الحكم الاخواني ساهمت  في عملية الانهيار الاقتصادي والاجتماعي والسياحي. ضاعف من تأثير هذا التطور اصرار جماعة الارهاب الاخواني علي تجاهل وتهميش كل القوي السياسية حيث كانت المحصلة هروب رؤوس الاموال وتوقف الاستثمار وبالتالي تصاعد وطأة انتشار البطالة. لم يكن من مردود لكل هذا الذي جري سوي ارتفاع الاصوات داعية منددة بمن كان السبب في تقديم هذا الوطن تسليم مفتاح لجماعة الارهاب الاخواني.

اذن فإنه ليس امام الرئيس الجديد سوي العمل علي الاستعانة بكل الخبرات المخلصة والشريفة في هذا الوطن وما اكثرهم.. للمشاركة في عملية «لملمة» الاوضاع المتداعية. عليه رسم الخطط العاجلة والاجلة القائمة علي الفكر الصحيح لسرعة انتشال هذا الوطن من عثرته. وفي هذا المجال الفت النظر إلي ان تعافي السياحة يعد عنصرا مهماً في سرعة الاحساس بالعائد السريع لتحريكها.
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله