بالجهاد لا السياحة تحرر القدس
بقلم : أحمد الزرقان
بدعوة من لجنة فلسطين النيابية وجامعة العلوم الإسلامية وبالتعاون مع البرلمان العربي؛ يُعقد في عمان مؤتمر تحت عنوان(الطريق إلى القدس) في 28-30/4/2014م، وكان للسلطة الفلسطينية دور بارز في هذا المؤتمر ولمجموعة من المطبعين مع العدو الصهيوني لكي يغطوا على سلوكهم التطبيعي ومصالحهم التجارية مع العدو الغاصب المحتل.
فعندما تلتقي هذه الأطراف سلطة أوسلوا التي تنازلت عن كل شيء للعدو الصهيوني وجعلت مهمتها المفاوضات لأجل المفاوضات حتى وصل الاستهتار بالشعب الفلسطيني أن يُخرِج صاحب ملف المفاوضات صائب عريقات كتاب (الحياة مفاوضات) فهذه المفاوضات العبثية هي تغطية على جرائم العدو واستمراره بقضم الأرض وبناء المستوطنات وتهويد الأقصى.
والطرف الثاني هم أصحاب العلاقات التطبيعية السياسية والاقتصادية من الأردن والذين جعلوا مصالحهم الخاصة وتجارتهم أهم من الأرض والعرض والمقدسات وسعوا بقوة لهذا المؤتمر لكي يبرروا خذلانهم لهذه القضية المقدسة.
والمبتغى من هذا المؤتمر هو شرعنة ما يسمى بـ (السياحة الدينية) للمقدسات من مجموعة من يسمون بعلماء السلطان وعلى رأسهم علي جمعة، الذي أفتى بقتل المسلمين الركَّع السجود في رابعة العدوية في شهر رمضان بحجة الاعتراض على سلطان الانقلابيين من الجيش المصري! فهل يؤمن هؤلاء على المقدسات بعد أن أباحوا دماء المسلمين الأتقياء الأنقياء الأبرياء.
إن أخذ تأشيرة من سلطات العدو الصيهوني لزيارة المقدسات هو إعطاء للشرعية للاحتلال والاعتراف بدولته المجرمة والخضوع لأنظمتها وقوانينها، وما عساه أن يفعل من يقوم بالسياحة لبضع ساعات للأقصى بينما يُمنع أبناء فلسطين من الصلاة فيه ويُحرم كل من هو دون سن الخمسين من الوصول للأقصى لأداء العبادة فيه.
إن شرعنة السياحة للقدس مع استمرار الصهاينة بالانتهاكات والتدنيس لحرمة المسجد الأقصى يومياً والاستمرار بسلب أراضي القدس ومصادرتها وبناء المستوطنات، والتنكيل والقتل لأهلنا في الضفة، حتى ومنع أهلنا من (48) من الوصول إلى القدس ما هو إلا تشجيع لهذا العدو المجرم للاستمرار بسياسته الإجرامية بحق المقدسات وأهلنا في فلسطين.
ولكن أين هي الولاية الدينية للأردن لحماية القدس والمقدسات فقد كانت أحد بنود اتفاقية وادي عربة المشؤومة، ثم عززت مرة أخرى بتفويض السلطة للأردن بالولاية الدينية على المقدسات، ولكن النظام والحكومة الأردنية يلوذون إلى طرق مشوهة من التطبيع الذي يفك الحصار عن هذا العدو المجرم ولا يمارسون السياسات الجادة في الضغط على العدو من وقف الاعتداء على المقدسات وإهانة أهلنا وحصارهم من أداء الصلوات بالمسجد الأقصى، ولو كان الأردن جاداً في الضغط على العدو فإن بيده خيارات كثيرة منها مقاطعة العدو تجارياً ووقف كل أشكال التطبيع الاقتصادي والسياسي، ومنها طرد السفير اليهودي واستدعاء السفير الأردني، ومنها إلغاء معاهدة وادي عربة المشؤومة، ومنها جمع الدول العربية والإسلامية للضغط على العدو الصهيوني وحليفته أمريكا سياسياً ودبلوماسياً واقتصادياً لوقف هذا الاستهتار الصهيوني بالأمة العربية والإسلامية.
إن الطريق لحماية القدس والمقدسات بالجهاد ودعم حركات المقاومة التي تقف شوكة في حلق العدو، وسهماً في خاصرته حتى لا يمضي بمخططاته الجهنمية في التهويد وتدنيس المقدسات وبناء المستعمرات، وليس بالسياحة الدينية التطبيعية التي تشرعن العلاقات المحرمة مع هذا العدو الصهيوني المحتل المغتصب الذي يمارس كل أنواع الإجرام والقتل والاغتصاب بحق الإنسان الفلسطيني والأرض المقدسة.
نقلا عن السبيل