لا سياحة دون طيران . يارئيس الوزراء
بقلم : مصطفى النجار
دائما ما نردد عبارتين فى غاية الأهمية فى عالم السياحة . الأولي " لا سياحة بدون إعلام . بمعنى أن سياحة الملايين التى تتحرك فى العالم حاليا ( أكثر من مليار سائح وأكثر من تريليون دولار العام الماضى طبقا لأرقام منظمة السياحة العالمية ) . لا يمكن أن تتحرك إلا بالحملات الاعلامية والإعلانية .
العبارة الثانية . لا سياحة بدون طيران . فالطيران هو عصب السياحة والعمود الفقرى لها ولولا الطفرة الهائلة فى تكنولوجيا صناعة الطيران ما تحققت الطفرة فى السياحة فبعد أن كان العالم لا يتنقل فيه سوى نحو 25 مليون سائح سنويا عام 1950 تخطى الآن مليار سائح بفضل الطيران وتطوير المطارات كما تعترف بذلك منظمة السياحة العالمية فى أحدث تقرير لها عن السياحة والطيران .
ولعل ما حدث فى العالم فى الربع قرن الأخير من اهتمام بما تسميه السماوات المفتوحة والصراع بين شركات الطيران والدول فى محاولة فتح المطارات على مصراعيها بصرف النظر عن اتفاقيات الطيران الثنائية يؤكد رغبة جارفة من الدول فى دعم السياحة أملا فى مساندة الاقتصاد . وهو ما تنبهت اليه دول صاعدة سياحيا مثل كوريا الجنوبية التى دعمت بشكل قوى الطيران منخفض التكاليف أو نماذج أخرى مثل تركيا ودبى والمغرب التى دعمت شركات الطيران فيها بقوة من أجل دعم السياحة .
من هنا نشأ الصراع بين السياحة والطيران . أهل السياحة يقولون أنه لا أمل فى تحقيق تنمية سياحية شاملة وزيادة أعداد السائحين إلا بفتح سماوات جميع المطارات أمام جميع الشركات . وأهل الطيران يعترضون ويؤكدون على ضرورة تنفيذ الاتفاقيات الثنائية .
الطيران الذى ينقل السياحة هو المشكلة الكبرى الآن أمام قطاع السياحة فى مصر خاصة الشارتر ومنخفض التكاليف وقبله بالطبع المنتظم إذا كنا نريد رفع الأسعار وزيادة مستوى الانفاق فى مصر بجذب السائح الغنى أو الأكثر انفاقا . فلابد من خطوط منتظمة لمقاصد مصر السياحية فى الغردقة وشرم الشيخ والأقصر وأسوان .
انخفاض أسعار السياحة فى مصر يجعل مصر الآن توصف بأنها دولة رخيصة سياحيا لأن هناك زيادة فى المعروض من الغرف الفندقية ولابد من حل هذه المشكلة بتحقيق التوازن بين العرض والطلب وتوفير الطاقة الناقلة .
مشكلة مصر كدولة سياحية أن السياحة التى تأتى اليها لا سبيل أمامها إلى الطيران فلسنا مثل فرنسا أو أسبانيا ينتقل اليها السائح بوسائل عديدة . والأرقام تقول إن 90 ٪ وأكثر من السياحة التى تأتى إلى مصر بالطيران ولذلك كله .
الحديث لا ينقطع بين أهل السياحة عن ضرورة حل جميع مشكلات الطيران سواء من الدول العربية أو الأجنبية سواء بدعم إنشاء شركات طيران خاص قوية أو تدعيم الشارتر أو منخفض التكاليف .
إذا كنا نرغب فى تحقيق طفرة سياحة مثل تركيا التى وصلت العام الماضى إلى نحو 31 مليون سائح فلا سبيل أمامنا إلا حل مشكلة الطيران .
نعم إن حماية الشركة الوطنية واجبة رغم خسائرها التى اقتربت من 10 مليار جنيه منذ ثورة 25 يناير ، ولكن مصلحة الاقتصاد القومى والسياحة والتنمية تقتضى البحث عن حلول . شركة الطيران التركية الوطنية الآن لديها 195 طائرة وتصل إلى أكثر من 200 مدينة فى العالم . أما نحن فلا نصل إلا لأقل من نصف هذه الأرقام بكثير ( 72 طائرة و 80 نقطة تقريبا ) .
لا سبيل أمامنا إلا اقتحام هذه المشكلة . فلا سياحة دون طيران . لابد أن تعقد اجتماعات جادة بين هشام زعزوع وزير السياحة وحسام كمال وزير الطيران المدنى مع خبراء ومتخصصين يضعون خطة للمستقبل . التعاون اصبح مطلبا قوميا بين القطاعين بما يحقق مصلحة الاقتصاد القومى وليس طرفا على حساب الآخر وعلى حساب المصلحة العامة .
سنوات طويلة من الحوار بين الوزراء ولا تحسم القضية .
وأعتقد أن هذه القضية تستحق أن يهتم بها المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء ليس من باب تقاعس الوزراء المتتالين للسياحة والطيران عن حل المشكلة ولكن من باب أن كل طرف ينظر إلى مصلحته فقط . فربما يكون رئيس الوزراء قادرا على النظر للقضية من منظور أوسع . فلا يمكن أن نستمر فى بناء فنادق وتنمية سياحية . ولا نجد طيرانا لنقل السياح وليس هذا تقليلا من دور شركتنا الوطنية ولكنه توصيف للواقع .
إنه الطيران أولا وأخيرا إذا كنا نريد سياحة يا رئيس الوزراء !
– رسائل عاجلة :
– المستشار شريف إسماعيل المستشار القانونى لوزير السياحة ! ياعزيزى بعد أزمة لائحة الغرف السياحية أقول لك . لا أحد يمتلك الحقيقة . فلحقيقة وجوه كثيرة . المهم أن نتقبل الرأى الآخر !
– الخبير الفندقى على عبدالعزيز : خبرة وطاقة فندقية كبيرة خسرتها الحكومة . ويبدع الآن فى القطاع الخاص .
– المستثمر السياحى ناصر عبداللطيف : إصرارك على البيع بأسعار مرتفعة وتقدم خدمات فاخرة بفنادقك وحملاتك الاعلانية المتميزة فى الصحافة العالمية . وتعاقدك مع شركات إدارة عالمية لمشروعك العملاق الجديد فى شرم الشيخ ( 4 فنادق – 2500 غرفة ) إضافة للسياحة المصرية تستحق الاحترام والتقدير .
– المكاتب السياحية المصرية بالخارج : طبقا لأخر كلام لوزير السياحة . حان وقت التغيير !