الكويتيون ينفقون 30 مليار دولار على السياحة الخارجية سنوياً
الكويت " المسلة " … ينفق الكويتيون 30 مليار دولار سنوياً على السياحة الخارجية، بحسب القائمين على معرض سوق الكويت للسفر الذي انطلقت فعالياته أمس في أرض المعارض بمشاركة 8 دول وأكثر من 62 شركة. ولا يمكن لزائر معرض سوق الكويت للسفر سوى ملاحظة الجناح الضخم الذي احتلته المملكة العربية السعودية، متمثلة بالهيئة العامة للسياحة والتي وصفها وكيل وزارة الاعلام صلاح المباركي بـ «المشاركة الضخمة والمميزة جداً».
وقال المباركي ان مشاركة المملكة في المعرض فاعلة جداً كما أن عدد المشاركين كبير من حيث العدد والحجم والقيمة وهو ما يؤكد على عمق العلاقات الاستراتيجية والاخوية المتبادلة بين المملكة والكويت. وأضاف المباركي على هامش افتتاحه فعاليات معرض سوق الكويت للسفر الذي أقيم تحت رعاية وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح في أرض المعارض أمس «هناك أهمية بالغة للسياحة البينية في دول الخليج، الأمر الذي يعزز الحاجة إلى وجود معارض مشتركة تجمع الأخوة والأشقاء تحت مظلة واحدة».
وشدد خلال جولته على أنغام الموسيقى التقليدية الكويتية على «اهتمام وزارة الاعلام بتنشيط حركة السياحة الداخلية ودعم كافة التوجهات السياحية البناءة وتعزيز الشراكة بين الدول الخليجية والدول العربية والأحنبية في هذا المجال». ولفت الى ان وزارة الإعلام لديها خطط مستقبلية تقوم على التنسيق بين مؤسسات ووزارات الدولة المختلفة وبالتحديد مع وزارة التجارة والصناعة بغرض تنشيط السياحة الداخلية ودعم التعاون بين دول الخليج في هذا الجانب. وقال «هناك تعاون بين وزارة الاعلام والمجلس الوطني للثقافة والعلوم والآداب باشراف وزير الإعلام لدعم السياحة الداخلية في الكويت، ونتمنى ان تلقى هذه الجهود صدى كبيراً في المستقبل».
وحول الاستثمار في هذا القطاع، قال: «الجهة المعنية بالسياحة الداخلية هي شركة المشروعات السياحية، وهي تتلقى دعماً حكومياً جيداً وتمتلك مساحة كبيرة من الواجهة البحرية، ولديها في هذا الإطار خطط كبيرة لتفعيل السياحة الداخلية، وسيتم قريباً إعادة افتتاح أبراج الكويت، وهو مقصد سياحي مهم جداً». وعن دور وزارة الاعلام في الدفع باتجاه مزيد من القوانين والتشريعات الداعمة للسياحة المحلية قال المباركي: «لا نتوقف أبداً عن دعم السياحة عبر المطالبة بقوانين فاعلة، ودعم كافة الأنشطة السياحية أو الثقافية.
ارتباط تاريخي
ومن جهته قال وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود الصباح في كلمة مكتوبة وجهها للمعرض ان «السفر والتنقل خارج الحدود يمثل مرتكزاً تاريخياً ارتبط بحياة الكويتيين منذ القدم، فكانت التجارة البحرية الكويتية مصدراً رئيسياً للاقتصاد الكويتي في عصور ما قبل النفط، وجابت السفن التجارية الكويتية البحار والمحيطات، ووطئت أقدام الآباء والأجداد أراضي لم يكن الوصول اليها آنذاك بالشيء اليسير، فقدموا نماذج مضئية للإنسان الكويتي بعاداته وتقاليده العربية الأصلية، وأفكاره المتألقة تطوراً».
وتابع «كان لرحلات الكويتيين الخارجية وخبراتهم الواسعة، الأثر الكبير في تطور مناحي الحياة بالدولة على مختلف الأصعدة، ولأن الكويت الآن واحدة من أكبر الدول المصدرة للسياحة في المنطقة، فإن كل سائح كويتي أينما حل فهو بمثابة سفير شعبي للكويت ينقل تطور ونهضة البلاد ومعاصرتها الى شعوب العالم».
62 شركة مشاركة
وانطلق المعرض بحلة جديدة، في ظل التعاون بين شركة معرض الكويت الدولي وشركة ليدرز جروب للاستشارات والتطوير في تنظيم وتسويق المعرض. ويشارك في المعرض 8 دول وهي سلوفاكيا ومصر والأردن وتركيا وتايلند وأندونيسيا وبريطانيا ويوغسلافيا، وأكثر من 62 شركة، لأول مرة منذ انطلاقه وحضور جمهور كبير من رجال الأعمال والديبلوماسيين، وأصحاب الشركات والمهتمين بقطاعات السياحة والسفر.
ويشهد المعرض تقديم عدد من العروض الحصرية والتخفيضات الكبيرة داخل الأجنحة المشاركة بموازاة تنظيم مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية على مدى أيام المعرض الثلاثة.
