Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

البيض الملون باقة أمنيات المصريين مع شروق شمس عيد الربيع

البيض الملون باقة أمنيات المصريين مع شروق شمس عيد الربيع
 

بقلم الخبير الاثرى د. عبدالرحيم ريحان

 
احتفل قدماء المصريين بعيد شم النسيم فى الليلة الأولى أو ليلية الرؤيا بالاحتفالات الدينية ثم يتحول مع شروق الشمس إلى عيدا شعبيا تشترك فيه كل طوائف الشعب ويشارك الفرعون وكبار رجال الدولة الشعب فى أفراحه باعتبار شم النسيم هو العيد الذى تبعث فيه الحياة ويتجدد النبات وتنشط الكائنات وتحمل نسمة الربيع رسالة ميلاد الطبيعة بما تحمله من أريج البراعم النامية وعبير الزهور المتفتحة وذلك طبقا لما جاء فى كتاب لغز الحضارة المصرية للدكتور سيد كريم
 

 
وكان قدماء المصريين يخرجون إلى الحدائق والحقول والمتنزهات لاستقبال الشمس عند شروقها يحملون معهم أدوات اللعب للأطفال والآلات الموسيقية وتتزين الفتيات بعقود الياسمين وهى زهور الربيع ويحمل الأطفال زعف النخيل المزين بالألوان والزهور ويمرح الجميع على أنغام الناى والمزمار والقيثار ودقات الدفوف تصاحبها الأناشيد والأغانى الخاصة بعيد الربيع كما تجرى المباريات الرياضية والحفلات التمثيلية وكانت صفحة النيل تمتلئ بالقوارب التى تزينها الزهور وغصون الأشجار المثمرة وقد نقشت على أشرعتها كلمات الترحيب والتهنئة بعيد الربيع وتقام الحفلات والندوات فى الميادين والأماكن العامة والأحياء
 

 
استقبال العيد
وقد حددوا عيد الربيع بميعاد الانقلاب الربيعى وهو اليوم الذى يتساوى فيه الليل والنهار وقت حلول الشمس فى برج الحمل يوم 25 من شهر برمهات وكانوا يتصورون أن هذا اليوم هو بدء الخلق وكانول يحتفلون بالإعلان عن ذلك اليوم بليلة الرؤيا حيث يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم الأكبر فى الساعة السادسة من ذلك اليوم حين يظهر قرص الشمس قبل الغروب وخلال دقائق محدودة وكأنه يجلس فوق قمة الهرم وكان يشطر ضوء الشمس وظلالها واجهة الهرم إلى شطرين وهى الرؤيا الخاصة بعيد شمو أى بعث الحياة والذى احتفل به المصرى القديم منذ عام 2700 ق . م . فى أواخر الأسرة الثالثة ويرى بعض المؤرخين أن الاحتفال به كان معروفا ضمن أعياد هيليوبوليس ومدينة أون وكانوا يحتفلون به فى عصر ما قبل الأسرات
 

 
عيد مصرى قديم
هذا العيد هو عيد مصرى قديم وقد نقل بنى إسرائيل هذا الاحتفال عن قدماء المصريين حين خرجوا من مصر مع نبى الله موسى عليه السلام واختاروا هذا اليوم بالذات للخروج حتى لا يلفت انتباه المصريين مع انشغالهم بهذا اليوم العظيم فى حياتهم واحتفل اليهود بهذا اليوم وأطلقوا عليه عيد الفصح وهى كلمة عبرية معناها الخروج أو العبور واعتبروا هذا اليوم يوم بدء الخلق عند المصريين رأسا للسنة العبرية الدينية تيمنا بنجاتهم فى ذلك اليوم رمزا لبدء حياتهم الجديدة ثم انتقل عيد الفصح بعد ذلك إلى المسيحية لموافقته بالصدفة مع عيد القيامة ولما دخلت المسيحية مصر أصبح عيد القيامة يلازم عيد شمو ويقع دائما يوم الإثنين وهو اليوم التالى لعيد الفصح أو عيد القيامة
 

 
البيض الملون
ارتبط عيد شم النسيم بأكلات معينة ارتبطت بفكر حضارى راقى للمصريين القدماء يتوافق مع طبيعة هذا العيد ومنها البيض الملون والذى أطلق عليه الأوروبيون بيض الشرق وهو يرمز لخلق الحياة كما ورد فى متون كتاب الموتى وأناشيد إخناتون " الله وحده لا شريك له خلق الحياة من الجماد فأخرج الكتكوت من البيضة " وارتبطت فكرة نقش البيض وزخرفته باعتبار ليلة العيد هى ليلة تحقيق الأمنيات فكانوا ينقشون دعواتهم وأمنياتهم على البيض ويضعوها فى سلال من سعف النخيل الأخضر ويتركونها فى شرفات المنازل والنوافذ ويعلقونها على أشجار الحدائق حتى تتلقى البركات عند شروق الشمس فتتحقق أمنياتهم
 

 
السمك المملح والبصل
بخصوص الفسيخ والسمك المملح فقد بدأ استخدامه من الأسرة الخامسة مع تقديس النيل نهر الحياة الذى ورد فى متونه المقدسة أن الحياة فى الأرض بدأت فى الماء ويعبر عنها السمك الذى تحمله مياه النيل من الجنة وكان السمك المملح يوصف للوقاية والعلاج من بعض أنواع حمى الربيع أما البصل فقد ارتبط بأسطورة شهيرة من أساطير منف القديمة حيث كان لأحد ملوك مصر طفل وحيد مرض مرضا خطيرا وقد عالجه الكاهن الأكبر لمعبد آمون بطيبة بثمرة بصل وضعت تحت رأس الأمير فى فراشه عند غروب الشمس وقام بشقها إلى نصفين عند الشروق ووضعها فوق أنفه ليستنشقها فشفى الأمير وطلب منه وضع حزم من أعواد البصل الأخضر الطازج على أبواب الغرفة وبوابات القصر لطرد الأرواح الشريرة وما زالت هذه العادات متبعة حتى اليوم خصوصا فى صعيد مصر
 

 
الخس والملانة
أما الخس فارتبط فى مصر القديمة بالمعبود " من " معبود التناسل ولقد أثبت العلماء وجود فيتامين ه فى الخس وعلاقته بالخصوبة والقوة الحيوية وكان الخس من النباتات المفضلة والتى يعلن نضجها ونموها عن قدوم الربيع وظهر فى سلال القرابين بورقه الأخضر الطويل ابتداءا من الأسرة الرابعة وأما الملانة وهى ثمرة الحمص الأخضر وقد أطلق عليها المصرى القديم ( حور – بيك ) أى رأس الصقر لشكل الثمرة التى تشبه رأس حور الصقر المقدس وقد وصفت البرديات الطبية ما يحتوى عليه الحمص من عناصر تستخدم فى علاج المثانة والكبد والكلى وما يحويه عصائر حباته الخضراء وهى الملانة من مواد تقى الأطفال من أمراض الربيع وكانوا يعتبرون نضج الثمرة وامتلاءها إعلانا عن ميلاد الربيع وهو ما أخذ منه اسم الملانة

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله