Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

أنقذوا السياحة في الأردن بقلم : نضال منصور

أنقذوا السياحة في الأردن

 

بقلم : نضال منصور

الصيف على الأبواب، وكلما اقترب انشغلنا في التفكير بالسياحة بالأردن، وهل نتجاوز هذا العام مرحلة الخطر، فنحن البلد الأكثر استقراراً وأمناً بين دول الإقليم، وما من ملاذ للسياحة الخليجية سوى عمان، لتحط رحالهم بها؟!

في الأيام الماضية كانت لي فرصة للقاء النائب أمجد المسلماني رئيس لجنة السياحة والآثار، وقبلها اجتمعت مع مدير هيئة تنشيط السياحة الدكتور عبد الرزاق عربيات، وخلال اللقاءين استمعت للتحديات والتطلعات والشجون التي تواجه قطاع السياحة، بعض الأفكار نسمعها منذ سنوات ولا تنفذ ولا نعرف لماذا، وأخرى جديدة وآن الأوان لتطبيقها لنضع الأردن على الخريطة السياحية؟!

لا جديد حينما نقول بأن السياحة بترول الأردن المهدور، وبأننا نملك ثروة وطنية غير مستغلة، إما بسبب غياب التخطيط، أو لقصور الرؤية، أو لضعف الإرادة لتحقيق التوجهات.

مشاكل بسيطة لا تحتاج إلى معجزات، ومع ذلك فنحن لم نجد حلولاً لها؛ فمثلاً أخبرني المسلماني أنه لا توجد باصات للنقل السياحي تغطي الحاجة، وبأنهم استنجدوا بوزير السياحة الأسبوع الماضي ليجد لهم باصات تقل "مجموعات سياحية".

هذه المشكلة نسمع بها منذ سنوات، وسببها حسب رأي شركات سياحية هو احتكار قطاع النقل السياحي، والحل بالسماح لمكاتب السياحة والسفر باقتناء وسائط نقل سياحية، ضمن مواصفات وشروط لها علاقة بمعدل عدد الغرف الفندقية التي تبيعها الشركة السياحية سنوياً.

هذه المشكلة في ضعف "النقل السياحي" تقودنا إلى أهمية وجود باصات سياحية تتحرك ضمن خطة مبرمجة يومياً إلى كل المواقع السياحية في الأردن، وهذا ما نراه حين نسافر إلى دول  العالم المختلفة؛ فمن خلال الفندق الذي تقيم فيه أو الانترنت تستطيع أن تحجز رحلتك بيسر وسهولة. وقد أحسن عمدة عمان عقل بلتاجي حين أعلن عن باصات طابقين مكشوفة ستبدأ بعمل جولات سياحية في عمان، فالباص الأحمر السياحي علامة لا يمكن أن تنسى من الذاكرة لكل من يزور لندن.

أبعد من ذلك فإن هيئة تنشيط السياحة وجمعية وكلاء السياحة ولجنة السياحة في البرلمان يناقشون مع الحكومة وكل الأطراف أثر الضرائب المرتفعة في المطارات على شركات الطيران، وأن تخفيضها بشكل ملموس، أو إلغاءها يحقق فوائد مالية للخزينة وللمطارات بشكل أفضل وأكبر، خاصة حين تزداد عدد الرحلات والمسافرين.

حسب المعلومات فإن قراراً اتخذ بتخفيض وإلغاء هذه الضرائب في مطار العقبة، خاصة لشركات الطيران الجديدة التي تبدأ برحلات مبرمجة للأردن، وإن قراراً يدرس لاعتماد نفس المبدأ في مطار ماركا، ومفاوضات تجرى مع الشركة الفرنسية لمطار الملكة علياء.

هواجس قطاع السياحة متعددة، ومن أبرز المعوقات قضية التأشيرات، فهناك مطالبة بتأسيس موقع إلكتروني لمنح التأشيرات للسياحة، خاصة ممن يعتبرون جنسيات مقيدة، في دعوة لفتح التأشيرات من المطار وعبر الإنترنت للجميع ودون استثناء، وإيضاً إعفاء ركاب الترانزيت من رسوم التأشيرات لزيارة المواقع الأثرية.

والقصة بسيطة جداً؛ هناك ركاب ترانزيت يمضون ساعات بالمطار بانتظار رحلتهم القادمة، فحين يعرفون ان بإمكانهم بسهولة أن يركبوا باصاً سياحياً برسم معقول ليزوروا المدرج الروماني في عمان، أو المغطس، أو مأدبا خلال ساعات ويعودوا دون تأشيرة فإن ذلك حتماً سينعش السياحة.

هذا المنطق الذي يدعو للتسهيل بالتأكيد يعارض زيادة وتعديل رسوم التأشيرات لرفد خزينة الدولة بأموال إضافية، فالتفكير بالجباية المباشرة أسهل الحلول، ولكنه ليس أفضلها نتائج.

 في خطة انقاذ قطاع السياحة ودعمه تفاصيل كثيرة قد لا يراها الناس، ولكن هناك أمور شاخصة لا تغيب عن أذهاننا، مثل تأهيل سائقي سيارات التكسي، ومتابعة التزامهم بالتسعيرة، حتى لا نصبح مثل الدول التي يضرب بها الأمثال بتلاعب سيارات التكسي بالسائحين والضيوف، وفي ذات الاتجاه من المهم أن لا تقوم المطاعم باستغلال السياح وخاصة العرب لأن الأجانب يأتون ضمن أفواج سياحية ومع أدلاء يمنعون حدوث ذلك، وعلينا أن نحافظ على سمعتنا بأننا بلد كرم وضيافة لكل من يدخل حدودنا.

قبل قدوم الصيف، ورمضان، وكأس العالم، فإن خطة مبرمجة، وترويجا، ومهرجانات صيفية، ستجعل من الأردن نقطة استقطاب وجذب سياحي، تساعدنا على تجاوز بعض من عواصف الأزمات الاقتصادية والسياسية.

 نقلا عن الغد

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله