السياحة المترفة
بقلم: ابراهيم الذهلى
منذ سنوات ظهر مصطلح جديد في عالم السياحة، وهو السياحة المترفة أو الفاخرة، أو سياحة الأثرياء.
ربما ظهر هذا المصطلح في البداية على استحياء، فقد كان من الصعب تصور أن يدفع السائح مبالغ مالية طائلة مقابل رحلة سياحية، من الممكن أن يقوم بمثلها أقل ترفاً وأرخص بعشرات المرات.
ولكن الإقبال بدأ يتزايد على هذا النوع من السياحة، حتى وضع اسمه كقطاع سياحي مهم على مستوى العالم، وبدأت السياحة الفاخرة تشهد إقبالاً ملحوظاً ليس على وجهات سياحية معينة معروفة بهذا النوع من السياحة، ولكن في كل الوجهات السياحية التي تمتلك مقومات هذا النوع من السياحة.
في وقت من الأوقات كان شغف السائح أن يذهب إلى المناطق البدائية، التي لم تدخلها الحضارة والتمدن، ولكن يبدو أن الأمر يتغير، وأصبح السائح الثري يبحث عن الرفاهية المطلقة، والاستمتاع بمباهج الحياة المدللة لقضاء إجازة فاخرة، بعد عمل دائم وبذل مجهود كبير في العمل وتحقيق الأرباح.
بات السائح الثري يرى أن من حقه أن ينفق مبالغ من الأموال التي يجنيها، للحصول على أعلى درجات الرفاهية في أيام إجازته القصيرة.
الغريب وعلى عكس التوقعات أن السياحة الفاخرة في نمو متزايد بشكل كبير، وتحقق أرباحاً في صناعة السياحة تتجاوز المليارات، صحيح أنها تحتاج إلى استثمارات كبيرة، ولكن العائد على هذه الاستثمارات كبير أيضاً.
والتقارير تؤكد أن السياحة الفاخرة تحقق نمواً سنوياً ما بين 3 إلى 4 بالمئة، وأنها في طريقها إلى الزيادة خلال السنوات القادمة، وأن عدد من يبحثون عن هذا النوع من السياحة يتزايدون أيضاً، خاصة مع تطور الميزات التي يحصلون عليها مقابل ما يدفعونه من أموال، ومع اتساع رقعة المنافسة حول العالم.
ويبدو أن الأفكار في هذا القطاع تتطور أيضاً، فقد أعلنت مجموعة فندقية شهيرة حول العالم، عن إطلاق طائرة خاصة تحمل اسمها، كأول طائرة تابعة لمجموعة فندقية، لتحمل العملاء الأثرياء من مدينة إلى أخرى ليتنقلوا بين فنادقها بأناقة وفخامة في الأجواء.
في السابق أطلقت شركات طيران فنادق خاصة بها، ولكن الآن الفنادق ستطلق شركات طيران خاصة بها، في سابقة هي الأولى من نوعها، تدلل على مدى انتشار السياحة الفاخرة أو المترفة على مستوى العالم ونموها.
بلا شك، فالإمارات على خريطة هذا القطاع بما تملكه من عدة فنادق فاخرة، وبما تملكه أيضاً من تطور في قطاع الطيران والمطارات، كما أنها وجهة قادرة على استيعاب هذا النوع من السياحة، بما تملكه من مميزات عامة وبنية حديثة يمكنها أن تواكب هذه التغيرات السريعة.
وفي الحقيقة نلاحظ بشكل كبير أن لنا حصة ليست بالقليلة من السياحة المترفة، وهي بالفعل تحقق عائدات كبيرة، ولكن في ظل هذه الإغراءات، علينا ألا ننسى أن هناك قطاعات أخرى مهمة في صناعة السياحة..
وحياكم الله..
نقلا عن الاتحاد