جهود وبرامج ناجحة لجذب مليون سائح هندي وتنشيط السياحة العربية
بقلم – جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريين
لا جدال انه شيء محمود ومرحب به ان نوجه جهودنا في اتجاه الخروج من الدائرة المغلقة التي يسعي المتآمرون علي مصرنا الغالية الي أن تظل السياحة صناعة الأمل محصورة داخلها مستهدفين زيادة معاناتنا الاقتصادية . لم يعد خافيا ان هناك ما يشبه الاتفاق بين تنظيم جماعة الإرهاب الإخواني التي تريد حكم مصر رغما عن شعبها وبين المستفيدين من توجهاتها ومخططاتها المسخرة لخدمة بعض القوي الأجنبية والصهيونية العالمية . انفضح هذا الواقع الأليم بعد إقدام حكومة ألمانيا التي تعيش في الجلباب الامريكي وتقود من ورائها العديد من دول الاتحاد الأوربي .. علي حظر سفر سياحها الي بعض مناطق سيناء في أعقاب حادث سياح كوريا الجنوبية . بررت هذا الاجراء غير الودي بأن لديها معلومات من مصادرها – التي ليست سوي جماعة الإرهاب الإخواني – بالاعداد لعمليات أخري ضد السياح في مصر .
• • •
علي كل حال فإننا نأمل ان تستعيد ألمانيا والدول الدائرة في فلكها عقولها ونظرتها الصحيحة الي الأمور . تواصلا مع هذه القضية فقد كان طبيعيا ان يفكر قطاع السياحة الرسمي والخاص بقيادة هشام زعزوع وزير السياحة ومعه اتحاد الغرف السياحية بقيادة إلهامي الزيات ورؤساء الغرف في العمل المشترك للتحرك من أجل تعويض جانب من الانحسار الذي تتعرض له السياحة منذ 52 يناير 1102.
تمثل ذلك في تنظيم جهود التسويق والترويج في الاسواق الواعدة التي يمكن ان يكون للسياحة المصرية نصيب وافر من نموها . يأتي في مقدمة هذه الاسواق .. الهند التي كان لنجاح خططها للنمو الاقتصادي اثرها الايجابي علي الارتفاع بمستوي معيشة جانب كبير من مواطنيها الذين وصل تعدادهم إلي المليار و 003 مليون نسمة . كان لهذا التقدم الاقتصادي أثره في ان تتوافر لشرائح كبيرة من المجتمع الهندي القدرة علي السفر والسياحة . وبدافع من الخلفية الثقافية والتراثية للشعب الهندي وحضارته وعلاقاته التاريخية بمصر فقد كان طبيعيا ان تكون زيارة مصر ومعالمها ضمن اهتماماته السياحية . ورغم ان عدد السياح الهنود الذين يزورون مصر حاليا لا يتجاوز ال 00 1 ألف سائح إلا ان ما يدعو الي التفاؤل هو الزيادة المطردة في هذه الاعداد علي مدي السنوات الاخيرة .
• • •
توافر فرص السفر بين الهند ومصر اعتمد ومنذ سنوات طويلة أساسا علي الطيران الذي انحصر في الرحلات القليلة التي تسيرها مصر للطيران أسبوعيا الي مدينة بومباي الهندية . من هنا وفي إطار خطة الترويج الجديدة في السوق الهندي بهدف استقبال مليون سائح علي مدي السنوات القليلة القادمة جري الاتفاق بين السياحة ومصر للطيران علي افتتاح خط جوي جديد بين القاهرة والعاصمة الهندية نيودلهي .
من ناحية اخري فإن ازدياد الطلب علي السفر الي مصر سوف يكون فرصة للاتصال بالمسئولين في شركة الطيران الهندية لإعادة تسيير خطوطها مرة أخري الي مصر وعبرها الي أوربا كما كان يحدث منذ سنوات يساهم في تعاظم الحركة السياحية الهندية .
ولا يجب التغاضي عن الجهود التي تبذلها السفارة الهندية في القاهرة لإنعاش العلاقات في كل المجالات . ومنها السياحة . بين مصر والهند . وفي هذا المجال لا يفوتني أن أشير إلي المهرجان الهندي الذي اقيم علي ضفاف النيل بمشاركة احدي الفرق الفنية الهندية المعروفة . في نفس الوقت فإن اللقاءات التي اجراها ويجريها هشام زعزوع مع كبار منظمي الرحلات الهندية شملت الاتفاق علي عقد مؤتمر لاتحادهم في مصر وهو ما سوف يكون له تأثير كبير في خطة الترويج الواسعة . بالطبع فإنه لا يمكن النظر الي تنمية السوق الهندي باعتباره بديلا للاسواق الاوربية التي تشكل اكثر من 07٪ من عدد السياح الوافدين إلي مصر .. وانما يمكن النظر إليه علي أنها تعويض لجانب من الانحسار الاوربي الحالي .
وتواكبا مع جهود انعاش السوق الهندي فإن هناك ايضا برامج نشطة كي يستعيد السوق العربي عنصر جذب التراثي القائم علي الروابط الوثيقة . في هذا الاطار تتضمن الخطة الترويجية للسوق العربي جولات لقوافل سياحية مصرية الي العواصم العربية وتوجيه حملات دعائية تحمل لمسات عاطفية للسائح العربي . ضمن هذه البرامج ايضا إقامة حفلات فنية في كل المقاصد السياحية التي يتوجه إليها السياح العرب والإعلان عن رحلات متكاملة الي مصر تشمل الاقامة والطيران لأول مرة بأسعار جاذبة . الهدف من كل هذه الخطوات اعطاء السائح العربي إحساسا بأنه محل اهتمام في بلده الثاني مصر، ان ما يجب التركيز عليه وبقوة هو ان تعود مصر مقصدا رئيسيا للعائلات العربية كما كانت دوما . النجاح في استعادة حركة السياحة العربية والتي تمثل 02٪ من حجم السياحة الوافدة الي مصر له اهمية خاصة في زيادة مناخ التفاؤل الذي يجب ان يسود مع ما يتم تحقيقه من نجاحات في عملية إعادة بناء مصر .
هل هذا وقته يا حكومة؟ !
يحزنني أن أقول إن وزير الكهرباء في حكومة المهندس محلب قرر في إطار عملية التخبط في إدارة السياسة الكهربائية تفعيل المثل العامي الذي يقول : » جه يكحلها عماها ». انه وبدلا من مراعاة الحالة الكارثية التي تعيشها المنشآت الفندقية لعدم وجود سياح اتخذ قرارا بزيادة أسعار الكهرباء بنسبة 051 ٪ . حدث هذا في الوقت الذي لم تعد فيه هذه الفنادق قادرة حتي علي دفع مرتبات العاملين وهو ما دفعها إلي إعطائهم إجازات إجبارية غير مدفوعة .
هل هذا بالله وقته؟ !