دعم إضافي
في سياق متصل، قالت مدير عام شركة ليدرز جروب للاستشارات والتطوير نبيلة العنجري ان «السياحة تعتبر مشروعا قوميا ذا أهمية قصوى لاقتصاديات الدول، حيث تعتبر واحدة من أهم موارد الدخل القومي للدولة، وتأتي اهميتها من كونها صناعة تحرك أكثر من 35 قطاعاً».
وتابعت: «ذللت الجهات الحكومية الكويتية الكثير من العقبات أمام عقد هذا المعرض، لكننا نحتاج الى المزيد من القرارات الداعمة لقطاع السياحة المحلية، ومنها على سبيل المثال قرار انشاء الهيئة العامة للسياحة، كما نتطلع الى اعطاء دور أكبر للقطاع الخاص المحلي ليساهم بدور فاعل في العملية التنموية».
وطالبت بفتح المجال امام المشروعات السياحية وعلى رأسها الفنادق موضحة ان «الكويتيين ينفقون ما يقارب 30 مليار دولار سنويا على السياحة الخارجية. ففي حال تم استغلال والاهتمام بالمناطق السياحية الداخلية لوفرنا كثيراً من هذا المبلغ». ووجهت العنجري دعوة الى الحكومة قائلة «آن الاوان ان ندفع باتجاه تنشيط الحركة السياحية المحلية وان يعطى القطاع الخاص فرصته ومجاله للتطوير».
واثنت على المشاركة السعودية في المعرض مبينة ان السائح الكويتي يفضل الاماكن ذات الخدمات العالية ومن تلك الأماكن السعودية التي تتميز بالسياحة الدينية والعائلية بالكثير من التطور والمواكبة لاحتياجات كافة السوق سواء على مستوى الفنادق او الشقق الفندقية او الاسواق. وتوقعت العنجري دخول العديد من المستثمرين الكويتيين الى سوق السياحة السعودي في الفترة المقبلة، مشيرة الى ان هذا المعرض الحالي ليس فرصة لجذب السائحين فقط، وإنما يشكل فرصة لجذب المستثمرين في مجال السياحة.
ترابط قوي
من جهته، عبر السفير السعودي في الكويت عبد العزيز بن ابراهيم الفايز، عن سعادته بحضور حفل الافتتاح ولا سيّما في ظل التطور الكبير الذي شهده قطاع السياحة في المملكة. وتوجه بالشكر إلى القائمين على الجناح السعودي والمشاركين، مؤكداً ان ذلك ينعكس على زيادة حركة التواصل السياحي بين المملكة والكويت، إذ يزور السعودية أكثر من مليون زائر كويتي وأعداد مماثلة أو أكثر من السعوديين يزورون الكويت سنوياً. وأشار إلى ان السياحة البينية بين المملكة والكويت عامل مهم من عوامل الترابط بين الدولتين الشقيقتين.
وفي الجناح المخصص لمصر، تؤكد إيمان كامل من منظمة السياحة العربية أن الهدف من المشاركة اليوم «يأتي «لنقول للكويتيين عودوا إلى مصر لقد اشتقنا إليكم، ونحن هنا لنطمئنكم أن الأوضاع ستعود آمنة من جديد». وتابعت «لقد تأثرت مصر كثيراً بالاضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد أخيراً، ولكن الأوضاع قد بدأت بالتحسن وستتحسن أكثر بعد إتمام الانتخابات في شهر يونيو».
وتمثلت السياحة العلاجية بمنصة خاصة لمستشفى بانكوك، حيث أكد مستشار الرئيس التنفيذي للمستشفى عقيل بوشيكا إلى أنه «خلال السنوات الثلاث الماضية ارتفع عدد المرضى الذين يقصدون المستشفى من الدول الخليجية بشكل كبير، إذ استقبلنا نحو 22 ألف مريض كويتي خلال 2013. وحلّ المرضى الكويتيون في المركز الثاني بعد المرضى الإماراتيين الذين بلغ عددهم 27 ألفاً».
وأضاف «يتراوح معدل النمو ما بين 9 و 12 في المئة سنوياً على مستوى الخليج. فالطبابة في بانكوك تتميز بخدمتها الراقية واهتمامها براحة المريض، فضلاً عن الأسعار التي تصل إلى نحو 30 إلى 40 في المئة من أسعار الطبابة في أوروبا، وهي أدنى بكثير من الطبابة في الخليج».
وفي الجناح المخصص لوزارة الصناعة والتجارة كان للمهن الحرفية وجود بارز من خلال بعض الزوايا التي حملت منتجات حرفيين كويتيين يؤكدون على بقاء المهنة واستمراراها، إذ شدد أحد حرفيي المسابح أن مشاركته اليوم مهمة جداً من أجل عرض خبرته في هذا المجال فالإقبال «كبير جداً» على حد قوله سواء داخل الكويت وخارجها. كما أن المهن الحرفية «مستمرة في الكويت وهي رائجة جداً»، ولكن المطلوب تشكيل جمعية للحرفيين تضمن اجتماعهم في مكان واحد.