مزيد من الاهتمام ياسادة بسياحة العلاج والنقاهة والاستشفاء
بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريين … أصبح معروفا علي الساحة الدولية أن حركة السفر والسياحة التي تجاوزت أرقامها المليار سائح وفقا لاحصائية منظمة السياحة العالمية عن عام ٣١٠٢ لم تعد وقفا علي تلك النوعيات التي تعارفنا عليها. الشيء اللافت للنظر ان المستجدات والمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية أدت الي تسليط الاضواء علي نوعيات جديدة من النشاط السياحي نتيجة ما أصبحت تستحوذه من اهتمام إضافة الي العائد الاقتصادي المرتفع. في هذا الاطار لم تعد السياحة التقليدية مثارا لاهتمام الكثير من الدول السياحية خاصة التي تملك مقومات تقديم هذه النوعيات الجديدة من السياحة. يأتي في مقدمة هذه الانشطة المجزية اقتصاديا.. سياحة الاستشفاء والنقاهة التي اصبحت حرفة رابحة في كثير من دول العالم. هذه النوعية السياحة تتميز الي جانب عائدها الكبير بارتفاع معدلات إقامة زبائنها وهو ما يعد عاملا إضافيا لزيادة هذا العائد.
***
تناول هذه الجزئية المهمة من مستجدات النشاط السياحي يقودنا الي ما تتمتع به مصر المحروسة من امكانات ومقومات يمكن ان تجعلها في مقدمة مصاف دول العالم في هذا المجال. ان سندنا في ذلك ما حبا الله به مصر من طقس وموارد طبيعية تزخر بها أرضها لتجعل منها شفاء وراحة للنفس البشرية، أتي علي رأس هذه المقومات تلك الشمس التي تعد بإشعاعاتها علاجا شافيا لكثير من الامراض. يضاف الي ذلك ما تزخر به رمال أرضها من عناصر تسهم في علاج الكثير من الامراض التي تعاني منها شعوب المناطق الثلجية والباردة الذين هم من رواد سياحة الاستشفاء والنقاهة. انهم ينفقون علي القيام بهذه الرحلات مليارات ومليارات من الدولارات تقوم بدفع جانب منها حكوماتهم في إطار برامج التأمين الصحي.
***
وفي مجال رحلات العلاج من الامراض فإن مصر تملك ومن خلال موقعها الجغرافي وما يتوافر لها من تقدم طبي ان تقدم هذه الخدمات للمجتمعات المحيطة بها عربيا وأفريقيا. انه لا ينقصها بناء علي تجارب ناجحة لها في الماضي، سوي اعطاء المزيد من الاهتمام والمتابعة والرقابة علي منشآتها العلاجية حتي تستعيد ما كانت تتمتع به من شهرة سابقة. وأذكر بهذه المناسبة تلك الهيئة التي كان يتولي رئاستها ويشرف عليها الدكتور حاتم الجبلي قبل ان تسند إليه مسئولية وزارة الصحة.. لا جدال لكي تستعيد مصر مكانتها في سياحة العلاج مطالبون ان نقوم بإحياء هذه الهيئة من جديد خاصة بعد ان اصبحت لدينا الكثير من المنشآت الطبية التي لا تحتاج سوي ابداء المزيد من الاهتمام المهني وعمليات الترويج والتسويق المنظم.
من المؤكد ان الاهتمام بالتعاون والتنسيق بين وزارة السياحة واجهزتها العامة والخاصة ووزارة الصحة ونقابة الاطباء المصرية يمكن ان نحقق نتائج باهرة في هذا المجال.
***
من ناحية أخري واذا كنا نسعي حاليا لاحياء حركة السياحة الي مناطقنا الثقافية التي تعد من أهم مراكز التراث الاثري الانساني الي الاقصر وأسوان.. فانه لابد في نفس الوقت من استثمار الامكانيات المتوافرة في هذين المقصدين لعملية الترويج لسياحة الاستشفاء والنقاهة. كل المعلومات تؤكد ملاءمة هاتين المنطقتين بجدارة لاستقبال السياح الساعين الي الاستشفاء والنقاهة الي جانب الاستمتاع بمشاهدة اعظم الآثار الانسانية العالمية.. ان ما يميز هاتين المنطقتين وجود العديد من الفنادق الجاهزة لتقديم الخدمات لهؤلاء السياح علي أعلي مستوي. إن ما ينقصها تزويدها بمراكز الاستشفاء المتخصصة المتعلقة ببعض الجوانب الصحية.
***
ان ما يخدمنا في ممارسة هذا النشاط اننا لن نبدأ من فراغ حيث كانت لنا هناك تجارب ناجحة من قبل خاصة بالنسبة لسياحة الشمال الاوروبي وفي هذا الشأن لابد ان تعود بنا الذاكرة الي مدينة سفاجا بالبحر الاحمر والتي توجد فيها مراكز نقاهة واستشفاء لاقت شهرة عالمية. أحد هذه المراكز انشأها رجل السياحة التاريخي محمد لهيطة ـ رحمه الله ـ وهو مازال يعمل حتي الآن. ليس هناك ما يجب ان يقال بشأن هذه النوعيات السياحية الايجابية اقتصاديا سوي مطالبة وزارة السياحة بالتحرك لإنعاش هذا النشاط في إطار سعيها لزيادة الدخل السياحي للدولة المصرية.